سؤال وجواب في الحديث الموضوعي "كتاب الآداب من صحيح مسلم"
سؤال وجواب في الحديث الموضوعي
شرح الأستاذ الدكتور/ محمد فرحات
لــــــــــــ
"كتاب الآداب من صحيح مسلم"
سـ1: ما الفرق بين الحديث الموضوعي والتحليلي؟
مسمى الحديث الموضوعي مختلف عن مسمى الحديث التحليلي ففي الحديث التحليلي نتناول تحليل كل شيء عن الحديث من ناحية الرجال وغيره.
أما الحديث الموضوعي يكون التركيز فيه على الجانب الموضوعي للحديث.
سـ6: ما حكم التكني بأبي القاسم؟ أو التسمي بمحمد؟
سـ6: ما حكم التكني بأبي القاسم؟ أو التسمي بمحمد؟
اختلف العلماء في هذه المسألة على مذاهب كثيرة وجمعها القاضي وغيره:
أحدها: مذهب الشافعي، وأهل الظاهر أنه لا يحل التكني بأبي القاسم لأحد أصلا، سواء كان اسمه محمدا، أو أحمد، أم لم يكن، لظاهر هذا الحديث.
والثاني: أن هذا النهي منسوخ، فإن هذا الحكم كان في أول الأمر، لهذا المعنى المذكور في الحديث، ثم نسخ، قالوا فيباح التكني اليوم بأبي القاسم، لكل أحد سواء من اسمه محمد، وأحمد وغيره وهذا مذهب مالك، قال القاضي وبه قال جمهور السلف، وفقهاء الأمصار، وجمهور العلماء، قالوا: وقد اشتهر أن جماعة تكنوا بأبي القاسم في العصر الأول، وفيما بعد ذلك إلى اليوم مع كثرة فاعل ذلك، وعدم الانكار.
الثالث: مذهب ابن جرير أنه ليس بمنسوخ، وإنما كان النهي للتنزيه والأدب، لا للتحريم.
الرابع: أن النهي عن التكني بأبي القاسم مختص بمن اسمه محمد، أو أحمد، ولابأس بالكنية وحدها لمن لا يسمى بواحد من الاسمين، وهذا قول جماعة من السلف، وجاء فيه حديث مرفوع عن جابر.
الخامس: أنه ينهى عن التكني بأبي القاسم مطلقا وينهى عن التسمية بالقاسم لئلا يكنى أبوه بأبي القاسم، وقد غير مروان بن الحكم اسم ابنه عبد الملك حين بلغه هذا الحديث، فسماه عبد الملك، وكان سماه أولا القاسم، وفعله بعض الأنصار أيضا.
السادس: أن التسمية بمحمد ممنوعة مطلقا سواء كان له كنية أم لا، وجاء فيه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تسمون أولادكم محمدا ثم تلعنونهم، وكتب عمر إلى الكوفة لا تسموا أحدا باسم نبي، وأمر جماعة بالمدينة بتغيير أسماء أبنائهم محمد حتى ذكر له جماعة إن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لهم في ذلك وسماهم به فتركهم، قال القاضي والأشبه أن فعل عمر هذا إعظام لاسم النبي صلى الله عليه وسلم لئلا ينتهك الاسم كما سبق في الحديث تسمونهم محمدا ثم تلعنونهم، وقيل سبب نهي عمر أنه سمع رجلا يقول لمحمد بن زيد بن الخطاب فعل الله بك يا محمد، فدعاه عمر فقال أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسب بك والله لا تدعى محمدا ما بقيت وسماه عبد الرحمن.
س7: هل كنيته صلى الله عليه وسلم بأبي القاسم لسبب خاص به؟ وما حكم الكناية بغير أبي القاسم؟
س7: هل كنيته صلى الله عليه وسلم بأبي القاسم لسبب خاص به؟ وما حكم الكناية بغير أبي القاسم؟
◄ قال القاضي عياض: هذا يشعر بأن الكنية إنما تكون بسبب وصف صحيح في المكنى أو لسبب اسم ابنه، وقال ابن بطال في شرح رواية البخاري معناه أني لم أستأثر من مال الله تعالى شيئا دونكم وقاله تطييبا لقلوبهم حين فاضل في العطاء، فقال الله هو الذي يعطيكم لا أنا، وإنما أنا قاسم، فمن قسمت له شيئا فذلك نصيبه، قليلا كان أو كثيرا.
◄ وأما التكني بغير أبي القاسم من الكنى، فأجمع المسلمون على جوازه، سواء كان له ابن أو بنت، فكني به، أو بها، أو لم يكن له ولد، أو صغيرا، أو كني بغير ولده، ويجوز أن يكنى الرجل أبا فلان، وأبا فلانة، وأن تكنى المرأة أم فلانة، وأم فلان، وصح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول للصغير أخى أنس: "يا أبا عمير ما فعل النغير" والله أعلم.
سـ8: ما الفرق بين الاسم، والكنية، واللقب؟ قرأنا في بعض الروايات: "ولد لرجل منا غلام" ما اسم هذا الصحابي؟ وما الاسم الذي
سـ8: ما الفرق بين الاسم، والكنية، واللقب؟ قرأنا في بعض الروايات: "ولد لرجل منا غلام" ما اسم هذا الصحابي؟ وما الاسم الذي كان يريد أن يسمي به ابنه؟ وهل بين الأحاديث تعارض؟ وضح ذلك؟
◄الاسم: وهو الاسم الصريح، والكنية: ما صدر بأب أو بأم، واللقب: وهو ما أشعر بمدح أو بذم.
◄ قرأنا في بعض الروايات ولد لرجل منا غلام، وهناك رواية بينت أن هذا الرجل من الأنصار، وعلى الرغم من ذلك لم يعرف اسم هذا الرجل، قال ابن حجر: لم أقف على اسمه، ولكن يفسر لفظ منا تفسيرا آ خر غير أن يقال: إنه من الأنصار، كأن يفهم من قبيلتنا أو من أفراد أسرتنا.
◄ أغلب الروايات على أن الصحابي كان يريد أن يسمي ابنه: محمدا، وجاء في رواية واحدة أنه أراد أن يسميه القاسم: والراجح رواية: محمد لأنها جاءت بها أكثر الروايات.
والحافظ ابن حجر رجح الرواية أنه سماه "محمد"، وعلى هذا أكثر العلماء، وهناك من رجح أنه سماه القاسم، وجمع بعض العلماء بين هذا وهذا، فقالوا: إنه ربما أراد الرجل أن يسمي أحد الاسمين.
◄ ونحن في معرض روايات قد يظن البعض أن بينهما تعارض، لكن لا تعارض رجح البعض رواية من الروايات، والبعض الآخر رجح الرواية الأولى، وجمع البعض بين الروايات، ويحتمل أنه أراد أن يسميه واحد من الاسمين، فذكر بعضهم هذا، وذكر بعضهم هذا، ولذلك قالوا لا ندعك تسمي باسم رسول ﷲ صلى الله عليه وسلم، فكانت تسمية، وليست كنية، لأنه قد يسمي محمدا، وقد يسمي القاسم، فهذه تسمية، وهذه تسمية، ولكن الفرق بين الاثنين أن تسمية القاسم، تؤدى إلي الكنية.
سـ9: ما المراد بقول رسول الله صلى ﷲ عليه وسلم إنما أنا قاسم أقسم بينكم"؟ وهل وردت بروايات أخرى؟
سـ9: ما المراد بقول رسول الله صلى ﷲ عليه وسلم إنما أنا قاسم أقسم بينكم"؟ وهل وردت بروايات أخرى؟
المراد بقوله: "إنما أنا قاسم أقسم بينكم" هذه الجملة وردت بعدة روايات كما ذكرنا، وهناك رواية أخري للترمذي: "من يرد ﷲ به خيرا يفقهه في الدين، أنا أبو القاسم ﷲ يعطي، وأنا أقسم ولا تزال هذه الأمة قائمة علي أمر ﷲ، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر ﷲ" في هذا الحديث رد النبي علي اعتراض أحد الموجودين على قسمته صلى ﷲ عليه وسلم، أيها المعترض أنت محتاج إلى التفقه في دينك لأن اعتراضك على نبيك معناه، أنك غير متفقه في دينك.
وشهدنا قوله صلى ﷲ عليه وسلم أنا أبو القاسم ﷲ يعطي، وأنا أقسم، أي: أنا لي من كنيتي نصيب، لكن أنتم ليس لكم نفس الوصف، ومضمون الجملة أن النبي يقول وظيفتى هي القسمة والعطاء من ﷲ، والقسمة فهي قسمة الغنائم، والصدقات، ورأي ابن حجر أن القسمة أيضا تكون في الفقه، فالنبي يقسم المعلومات وأقواله تعتبر قسمة، لكن الأولى أن القسمة قسمة الغنائم والصدقات ألن ظاهر الحديث على المال.
سـ10: أين تقع نجران؟ وقع إشكال في هذا الحديث، وقع في رواية الباب أن المغيرة قال: لما قدمت نجران سألوني، والمعروف: إن الو
سـ10: أين تقع نجران؟ وقع إشكال في هذا الحديث، وقع في رواية الباب أن المغيرة قال: لما قدمت نجران سألوني، والمعروف: إن الوفد لما جاء إلى النبي ﷺ بعث معهم أبو عبيدة بن الجراح، فكيف توفق بين الحديثين؟ وما هي الشبهة التي أثارها نصارى نجران؟ وكيف رد النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الشبهة؟
◄نجران: اسم مكان يبعد عن مكة بمسافة معينة من جهة اليمن، بعض العلماء قالوا يشمل على 73 قرية، أهلها من النصارى، ورؤساء نجران جاءوا في الوفود إلى النبي ﷺ يسألونه عن بعض الأمور، وبعث معهم سيدنا أبو عبيدة ابن الجراح (أمين هذه الامة) ليعلمهم، ويفقهم في دين الله عز وجل.
◄إشكال: في الحديث هنا عن المغيرة، ويقول لما قدمت نجران سألوني، ونحن نقول: إن الوفد لما جاء إلى النبي ﷺ بعث معهم أبو عبيدة بن الجراح، جمع العلماء بين هذا، وذاك بأن قالوا: رسول الله ﷺ أرسل أبو عبيدة بن الجراح إلى وفد نجران، لكي يعلمهم، ويأخذ منهم الصدقات، وبعث أيضا سيدنا علي رضي الله عنه.
فقالوا لعل المغيرة بن شعبة ذهب إلى نجران:
إما في صحبة سينا أبو عبيدة، أو سيدنا علي، أو أنه ذهب بعد سيدنا أبو عبيدة، أو أنه ذهب للتجارة، وهكذا خرجنا من هذا الاشكال.
◄ الشبهة التي أثارها نصارى نجران: إنكم تقرأون يا أخت هارون، وموسى قبل عيسى بكذا وكذا، زعم نصارى نجران أن القرءان يغير حقائق التاريخ، فقالوا لسيدنا المغيرة في بعض الروايات: إن صاحبك يزعم أن مريم هي اخت هارون، وبينهما في المدة 600سنة، فقال سيدنا المغيرة لم أدر ما اقول، فلما رجع إلى النبي ﷺ، ونقل له ﷺ الاعتراض الذي اعترضه النصارى على كتاب الله تعالى.
فكان جواب النبي ﷺ إنهم كانوا يُسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم.
◄ الرد على الشبهة التي اثارها نصارى نجران:
لفظ يا أخت هارون، ليس على حقيقته، بمعنى: إن هارون المذكور في الآية، ليس هو أخ سيدنا موسى عليه السلام.
فقد يكون:
إنه أخ لها من أبيها يسمى هارون.
أو إنه اسم مشهور في بنى اسرائيل فيقولوا: أخت هارون تبركا بالاسم.
وهنا رأى لسيدنا قتادة: كان في ذلك الزمان في بنى إسرائيل رجل عابد منقطع بالعبادة لله عز وجل يسمى هارون، فنسبوها إلى إخوته من حيث أنها كانت على طريقته في العبادة.
سـ11: في رواية: «أحب الكلام إلى الله أربع» وهذه الرواية تضمنت الأسماء المنهي عنها، وفي نهاية الرواية قال الرسول ﷺ: «هن أ
سـ11: في رواية: «أحب الكلام إلى الله أربع» وهذه الرواية تضمنت الأسماء المنهي عنها، وفي نهاية الرواية قال الرسول ﷺ: «هن أربع كلمات فلا تزيدُن على ذلك»، ما المقصود من قول النبي ﷺ فلا تزيدُن على ذلك؟ مع العلم أن الكلام عائد على ألفاظ التسبيح؟ وما حكم التسمية بيعلى، وهل تصحف باسم آخر، وهل هو تصحيف، أم رواية أخرى؟
◄ مقصود النبي ﷺ لمن جاء إليه ألا يزيد في النقل إلى الغير إلا ما ذكره النبي ﷺ، ومقصود النبي هنا ليس على الأطلاق، لأن هناك روايات أخرى ذُكرت بألفاظ أخرى من الأسماء المنهي عنها.
◄اسم يعلى، النهي عن التسمية بيعلى، لفظ يعلى ورد في روايات أخرى غير هذا اللفظ، ورد بلفظ: مقبل بدل يعلى.
لكن معظم نسخ مسلم ذكر لفظ يعلى، ولكن في بعض النسخ ذكر لفظ مقبل بدل يعلى، قال القاضي عياض أن معظم النسخ فيها لفظ مقبل، وفي بعضها يعلى، لكن الأرجح أن هذا تصحيف، لأن معظم نسخ مسلم وردت بالفظ يعلى، وهذا الكلام ليس بمشكلة.
قال النووي: في معظم نسخ صحيح مسلم التي ببلادنا أن يسمى بيعلى، وفي بعضها بمقبل، بدل يعلى، وفي الجمع بين الصحيحين للحميدي بيعلى، وذكر القاضي أنه في أكثر النسخ بمقبل، وفي بعضها بيعلى، قال والأشبه أنه تصحيف، قال: والمعروف بمقبل، وهذا الذي أنكره القاضي ليس بمنكر، بل هو المشهور وهو صحيح في الرواية.
سـ12: لماذا غير رسول ﷺ اسم أم المؤمنين جويرية؟ فصل ذلك؟ وهل غير اسم أحد آخر من أهل بيته؟
سـ12: لماذا غير رسول ﷺ اسم أم المؤمنين جويرية؟ فصل ذلك؟ وهل غير اسم أحد آخر من أهل بيته؟
في الروايات أم المؤمنين جويرية كانت اسمها برة، وسماها النبي جويرية، وهي: جويرية بنت الحارث، زوجة النبي ﷺ، وإحدى أمهات المؤمنين رضى الله عنها وأرضاها، وعلة النهي أن برة مشتقة من البر، ونهى النبي ﷺ عن التسمي بهذا الاسم لأنه تزكية للنفس، وتزكية النفس نهى القران الكريم عنها {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم: 32]، وفي الحديث: «الله أعلم بأهل البر منكم» [حديث الباب] بمعنى ليس أنت من تحكم على نفسك بأنك من أهل البر، الله أعلم إن كنت منهم أم لا.
ومن الروايات يتبين لنا: أن ما قع لجويرية، وقع لزينب بنت جحش، وزينب بنت أم سلمة، كلهن غير لهن النبي اسمائهن.
سـ13: ما المراد بقوله: «أخنع اسم عند الله رجل تسمى بملك الأملاك»، وما الذي يفيده هذا المعنى؟ وما المقصود: بشاه شاه، وهل
سـ13: ما المراد بقوله: «أخنع اسم عند الله رجل تسمى بملك الأملاك»، وما الذي يفيده هذا المعنى؟ وما المقصود: بشاه شاه، وهل النهي مقصور على هاتين الجملتين؟
◄أخنع: أذل وأوضع بمعنى أنه أشد صغاراً وهواناً عند الله، والخانع هو الذليل.
◄ وكأن النبي ﷺ يبين لنا أن من يعتبر نفسه ملك الأملاك هو عند الله تعالى أذل خلق الله تعالى
*بعض أهل النحو كالخليل بن احمد الفراهيدي، فسر أخنع بمعنى أفجر، قال الخليل أخنع الرجل إلى المرأة أي دعاها إلى الفجور، والبعض قال في معنى أخنع أخبث، والبعض قال أقبح
*معنى ملك الأملاك: ملك الملوك........
معنى شاهٍ، شاه، ملك الملوك.
◄النهي ليس مقصور على هذه التسمية بل ومن على شاكلتها.
سـ14: ما حكم التسمي باسم النبي ﷺ، وما دليل من ذهب إلى المنع؟ مع التوجيه؟ وما الذي دفع عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى الم
سـ14: ما حكم التسمي باسم النبي ﷺ، وما دليل من ذهب إلى المنع؟ مع التوجيه؟ وما الذي دفع عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى المنع أيضاً؟ وما الرأي الراجح؟
◄هناك من العلماء من منع التسمي باسم النبي ﷺ منهم الإمام الطبري قال بمنعه مطلقا، وأستدل الإمام الطبري بسيدنا عمر حينما كتب وقال لا تسموا أحد باسم نبي.
وفي رواية عند البزار، وأبو يعلى والدارقطني عن انس: «يسمونهم محمد، ثم يلعنوهم»، لكن الحقيقة أن هذه الرواية إسنادها ضعيف، وإذا افترضنا أن سند الرواية ليس ضعيف، هل هي دليل على منع التسمية باسم النبي؟ الاجابة: لا بل المقصود النهي عن التسمية واللعن، لأن الرواية لم تقل لا تسموهم محمدا النهي ليس صريحا، بل الرواية تحكى ما يحدث من الناس والعلماء قالوا: لا حجة فيه للمنع، بل فيه النهي عن لعن من يسمى محمدا.
◄أما كلام سيدنا عمر لاتسموا أحد باسم نبي فيحتاج إلى توضيح وتفسير لماذا قال سيدنا عمر هذا الكلام، وما وجهة نظره رضى الله تعالى عنه وأرضاه، أراد سيدنا عمر أن يعظم اسم النبي اذاً كان هذا اجتهادا خاص بسيدنا عمر، ولم يكن الأمر يحمل على العموم، قال القاضي عياض: والأشبه بمعنى الأرجح أن سيدنا عمر إنما فعل ذلك تعظيماً لاسم النبي لئلا ينتهك، وهذا يوافق رواية يسمونهم ثم يلعنونهم، وكان سيدنا عمر قد سمع رجل يقول: لمحمد بن زيد بن الخطاب يا محمد، فعل الله بك وفعل، فدعاه سيدنا عمر، وقال: لا أرى أن رسول الله ﷺ يسب بك، أي: بسببك، فغير اسمه، فسماه عبد الرحمن، وأرسل سيدنا عمر إلى بنى طلحة وكان سبع منهم سموا بهذا الاسم ليغير اسمائهم، فقال لهم كبيرهم: والله لقد سماني النبي ﷺ محمداً، فقال سيدنا عمر: قوموا فلا سبيل لكم، ومعنى ذلك أن سيدنا عمر عندما عرف أن من سماه هو النبي رجع عن كلامه بالمنع من التسمية باسم النبي ﷺ.
◄وخلاصة وجهة نظر سيدنا عمر في المنع كان يقصد تعظيم الاسم، وألا يسب النبي ﷺ بسبب هذه التسمية.
◄ لكن الجمهور على جواز التسمية باسم النبي ﷺ بل قالوا باستحباب ذلك.
سـ15: ما الاسماء التي ورد النهي عنها؟ وهل النهي قاصر عليها؟ وما علة النهي عنها؟
سـ15: ما الاسماء التي ورد النهي عنها؟ وهل النهي قاصر عليها؟ وما علة النهي عنها؟
◄ أراء العلماء في الأسماء التي ورد النهي عنها، وعلة النهي:
من الأسماء المنهي عنها: رباح، وأفلح، ويسار، وبركة، ونجيح، ويعلى، ومقبل.
◄ وسبب النهي عن هذه الاسماء ليس قاصر عليها فقط، بل وعلى كل من كان على شاكلتها.
◄ والعلة في النهي بينها النبي ﷺ أثم هو؟ يعني: أهو موجود؟ فيقول المجيب: لا، يعني مثلا، أفلح موجود؟ فيقول المجيب: ليس هنا، إذا لا فلاح، مثلا بركة موجودة؟ فيقول: المجيب ليس هنا، إذا لا بركة، فالنهي بسبب ما توهمه من نفى هذه الصفات، وإن كانت لا تقصد نفى الصفات بل نفى الأسماء.
سـ16: ما الروايات الواردة في الحديث غير: «أخنع»؟
سـ16: ما الروايات الواردة في الحديث غير: «أخنع»؟
اخنع: أغيظ، وأوضع، وأخبثه، وجاء في البخاري: أخنأ.
سـ17: قوله: «أحب الاسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن» لماذا كانت هذه الاسماء أحب الاسماء إلى الله تعالى؟ وما تقول: في
سـ17: قوله: «أحب الاسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن» لماذا كانت هذه الاسماء أحب الاسماء إلى الله تعالى؟ وما تقول: في «خير الأسماء ما عبد وما حمد»؟
◄هذان الاسمان ذكرا في الروية، وهذا يدل على استحباب التسمي بهما، ويلتحق بهذين الاسمين ما كان مشابه لهما، لكن لماذا كانت هذه الاسماء أحب الاسماء إلى الله تعالى؟ لأنها متضمنة لوصف واجب لله جل في علاه عبد للرحمن، عبد للقدوس، عبد للسلام، عبد للطيف، وكلها صفات واجبة لله عز وجل.
◄إذن ما الحكمة في الاقتصار على هذين الاسمين في الرواية؟
قال الإمام القرطبي لأنه لم يقع في القرءان اضافة عبد إلى اسم من أسماء الله تعالى إلا هذين الاسمين، {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} [الجن: 19] {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} [الفرقان: 63] ويجوز التسمية بإضافة العبودية إلى أي اسم من اسماء الله تعالى، قال تعالى {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الإسراء: 110]
◄البعض يرى أحب الأسماء ما عبد وحمد، ولا يوجد نصوص بهذا، إلا إذا كانت نصوص ضعيفة، مثل رواية الطبري: «إذا سميتم فعبدوا»، وفي رواية أخرى: «أحب الأسماء إلى الله ما تعبد به» لكن في كل من الروايتين ضعف.