آداب ينبغي أن يتحلى بها التاجر المسلم .
آداب ينبغي أن يتحلى بها التاجر المسلم .
لقد جاء دين الإسلام بأنواع من الآداب شتى في شتى مجالات الحياة في العبادات و العادات والمعاملات وغيرها فكان ينبغي على المسلم الذي يريد الخير لنفسه في الدنيا والآخرة أن يتعلم هذه الآداب وان يعمل بها، وفى ذلك قال بعض السلف :
من ألزم نفسه آداب الشريعة نور الله قلبه بنور المعرفة.
ولا مقام أشرف من متابعة الحبيب صلى الله عليه وسلم في أوامره وأفعاله وأخلاقه
أكرم بذي أدب أكرم بذي حسب _ فإنما العزم في الأحساب والأدب
الناس صنفان ذو عقل وذو أدب _ كمعدن الفضة البيضاء والذهب
وسائر الناس من بين الورى همج _ كانوا موالي أو كانوا من العرب
لذا أيها التاجر الكريم وأيها المسلم الذي تتعامل بالبيع والشراء هناك آداب في هذا المجال كثيرة ومتنوعة جاءت بها شريعتنا يحسن بكل من أراد أن يكون كسبه طيبا أن يتحلى بها نذكر منها ما يلي:
1- تصحيح النية :
فأصل البيع والشراء حلال أي لا يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه قال تعالى : (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا) البقرة:275
ولكن مع إصلاح النية يحصّل العبد المال في الدنيا والأجر والثواب عند الله عز وجل في الآخرة فيقصد مثلا طلب الرزق:
1- لإعفاف نفسه.
2- والنفقة على من يعول من أهله وإعفافهم.
3-أن يتقووا جميعا على طاعة الله
4-زيادة الخير لدى المسلمين.
5-سد حاجة المحتاجين.
ولا يكون همه جمع المال تكثرا وبطرا.
2-طلب الرزق الحلال:
قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُون) البقرة172
وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا) البقرة168
وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ( إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ) المؤمنون 51
وقال تعالى: : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ) البقرة172
ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يارب يارب ، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنا يستجاب له ) .
3-اجتناب الشبهات:
روى البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب )
[1]
والبقية تباعا إن شاء الله تعالى
[1] رواه البخاري (52) ومسلم (1599).
