سيرة الشيخ عمر بن محمد العليط
بسم الله الرحمن الرحيم
سيرة الشيخ عمر بن محمد العليِّط
هو شيخُنا أبو سليمان عُمر بن الشيخ الزاهد محمد بن سُليمان بن عبدالكريم العليِّط , جَدُّهُ لأمهِ الشيخ عمر بن محمد بن سِليم قاضي بريدة المعروف , وُلِدَ شيخُنا في بُريدة سنةَ 1375ه , حَفِظَ القرآنَ مبكراً , وطلب العلمَ منذ صغرهِ على والدهِ الشيخ محمد في مسجد ناصر , ثم التحق بالمدرسة العلمية العامة التي كانت تدرّس العلوم الشرعية على الطريقة المعهودة قديماً , والتي كان مديراً لها الشيخُ محمد بن فهد الرشودي رحمه الله , بعدها التحق بحلقةالشيخ محمد بن صالح المطوَّع فقرأ عليه في السيرةِ وقرأ عليه كتاب الآداب الشرعية لابن مفلح وغيرها من الكتب .
ثم بعد سنة 1390ه تفرَّغ شيخُنا لطلب العلم, فقرأ قراءةً مطولةً على الشيخ الفَرَضيِّ النَّحويِّ علي بن عبدالرحمن الغضية ,فقرأ عليه في الفرائض والنحو والفقه والحديث والعقيدة , وفي الرحبيةَ مراراً , وقرأ عليه في الفقه الحنبليِّ زادَ المستقنع ,وقرأ أيضاً على الشيخ محمد بن صالح المنصور في النحو والحديث والفقه والفرائض والمصطلح والتوحيد والعقيدة السَّلفية وقد أكثرَ عليه من القراءة , وقرأ أيضاً على الشيخ صالح بن إبراهيم البليهيِّ يسيراً , وكانت هذه المرحلة الأولى في الطَّلب وقد حفظَ فيها بعضَ المتون العلميةِ في العقيدةِ والنحوِ وغيرِهما , وكانَ أكثرُ اهتمامهِ بالحديثِ حتى كان يُدعى من أهل الحديث .
ثمَّ في المرحلةِ الثانيةِ قرأ على والده الشيخ محمد في الجامع الكبير في بريدة , وكان الشيخ محمد يجلس للتدريس فيه وقت الضَّحى وله فيه حلقةٌ كبيرةٌ , وقرأ أيضاً على الشيخ محدِّث الديار اليمانية مقبل بن هادي الوادعي في المدينة النبوية قراءةً يسيرةً , وكان ذلك الوقت يَسكن عنده في مكتبتِه ويساعدُه في البحث واستخراج المسائل , وقرأ أيضاً على محدِّث الديار الهنديةِ الشيخِ السّلفيّ بديعِ الدين السِّندي بعضَ الوقت , وحضرَ دروسَه في مكة المشرفة , وقرأ أيضاً على الشيخ المقرئ النحوي عبدِالكريم بن اسكندر الباكستاني القرآن وتلقَّى عنه أكثرَه , وقرأ عليه أيضاً في النحوِ وكان بارعاً فيه , وقد التقى شيخنا عمر بالعالم المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني وحضرَ له بعضَ المحاضرات .
وكان طلبُه للعلمِ على المشايخِ حتى سنة 1400ه ثم استقلَّ بالقراءة على نفسه , وبعد سنة 1410 ه انظمَّ للدراسة في معهد الحرم المكيِّ حتى تخرجَ منه , ثم انتسبَ في كليِّة الشريعة من جامعةِ الإمامِ محمد بن سعود الإسلامية حتَّى تخرَّجَ منها وكان فيها مِن الأوائل , ثم بعد عام 1420 هالتحق بالعمل الوظيفي في هيئةِ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليكونَ مرشداً فيها وواعظاً , حتى تقاعدَ منها سنة 1436 ه , وقد أمَّ في مسجدِ الأمير ابن جلوي في حي الصفراءِ في بريدة من سنة 1406 ه حتى كتابة هذه السَّطور .
قرأتُ على شيخنا عمر – رفع الله قدره - في مسجدهِ المذكور في العقيدة والنحو والحديث والأصول منذ عام 1413 ه وكان يدرِّس طلابَه على الطريقة المعهودة قديماً كلٌ على حدةٍ , وقد فرَّغ نفسَه لذلك , فقدتراه جالساً لذلك بعدَ الفجرِ حتى ترتفع الشمسُ وسطَ النهار أو المغرب حتى صلاة العشاء أو بعد العشاء بما يتيسّر للطالب , وأذكر أنني حينما طلبتُ منه القراءةَ عليه بادرني بالسؤال عما يناسبني من الوقت ولم يقيدني بوقته هو , فجزاه الله خيراً.
وشيخنا عمر وفقه الله ذو شخصية متواضعة حليم هادئ يناقش الطالبَ ويسألهُ عن درسه السابق , وهو أيضاً مع ذلك مطلع جيدٌ للمؤلفات والبحوث الجديدة , لا يتعصّب لرأيٍ ولا لمذهبٍ , قائده في ذلك الكتابُ وما ثبت من السنة النبويّة , وأما طريقتُه في الحديث فعلى طريقة الإمامِ أحمد والبخاري وابن معينٍ وابن المديني وابن رجبٍ رحمهم الله , وإن كان لا يُغْفِل رأيَ المتأخرين كابن حجرٍ والذهبيِّ وأمثالهم , ولا المعاصرينَ كالألبانيِّ وغيرِه رحمهم الله جميعاً .
وقد حضرَ له دروسه كثيرٌ من الطلابِ من جميع المناطق , فجزى الله شيخنا خيرَ الجزاءِ ورفع قدرَه واطال في عُمُره على عملٍ صالحٍ.
كتبَه/ عبدالرحمن بن عبدالعزيز الجَفن
القصيم-بريدة جماد ثان 1437 ه
Jafn100@hotmail.com
رد: سيرة الشيخ عمر بن محمد العليط