بيان ضعف حديث "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فعن أنس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون»
قلت: وهذا حديث منكر!
أخرجه الإمام أحمد في مسنده (13049) قال:حدثنا زيد بن الحباب، قال: أخبرني علي بن مسعدة الباهلي، عن قتادة به وزاد في آخره(ولو أن لابن آدم واديين من مال، لابتغى لهما ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب).
ورواه الترمذي في جامعه(2499) عن أحمد بن منيع عن زيد به وقال: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث علي بن مسعدة عن قتادة»
ورواه ابن ماجة في سننه(4251) عن أحمد بن منيع به.
والبلاء من علي بن مسعدة الباهلي البصري؛ قال البخاري في تاريخه الكبير(6/294):فيه نظر.وقال النسائي: ليس بالقوي [تهذيب الكمال21/130]
وقال ابن أبي حاتم: قال أبو داود وكان ثقة قال اخبرني رياح بن عبيدة، نا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين انه أنه قال على بن مسعدة صالح، ثنا عبد الرحمن قال سألت أبى عن على بن مسعدة فقال لا بأس به.
[ الجرح والتعديل6/204-207ٍ]
وقال ابن حبان في المجروحين:
على قلة روايته وينفرد بما لا يتابع عليه فاستحق ترك الاحتجاج به بما لا يوافق الثقات من الأخبار[2/111]
وقال ابن عدي بعد أن ساق هذا الحديث في الكامل:
"لعلي بن مسعدة غير ما ذكرت، عَن قتادة وكلها غير محفوظة" [6/354]
وقد نص الإمام أحمد رحمه الله على نكارة هذا الحديث قبل ابن عدي؛ فقال الخلال: أخبرني عصمة: نا حنبل: حدثني أبو عبد الله: نا زيد بن حباب: حدثني علي بن مسعدة، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون".
قال أبو عبد الله: هذا حديث منكر. [المنتخب من علل الخلال ص92]
وكذا استنكره البزار في مسنده.
أما الزيادة في مسند الإمام أحمد(ولو أن لابن آدم واديين من مال...) فهي ثابتة عن أنس؛قال الإمام أحمد في مسنده(12228): حدثنا يزيد، أخبرنا شعبة، عن قتادة، عن أنس قال: كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم - يقول: فلا أدري، أشيء نزل عليه أم شيء يقوله وهو يقول؟ - " لو كان لابن آدم واديان من مال، لابتغى لهما ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم، إلا التراب، ويتوب الله على من تاب "
والحمد لله رب العالمين
