دلائل وجود الله ووحدانيته

دلائل وجود الله ووحدانيته
****************************** ****************************** ****************************** *******
.............................. .............................. .......................
أمرنا الله أن ننظر ونتأمل إلى خلقه وآياته وحثنا سبحانه على البحث والفحص فى بَديع صُنعه وصَنْعته لنرى الحجة الناطقة فى قدرته
فيزداد الذين آمنوا إيماناً ويوقن الذين اتبعوا الباطل بوحدانيته .
...
هاهو سيرٌ للمتحركات وثبات للساكنات ..
هاهى أفلاك دائرة ونجوم سائرة وكواكب وأقمار كلٌ فى فلكه ومساره يدور ويسير فى مداره ..
بحارٌ واسعة ومحيطات مترامية شاسعة . وأنهار وعيون وآبار وسحب ورياح وأمطار ورعد وبرق وصواعق وإعصار .
ماءٌ يحيى الله به الأرض الموات . ماءٌ منه العذب الفرات ومنه المِلح الأجاج .
ماءٌ فى تركيبه ومحتواه آيات ومعجزات .
ماءٌ واحد يُنبت الله به مختلف الزروع والنبات والأشجار والفواكه والثمار هذا كرم وهذا نخيل وهذا زيتون وهذا رمان
جعل الله لكل منها مذاقاً فى طعمها وتغيّراً فى أُكلها واختلافاً فى أشكالها وأنواعها وألوانها ..
...
ضياء وظلام . وتعاقب فى الليل والنهار . واختلاف للفصول فى كل عام ..
شمسٌ وقمر دائبين فى نسقهم ثابتين وللنواميس التى وُضِعوا لها غير عاصين لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار
وكل فى فلك يسبحون لا تغيير ولاتبديل لهم إلى يوم الدين .
شهور شمسية وأخرى قمرية نعلم منها حساب الشهور والسنين وعدد الليالى والأيام .
{ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ } .
.
للشمس مشرق ومغرب .. موعدٌ فى شروقها وموعد فى غروبها . { رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ } .
وللشمس مشرقين ومغربين .. موعد شروقها على بلد هو غروب لها من بلد آخر . وموعد غروبها هو شروق لها على بلد ثالث . { رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ } .
وللشمس مشارق ومغارب .. موعد شروقها يختلف من مكان إلى مكان ومن بلد إلى بلد ومن قطر إلى آخر فتتعدد المشارق .
وكذلك غروبها يختلف بين الأماكن والبلاد والبلدان فتتعدد المغارب . { فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ } .
.
وللقمر أوجه ومنازل .. منزلة ولادة ثم منزلة بزوغ ثم منزلة هلال ثم محاق ثم منزلة تربيع أول ثم أحدب ثم يزداد ليلة بعد ليلة حتى يصبح بدراً مستديراً وقمراً منيراً ..
ثم يعود القمر إلى منازله التى بدأها وبعد أن كان بدراً يصبح أحدباً ثم تربيعاً آخر ثم محاقاً ثم هلالاً ..
وهكذا تتعاود أوجهه ومنازله . { وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ } .
.
وخلق الإنسان وما فيه من آيات ومعجزات امتلأت بها الكتب والمجلدات وعجّت بها العلوم والدراسات ..
وهذا العالم من البشر فى كل مكان وعبر القرون والأزمان وقد خلقهم الله من نفس واحدة .
وخلْق السماوات والأرض ..
وضع الله الأرض للخلق والأنام وأصلحها للحياة وجعلها مقراً ومستقرا لنا فيها مهدنا ومهادنا وفيها نشأتنا وموتنا ومنها سيكون بعثنا .
وجعلنا الله خلائف فيها نخلف من قبلنا ويستخلفنا من يأتى بعدنا .
وصورنا الله فى الأرحام فأحسن صورنا وخلق الله لبساً ولباساً لنا لكى نوارى به أجسادنا وسوءاتنا ..
وميّز الله فى ألواننا وفى اختلاف ألسنتنا وفى اختلاف البصمات وتسوية البنان .. يقول عز وجل :
{ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ } .. { وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ }
{ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ }
.
وهذه السفن والفلْك والأعلام وقد قضى الله لها أن تطفو على المياه فى البحار والمحيطات والأنهار وإن شاء سبحانه أن يُسكِن الريح عنها
فيظللن رواكد على ظهرها فلاتجوب ولاتجرى بنا أو تسير وتتحرك .
والزلازل والبراكين وما تحويه وما تطويه وما ينتج عنها من اهتزاز ورجرجة ومن حمم ونيران .
والجبال الشامخات وما أودع الله فيها من كنوز وخيرات ومن معادن وثروات وجعلها الله أوتاداً أرسى بها الأرض حتى لا تهتز بنا أو تميد وتتمايل .
وهذه الدواب والمخلوقات وما فيها من عجائب وغرائب منها من يمشى على رجلين ومنها من يمشى على بطنه ومن يمشى على أربع وما خلقه الله منها ويخلقه .
والأنعام واختلافها وتنوعها وما فيها من آيات ومعجزات عكفت عليها الأبحاث والدراسات . وما جعله الله فيها من فضل ومنافع فى ركوبها وفى أوبارها وأشعارها
وجلودها وأصوافها وفيما نأكله منها وما نشربه من لبنها وهو الذى ينزل من بين فرثها ودمها أبيضاً سائغاً خالصاً للشاربين .
.
وهذا القرآن : { أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً }
والرياح فى تصريفها منها ما يلقح النبات ومنها ما يأتى بالخيرات ومنها الرياح الهادئة والساكنة ومنها الرياح التى تهب بالنسمات
ومنها الرياح المرعدة القاصمة والمدمرة والريح الصرصر العاتية .
والرِكاب والركبان واختلافه وتطوره عبر القرون والأزمان وماخلق الله منها مما علمناه وما سيأتى مما لا نعلمه .
{ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً .. وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }
والنحل وعجائبه وتناوله للأزهار واحترازه من النجاسات والأقذار ومايخرج من لعابه من شمع وعسل أحدهما ضياء
والآخر شفاء . وبيوته التى يبنيها فى الجبال بأشكال هندسية ومسدسة ليست مستطيلة ولامستديرة أو مربعة لكى يمنع
الزوايا الفارغة والضائعة . وعدم تركه لبطال لايعمل فى الخلية إلا وأبعدته وأقصْته عنها حتى لايضيّق المكان ويُفنِى
العسل وحتى لايعلّم النشيط الكسل .
...
ملك وملكوت ليس فيه زلل أوخلل .. أمرٌ وحكمٌ وقهر .. إتقانٌ ونظامٌ وتدبيرٌ وإحكام .
آيات وآيات تعجز عن سردها العقول وتضيق بها كل النقول ..
كون واسع فسيح من الذى يطوّعه ويقهره ومن الذى بيده مقاليده ليحكمه ويدبّره وينظمه ويسيّره .
خلقٌ ليس له نظير .. خلقٌ خلقه العلى القدير ..
{ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء }
{ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ } .
.............................. .............................. .............................. .............
****************************** ****************************** ****************************** *******
سعيد شويل

****************************** *

سبحانه قد تعالى فى عليائه وتعالى سبحانه بجلاله وعظيم سلطانه لايساهمه أحداً فى الخلق أو يساويه ولاينازعه أحداً فى الملك أو يناويه .. كل شىء يرجع إلى إرادته وكل مافى الكون خاضع لمشيئته .