أَتَانِي جِبْرِيلُ وَفِي كَفِّهِ كَالْمِرْآةِ الْبَيْضَاءِ يَحْمِلُهَا فِيهَا كَالنُّكْتَةِ السَّوْدَاءِ
رقم الحديث: 1325
(حديث مرفوع) أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرْبِيُّ ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ هَارُونَ الأَصْبَهَانِيّ ُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَطِيرِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الأُبَلِّيُّ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ الْمَدَائِنِيُّ ، حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ ، وَإِسْرَائِيلُ ، وَشُعْبَةُ ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، كلهم قَالُوا : حَدَّثَنَا لَيْثٌ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " أَتَانِي جِبْرِيلُ وَفِي كَفِّهِ كَالْمِرْآةِ الْبَيْضَاءِ يَحْمِلُهَا فِيهَا كَالنُّكْتَةِ السَّوْدَاءِ ، فَقُلْتُ : مَا هَذِهِ الَّتِي فِي يَدِكَ يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : هَذِهِ الْجُمُعَةُ ، قُلْتُ : وَمَا الْجُمُعَةُ ؟ قَالَ : لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ، قُلْتُ : وَمَا يَكُونُ لَنَا فِيهَا ؟ قَالَ : تَكُونُ عِيدًا لَكَ وَلِقَوْمِكَ مِنْ بَعْدِكَ ، وَيَكُونُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى تَبَعًا لَكُمْ ، قُلْتُ : وَمَا لَنَا فِيهَا ؟ قَالَ : لَكُمْ فِيهَا سَاعَةٌ لا يَسْأَلُ اللَّهَ عَبْدٌ فِيهَا شَيْئًا هُوَ لَهُ قُسِمَ إِلا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ ، أَوْ لَيْسَ لَهُ بِقَسْمٍ إِلا ذُخِرَ لَهُ فِي آخِرَتِهِ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ ، قُلْتُ : مَا هَذِهِ النُّكْتَةُ الَّتِي فِيهَا ؟ قَالَ : هِيَ السَّاعَةُ ، وَنَحْنُ نَدْعُوهُ يَوْمَ الْمَزِيدِ ، قُلْتُ : وَمَا ذَاكَ يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : إِنَّ رَبَّكَ اتَّخَذَ فِي الْجَنَّةِ وَادِيًا فِيهِ كُثْبَانٌ مِنْ مِسْكٍ أَبْيَضَ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ هَبَطَ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ عِلِّيِّينَ عَلَى كُرْسِيِّهِ ، فَيُحَفُّ الْكُرْسِيُّ بِكَرَاسِي مِنْ نُورٍ فَيَجِيءُ النَّبِيُّونُ حَتَّى يَجْلِسُوا عَلَى تِلْكَ الْكَرَاسِي ، وَتُحَفُّ الْكَرَاسِي بِمَنَابِرَ مِنْ نُورٍ ، وَمِنْ ذَهَبٍ ، مُكَلَّلَةٍ بِالْجَوَاهِرِ ، ثُمَّ يَجِيءُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ حَتَّى يَجْلِسُوا عَلَى تِلْكَ الْمَنَابِرِ ، ثُمَّ يَنْزِلُ أَهْلُ الْغُرَفِ مِنْ غُرَفِهِمْ حَتَّى يَجْلِسُوا عَلَى تِلْكَ الْكُثْبَانِ ثُمَّ يَتَجَلَّى لَهُمْ تَعَالَى ، فَيَقُولُ : أَنَا الَّذِي صَدَقْتُكُمْ وَعْدِي وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ، وَهَذَا مَحَلُّ كَرَامَتِي ، فَسَلُونِي ، فَيَسْأَلُونَهُ ، حَتَّى تَنْتَهِيَ رَغْبَتُهُمْ فَيُفْتَحُ لَهُمْ فِي ذَلِكَ مَا لا عَيْنٌ رَأَتْ وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ، وَذَلِكَ مِقْدَارُ مُنْصَرَفِكُمْ مِنَ الْجُمُعَةِ ، ثُمَّ يَرْتَفِعُ عَلَى كُرْسِيِّهِ ، وَيَرْتَفِعُ مَعَهُ النَّبِيُّونَ وَالصِّدِّيقُون َ وَالشُّهَدَاءُ ، وَيَرْجِعُ أَهْلُ الْغُرَفِ إِلَى غُرَفِهِمْ وَهِيَ لُؤْلُؤَةٌ بَيْضَاءُ أَوْ زُمُرُّدَةٌ خَضْرَاءُ ، أَوْ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ ، غُرَفُهَا وَأَبْوَابُهَا مُطَّرِدَةٌ فِيهَا وَأَزْوَاجُهَا وَخَدَمُهَا وَثِمَارُهَا مُتَدَلِّيَةٌ فِيهَا ، فَلَيْسُوا إِلَى شَيْءٍ أَحْوَجَ مِنْهُمْ إِلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ لِيَزْدَادُوا نَظَرًا إِلَى رَبِّهِمْ ، فَيَزْدَادُوا مِنْهُ كَرَامَةً " . لفظ أَبِي صالح . أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو عَبْد اللَّهِ الصيمري ، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْحَسَن الرازي ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الزعفراني ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن أَبِي خيثمة ، قَالَ : أَبُو اليقظان هو عثمان بْن عمير ، وهو عثمان بْن أَبِي حميد . قَالَ الخطيب : قد روى هذا الحديث مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن يسار ، عن ليث بْن أَبِي سليم ، عن عثمان بْن عمير ، أَخْبَرَنِيه مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الفتح ، أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن عُمَر الحافظ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن نيروز ، حَدَّثَنَا أَبُو عاصم عِمْرَان بْن مُحَمَّد ، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن هارون بْن أَبِي عِيسَى ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق ، قَالَ : حَدَّثَنِي ليث بْن أَبِي سليم ، عن عثمان بْن عمير ، عن أنس بْن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سمعت رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول : جاءني جبريل وفي يده كالمرآة البيضاء وفي وسطها كالنكتة السوداء ، قَالَتْ : ما هذا ؟ قَالَ : هذه الجمعة ، يعرضها عليك ربك ، وساق الحديث وَرَوَاهُ أَبُو طَيْبَةَ الْمَرْوَزِيُّ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَيْرٍ ، هَكَذَا حَدَّثَ بِهِ جَهْضَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِي طَيْبَةَ ، وَخَالَفَهُ عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ ، فَرَوَاهُ عَنْ أَبِي طَيْبَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَيْرٍ
ما صحة هذا الحديث؟
أَتَانِي جِبْرِيلُ وَفِي كَفِّهِ كَالْمِرْآةِ الْبَيْضَاءِ يَحْمِلُهَا فِيهَا كَالنُّكْتَةِ السَّوْدَاءِ
اقتباس:
هوّن عليك أخي .. قد قرأتُ ما كتبتَ، وإنما أردت إفادتك .
ظاهر الإسناد الذي نقلتَه أن عمر مولى غفرة قال : سمعتُ أنس بن مالك ططط يقول :
يا أخي بارك الله فيك على الافادة وقد هونت علي الأمر كما نصحتني
, وأعيد لك أن الذي ذكرته قد مر علي ومررت عليه
وان العلل التي ذكرتها قد بينتها , ولولا ذلك لاكتفيت بتصريح عمر بسماعه من أنس في رواية الدارمي
قال الدارمي
(حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ، وَكَانَ ثِقَةً، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ وَهُوَ ابْنُ شَابُورَ، أَنْبَأَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، مَوْلَى غُفْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ:..)
فاسناد الدارمي فيه التصريح الصريح بالسماع و لكن لم أعرج عليه بعد اطلاعي على ما قيل في عمر هذا ,
وما دمت قد أثرت الموضوع فلا بأس بتفصيله حق تفصيله
ان الذي نفى سماعه من أنس كأبي حاتم وغيره , انما نفاه حسب ما وقع له من روايات , فالرواية التي ذكرها ابن أبي حاتم حين سأل أباه ليس فيها التصريح بالسماع ,
وكذلك الرواية التي رواها الدارقطني في الرؤية وغيره رواها بالعنعنة
لكن الدارمي رواها عن شيخه هشام وفيها التصريح بالسماع
والدارمي من أئمة العلل لا يخفى عليه هذا -وكيف ولم يخف على أمثالنا - ولذلك قال ((حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ، وَكَانَ ثِقَةً،)
فهذه اشارة منه أن شيخه ثقة , أي أن تصريح شيخ شيخه بالسماع مقبول لأنه من زيادة ثقة عن مثله عن عمر مولى بن غفرة , وهوكثير الارسال
لكن لم يتهم بالكذب ,وهنا قد صرح بالسماع
فلم لا يقبل تصريحه وقد روي باسناد صحيح ؟؟
ولكن مع كل هذا لم أقنع كما قلت لك - بهذا الاسناد ,فكتبت في أول مرة
اقتباس:
فالاسناد ليس شديد الضعف فهو قابل للتحسين
فهو ضعيف وضعفه ليس بالشديد , فيقبل التحسين , فذكرت له الاسناد الثاني واتبعت في ذلك ترتيب الدارمي للسبب الذي ذكرته لك سابقا
والا فيوجد من الأسانيد الصحيحة عن أنس ما يكتفي بها عن غيرها , وقد صححها أئمة متقدمون قبل أي يوجد أي أحد من المعاصرين
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد القلي
ورواه بالاسناد الثاني-عن عثمان - الطبري و االشافعي
لم يروه الشافعي عن عثمان ولكن رواه عن عُبَيد اللَّه بن عُمَير:وهو ثقة وقد صرح بالسماع لكن شيخ الشافعي ابراهيم متهم وكان الشافعي حسن الظن به
وأيضا الطبري رواه عن ثلاثة من التابعين
والحديث كما سبق لم يشتهر من رواية أنس فحسب
بل روى قريبا منه جماعة من الصحابة منهم حذيفة -وقد سبقت روايته- وأبو هريرة
وكل هذا ذكرته في أول مشاركة
اقتباس:
والحديث من طريق عثمان بن أبي حميد ضعيف لكن يتقوى بالطريق الثاني أي عمر بن عبد الله
وأيضا بمتابعة أَبِي عمران الجوني عن أنس التي رواها الطبراني وصحح اسنادها الضياء المقدسي في المختارة
لذلك قبله واحتج به الأئمة كما سبق , وروي بمثل معناه عن جماعة من الصحابة
رد: أَتَانِي جِبْرِيلُ وَفِي كَفِّهِ كَالْمِرْآةِ الْبَيْضَاءِ يَحْمِلُهَا فِيهَا كَالنُّكْتَةِ السَّوْدَاءِ
رد: أَتَانِي جِبْرِيلُ وَفِي كَفِّهِ كَالْمِرْآةِ الْبَيْضَاءِ يَحْمِلُهَا فِيهَا كَالنُّكْتَةِ السَّوْدَاءِ
عمر مولى غفرة لم يلق أحد من الصحابة، وروايته التي فيها تصريحه بالسماع من أنس، من خطأ الشاميين على المدنيين في الإسناد، والحديث منكر!
رد: أَتَانِي جِبْرِيلُ وَفِي كَفِّهِ كَالْمِرْآةِ الْبَيْضَاءِ يَحْمِلُهَا فِيهَا كَالنُّكْتَةِ السَّوْدَاءِ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى
عمر مولى غفرة لم يلق أحد من الصحابة، وروايته التي فيها تصريحه بالسماع من أنس، من خطأ الشاميين على المدنيين في الإسناد، والحديث منكر!
قال الإمام الذهبي في "العلو" (ص31): ((هَذَا حَدِيثٌ مَشْهُورٌ وَافِرُ الطُّرُقِ))
وقال ابن منده في "الرد على الجهمية" (ص51): ((هَذَا حَدِيثٌ مَشْهُورٌ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَيْرٍ)).
وقال ابن كثير في "البداية والنهاية" (369/20): ((وَقَدِ اعْتَنَى بِهَذَا الْحَدِيثِ الدَّارَقُطْنِي ُّ، فَأَوْرَدَهُ مِنْ طُرُقٍ، قَالَ الْحَافِظُ الضِّيَاءُ: وَقَدْ رُوِيَ مِنْ طَرِيقٍ جَيِّدٍ، وَهِيَ شَاهِدَةٌ لِرِوَايَةِ عُثْمَانَ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أَنَسٍ)).
وقال السيوطي في "الخصائص الكبرى" (147/2): ((أخرج الْبَزَّار وَأَبُو يعلى وَالطَّبَرَانِي ّ فِي الْأَوْسَط وَابْن أبي الدُّنْيَا من طرق جيدة عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتَانِي جِبْرِيل وَفِي يَده مرْآة بَيْضَاء فِيهَا نُكْتَة سَوْدَاء...))
وقال في "الدر المنثور" (605/7): ((وَأخرج الشَّافِعِي فِي الْأُم وَابْن أبي شيبَة وَالْبَزَّار وَأَبُو يعلى وَابْن أبي الدُّنْيَا فِي صفة الْجنَّة وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَالطَّبَرَانِي ّ فِي الْأَوْسَط وَابْن مرْدَوَيْه والآجري فِي الشَّرِيعَة وَالْبَيْهَقِيّ فِي الرُّؤْيَة وَأَبُو نصر السجْزِي فِي الإِبانة من طرق جَيِّدَة عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَتَانِي جِبْرِيل وَفِي يَده مرْآة بَيْضَاء فِيهَا نُكْتَة سَوْدَاء...)).
وقال ابن القيم في "روضة المحبين" (ص434): ((رواه عن أنس جماعة منهم عثمان بن عمير بن اليقظان ومن طريقه رواه الشافعي في مسنده وعبد الله بن الإمام أحمد في السنة ومنهم أبو صالح والزبير بن عدي وعلي بن الحكم البناني وعبد الملك بن عمير ويزيد الرقاشي وعبد الله بن بريدة كلهم عن أنس وصححه جماعة من الحفاظ)).
وقال في "اجتماع الجيوش الإسلامية" (ص104): ((وَلِهَذَا الْحَدِيثِ عِدَّةُ طُرُقٍ جَمَعَهَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ فِي جُزْءٍ)).
وقال في "حادي الأرواح" (ص 305). ((هذا حديث كبيرٌ عظيم الشأن، رواه أئمة السنّة وتلقّوه بالقَبول)).
وقال أبو الفرج الثقفي في "فوائده" (ص21): ((هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ غَيْرُ مُخَرَّجٍ، أَخْرَجَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَنْدَهْ الْحَافِظُ، رَحِمَهُ الله، فِي كِتَابِ التَّوْحِيدِ عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي طَالِبٍ، هَذَا، وَهُوَ ابْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزِّبْرِقَانِ، هَكَذَا)).
قلت: وأقوى أسانيده ما أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2084) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَرَامَةَ قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْقَطَوَانِيُّ قَالَ: نا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: عُرِضَتِ الْجُمُعَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ جِبْرِيلُ فِي كَفِّهِ كَالْمِرَآةِ الْبَيْضَاءِ فِي وَسَطِهَا كَالنُّكْتَةِ السَّوْدَاءِ، فَقَالَ: «مَا هَذِهِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذِهِ الْجُمُعَةُ يَعْرِضُهَا عَلَيْكَ رَبُّكَ لِتَكُونَ لَكَ عِيدًا وَلِقَوْمِكَ مِنْ بَعْدِكَ، وَلَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ تَكُونُ أَنْتَ الْأَوَّلُ، وَيَكُونُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى مِنْ بَعْدِكَ، وَفِيهَا سَاعَةٌ لَا يَدْعُو أَحَدٌ رَبَّهُ بِخَيْرٍ هُوَ لَهُ قَسْمٌ إِلَّا أَعْطَاهُ، أَوْ يَتَعَوَّذُ مِنْ شَرٍّ إِلَّا دَفَعَ عَنْهُ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ، وَنَحْنُ نَدْعُوهُ فِي الْآخِرَةِ يَوْمَ الْمَزِيدِ، وَذَلِكَ أَنَّ رَبَّكَ اتَّخَذَ فِي الْجَنَّةِ وَادِيًا أَفْيَحَ مِنْ مِسْكٍ أَبْيَضَ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ نَزَلَ مِنْ عِلِّيِّينَ، فَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَحَفَّ [ص:315] الْكُرْسِيَّ بِمَنَابِرَ مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَةٍ بِالْجَوَاهِرِ، وَجَاءَ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ فَجَلَسُوا عَلَيْهَا، وَجَاءَ أَهْلُ الْغُرَفِ مِنْ غُرَفِهِمْ حَتَّى يَجْلِسُوا عَلَى الْكَثِيبِ، وَهُوَ كَثِيبٌ أَبْيَضُ مِنْ مِسْكٍ أَذْفَرَ، ثُمَّ يَتَجَلَّى لَهُمْ فَيَقُولُ: أَنَا الَّذِي صَدَقْتُكُمْ وَعْدِي، وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي، وَهَذَا مَحَلُّ كَرَامَتِي، فَسَلُونِي، فَيَسْأَلُونَهُ الرِّضَا، فَيَقُولُ: رِضَايَ أُحِلُّكُمْ دَارِي، وَأَنَالَكُمْ كَرَامَتِي، فَسَلُونِي، فَيَسْأَلُونَهُ الرِّضَا، فَيَشْهَدُ عَلَيْهِمْ عَلَى الرِّضَا، ثُمَّ يَفْتَحُ لَهُمْ مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، إِلَى مِقْدَارِ مُنْصَرَفِهِمْ مِنَ الْجُمُعَةِ، وَهِيَ زَبَرْجَدَةٌ خَضْرَاءُ أَوْ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ، مُطَّرَدَةٌ فِيهَا أَنْهَارُهَا، مُتَدَلِّيَةٌ، فِيهَا ثِمَارُهَا، فِيهَا أَزْوَاجُهَا وَخَدَمُهَا، فَلَيْسَ هُمْ فِي الْجَنَّةِ بِأَشْوَقَ مِنْهُمْ إِلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ لِيَزْدَادُوا نَظَرًا إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ وَكَرَامَتِهِ، وَلِذَلِكَ دُعِيَ يَوْمَ الْمَزِيدِ»
وهذا إسناد حسن.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/ 164): ((رجاله ثقات)).
وقال المنذري في "الترغيب" (4/ 555): ((رواه ابن أبي الدنيا والطبراني في الأوسط بإسنادين أحدهما جيّدٌ قويٌّ، وأبو يعلى مختصرًا، ورواته رواة الصحيح)).