وسائل التواصل الحديثة : توجيهات، وتنبيهات (متجدد).
الجلبة الإعلامية
حقيقة الابتلاء : ( فقه سنة التدافع ) بين الحق وأسبابه ووسائله ، والباطل وأسبابه ووسائله .
ومنطلقه من قاعدة ( الاشتغال بالحق ) . كما جاء عن السلف : نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل .
وعليه فلابد من مراعاة هذا المبدأ في المستجدات الاجتماعية للتواصل ( الآلة الحديثة ) لتناقل المعلومات بين أفراد الأمة .
ومن المعلوم أن الطبيعة التي تسود فيها هي ( التكاثر ) في الأقوال والأخبار والمعلومات .
وكل واحدة من هذه الثلاث إن لم تخضع لقاعدة التدافع بملحظ ( جلب المصالح وتكثيرها ، ودفع المفاسد وتقليلها ) وإلا لكانت ذريعة للباطل .
فالوسائل الحديثة ليست قنوات إخبارية
والداعية ليس مراسلا صحفيا .
وطالب العلم ليس محللا سياسيا أو إخبارياً .
والمفتي ليس ( مصرحا رسميا دبلوماسيا) .
فالواقع عند كثيرين - اليوم - هو ما سبق وهي حقيقة ( الجلبة الإعلامية ) التي تضج بها هذه الوسائل مما أثر في التعليم والدعوة والتربية .
والله المستعان .
***
نصيحتي لأحدى مجموعات الواتساب ، وهي صالحة لمثيلاتها .
بسم الله الرحمن الرحيم
مجموعة ( ....... ) الكرام .
أولاً / إني أحبكم في الله – تعالى - .
ثانياً / أرجو الاستفادة منكم والانتفاع من علومكم وأدبكم .
ثالثاً / أتطلع إلى رقيكم وبلوغكم أكمل المراتب في العلم والعمل .
ومن باب " الدين النصيحة " أجد نفسي ملزماً ببذل ما أراه صواباً – وعلى الله اعتمادي – فإن وفقت فذلك فضل الله . وإن تكن الأخرى فاستغفر الله وأتوب إليه .
أحبتي الكرام ومشايخي الفضلاء :
لا يخفى على جنابكم أن الدعوة السلفية قيامها : ( بالعلم ، والعمل ، والدعوة ) .
- تصفية وتربية - .
وبناء ذلك يكون بتأسيس العلم :
- بتحرير مصادره ومقاصده .
- وتوضيح طرائق تحصيله .
- والجد في طلبه .
ونحو ذلك .
والمجموعات ( الواتسابية ) في هذا العصر جديرة في أن تستثمر في هذا الباب .
فلنطوع الآلة الحديثة للمقاصد الشرعية .
بجعلها منابر للتعليم والدعوة – تنظيماً وتدريجاً – بمقاصد ربانية .
لا يوجد شيء عسر – بعد معونة الله - مع الإرادة الجازمة والنية الحسنة .
ولا ينكر أن في المجموعات غررا من الفوائد لكنها تبقى متناثرة لا ينظمها سلك .
فلو رتب سير المجموعة ، و جعل فيها أوقات خاصة :
- للبحث العلمي .
- أو الدرس التعليمي .
لكان ذلك أليق بمقامها ، وأنسب لقدرات مشايخها ، وأنفع لطلابها .
معذرة على التطفل بين يدي المشايخ الفضلاء
أخوكم / أبو زيد العتيبي – عفا الله عنه - .
****
من باب تعميم الفائدة : يمكن أخذ هذه النصيحة وعنونتها إلى المجموعات الواتسابية ، لعل الله يحول هذه المجموعات إلى الأكمل والأمثل علماً وعملاً .
ومن الله التوفيق .
شروط المشاركة في المجموعات العلمية والدعوية.
بسم الله الرحمن الرحيم
شروط المشاركة في المجموعات العلمية والدعوية
أصلها شروط كتبت لمجموعة علمية فيها نخبة من العلماء والمشايخ وطلبة العلم أحببت تعميمها للفائدة حتى تكون نبراساً لطلبة العلم في مناظراتهم وأبحاثهم .
وقد عرضت هذه الشروط على عدد من مشايخنا الكرام، منهم:
1- الشيخ علي بن حسن الحلبي – وفقه الله - ، فقال:
" ممتاز جداً " .
2- الشيخ خالد العنبري – وفقه الله - ، فقال :
" هذه ليست شروطاً. بل منهجية علمية سلوكية ".
3- الشيخ عبد العزيز بن ندا العتيبي – وفقه الله - ، فقال:
" شروط المشاركة العلمية جميلة ولاتحتاج زيادة مني
اتفق معكم فيما كتبتم " .
4- الشيخ فتحي بن عبد الله الموصلي – وفقه الله - ، فقال:
" هي جيدة ونافعة " .
وها هي بين أيديكم أحبتي الكرام، والتوفيق من الله – تعالى -.
بسم الله الرحمن الرحيم
شروط المشاركة العلمية في ( ... ):
1- التقيد بالمقاصد الشرعية المعتبرة للدعوة السلفية دعوة للتوحيد، والطاعة، وتزكية النفوس. وحرصاً على الجماعة والألفة – هدى ورحمة -.
- فلا يسمح بإثارة المواضيع على طريقة الفرق البدعية تركيزاً على السياسة البدعية، أو تناولاً للحكام، أو تضخيماً لبعض الفروع الجزئية، أو تتبعاً للشاذ من المسائل، أو تثويراً للفتن العامة (كفتنة التجريح)، أو بين الأعضاء، ونحو ذلك.
2- التقيد بالمصادر الشرعية المعتبرة – كتاباً وسنةً – وما تفرع عنهما أو رجع إليهما، ويستدل لكل مسألة بحسبها مع مراعاة مرتبتها الشرعية.
- فلا يسمح بتتبع المتشابهات، أو الركون إلى التقليد لمذهب أو شخص، أو الاجتهاد في موضع النص، أو خرق الاجماع المعتبر، ونحو ذلك.
3- التقيد بضوابط (كمال آلة العلم)، فلا يتكلم العضو إلا فيما يحسنه.
- فيفرق فيها بين :
• السائل؛ فعليه أن يتقيد بآداب الفتوى.
• والباحث؛ فيتقيد بآداب البحث والمتاظرة.
• والمجادل؛ فيتقيد {بالتي هي أحسن}.
4- التقيد بالحقوق الشرعية؛ بإعطاء كل ذي حق حقه، وأهمها حقان:
- حق المعلم والشيخ؛ فيراعى قدره، وسنه، وسابقته: في الخطاب، والرد . بكل توقير واحترام في العبارة والإشارة دون المبالغة في الألقاب والأوصاف.
- حق النظير من إخوانه؛ فتراعى أخوته الإيمانية – مودة ورحمة – بكل لطف وحنان في عتابه، أو خطابه، أو بيانه.
5- التقيد بالسمت العام لطالب العلم والداعية عند الإنكار، وأصوله ثلاثة:
- العلم؛بأن لا ينكر إلا ما علمه مما عنده فيه برهان.
- الحلم؛بأن يصبر على إخوانه عند المخالفة، ولا يضيق صدره.
- الرفق؛بأن يرفق بإخوانه عند تعليمهم، أو تنبيههم أو تذكيرهم بلا انفعال.
مستعملاً في كل ذلك (الكلمة الطيبة) محفوفة بالدعاء، والثناء.
6- لا مانع من بحث المسائل الحساسة، أو النوازل الحادثة بشرط التقيد بالضوابط السابقة – علماً وعدلاً – بلا خروج عن ضوابط المجموعة وأهدافها.
والمقصود: بلوغ الغرض المقصود بالطرق الصحيحة مع المودة والنقاء والصفاء .
ومن الله التوفيق.
***