فتنةُ الحديث أشدُّ من فتنة المال وفتنة الولد ...

قال ابن رجب في شرح علل الترمذي: (1/ 94): (وروى أبو نعيم بإسناده عن ابن مهدي، قال: (فتنةُ الحديث أشدُّ من فتنة المال وفتنة الولد، لا تُشْبِهُ فتننَتُه فتنةً، كم مِنْ رجلٍ يُظنُّ به الخير قد حَمَلَهُ فتنةُ الحديثِ على الكذبِ).

قال ابن رجب: (يشير إلى أن من حَدَّثَ مِنْ الصالحين من غير إتقان وحفظ، فإنِّما حَمَلَهُ على ذلك حبُّ الحديثِ، والتشبُّه بالحفاظ، فوقعَ في الكَذِبِ على النبي صلى الله عليه وسلم وهو لا يعلَمُ، ولو تورَّعَ واتَّقى الله لكفَّ عن ذلك فسَلِمَ).

وقال الجُوزَجَانيُّ: (سمعتُ أبا قُدامةَ، يقولُ: سمعتُ يحيى بنَ سعيدٍ يقول: رُبَّ رجلٍ صالحٍ لو لم يُحدِّثْ كان خيرًا له، إنما هو أمانةٌ، تأديةُ الأمانةِ في الذَّهب والفضَّةِ أيسرُ منه في الحديث).

ولكنها فتنةٌ لا مفر لمن اشتغل بالحديث عنها، وقد قال بعض السلف: (طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله)، وما هو منقول في أصل المشاركة ينبغي فهمه على بابه، وإنما ينتفع بعلم الحديث من دان لله باعتقاد صحيح كما هو الشأن في اهل السنة اهل الأثر، أما اهل البدع فلا انتفاع لهم به لخبث الطوية وسوء النية ومخالفة الهدي النبوي والطريق المحمدي، ونحن في زمان أحوج ما نكون إلى طلب علم الحديث المؤصل، واشتغال طلاب العلم به أولى من اشتغالهم بكتب المفكرين والحزبيين ومن خالف منهج السلف الصالحين والأئمة المهديين.

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر عباس الجزائري

ولكنها فتنةٌ لا مفر لمن اشتغل بالحديث عنها، وقد قال بعض السلف: (طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله)، وما هو منقول في أصل المشاركة ينبغي فهمه على بابه، وإنما ينتفع بعلم الحديث من دان لله باعتقاد صحيح كما هو الشأن في اهل السنة اهل الأثر، أما اهل البدع فلا انتفاع لهم به لخبث الطوية وسوء النية ومخالفة الهدي النبوي والطريق المحمدي، ونحن في زمان أحوج ما نكون إلى طلب علم الحديث المؤصل، واشتغال طلاب العلم به أولى من اشتغالهم بكتب المفكرين والحزبيين ومن خالف منهج السلف الصالحين والأئمة المهديين.

---

ليس معنى الكلام ترك الاشتغال بعلم الحديث، وإنما المقصود أن فتنة التصدر وتعليم الناس لأجل حُبِّ الظهور دون تأهيل، وهذا مذموم بل ريب؛ بل ومحبط للعمل، وراجع إن شئت كلام ابن رجب الذي هو بعد كلام ابن مهدي فإنه موضوح له ومفصح ومعبر عن طواياه.

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة

ليس معنى الكلام ترك الاشتغال بعلم الحديث، وإنما المقصود أن فتنة التصدر وتعليم الناس لأجل حُبِّ الظهور دون تأهيل، وهذا مذموم بل ريب

---

بارك الله فيك أبا البراء .
ناهيك عن قول الشافعي رحمه الله : إذا تصدر الحدث فاته علم كثير .

وهذا له علاقة ( فقد ذكره ابن رجب في شرحه بعد ذكر الكلام المنقول أعلاه ) :
http://majles.alukah.net/t136150/#post749704

شكر الله لكم أستاذنا أبا البراء فقد اوضحت وافصحت...وما أشرتم إليه من خطورة تصدر الحدث قد ابتلينا به في هذا الزمان ممن لم يجلس إلى أهل العلم فتملك داءُ التعالم قلوبهم، ومحبةُ الظهور عقولهم، إلا أن هذا التصدر قبل التأهل قد ضربت فيه جميع علوم الشرع بحظ اوفر، ونعوذ بالله من علم لا ينفع

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر عباس الجزائري

شكر الله لكم أستاذنا أبا البراء فقد اوضحت وافصحت...وما أشرتم إليه من خطورة تصدر الحدث قد ابتلينا به في هذا الزمان ممن لم يجلس إلى أهل العلم فتملك داءُ التعالم قلوبهم، ومحبةُ الظهور عقولهم، إلا أن هذا التصدر قبل التأهل قد ضربت فيه جميع علوم الشرع بحظ اوفر، ونعوذ بالله من علم لا ينفع

---

وفيكم بارك الله نسأل الله العافية لذا اتهم أيوب السختياني كل محب للرئاسة بالكذب فقال: (ما صدق عبد قط فأحب الشهرة)، ونفى عنه التقوى بشر بن الحارث فقال: (ما اتقى الله من أحب الشهرة)، ووصفه بعدم الفلاح يحيى بن معاذ حين قال: (لا يفلح من شممت منه رائحة الرياسة).
وقال ابن الجوزي: (وقد يكون الواعظ صادقًا قاصدًا للنصيحة إلا أن منهم من شرب الرئاسة في قلبه مع الزمان فيحب أن يُعظَّم، وعلامته: أنه إذا ظهر واعظ ينوب عنه أو يعينه على الخلق كره ذلك، ولو صحَّ قصده لم يكره أن يعينه على خلائق الخلق).

عن عبد الرحمن بن مهدي قال: (كنتُ أجلس يوم الجمعة فإذا كثر الناس فرحت، وإذا قلوا حزنت، فسألت بشر بن منصور فقال: (هذا مجلس سوء فلا تعُد إليه، فما عدتُ إليه).

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني

بارك الله فيك أبا البراء .
ناهيك عن قول الشافعي رحمه الله : إذا تصدر الحدث فاته علم كثير .

---

وفيك بارك الله شيخنا:

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ). صحيح البخاري: (5219).

قال ابن حجر: (المتشبِّع أي المتشبِّه بالشبعان وليس به شبع، واستعير للتحلي بفضيلة لم يرزقها، وشُبِّه بلابس ثوبي زور؛ أي ذي زور، وهو الذي يتزيا بزي أهل الصلاح رياء، وأضاف الثوبين إليه لأنهما كالملبوسين، وأراد بالتثنية أن المتحلي بما ليس فيه كمن لبس ثوبي الزور ارتدى بأحدهما واتزر بالآخر كما قيل: إذا هو بالمجد ارتدى وتأزَّرًا، فالإشارة بالإزار والرداء إلى أنه متصف بالزور من رأسه إلى قدمه، ويحتمل أن تكون التثنية إشارة إلى أنه حصل بالتشبع حالتان مذمومتان: فقدان ما يتشبع به، وإظهار الباطل).

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة

عن عبد الرحمن بن مهدي قال: (كنتُ أجلس يوم الجمعة فإذا كثر الناس فرحت، وإذا قلوا حزنت، فسألت بشر بن منصور فقال: (هذا مجلس سوء فلا تعُد إليه، فما عدتُ إليه).

---

الله المستعان ، لقد بلغوا بهذا مبلغا عظيما ، رحم الله أئمتنا .

قد كان بعض السلف يكره مجالسة اكثر من ثلاثة له، وإلا قام وترك مجلسه... ونحن في زمان أحوج إلى شيخ يصحح مقاصدنا منا إلى علم ينفخ في الأفئدة، ويكسبها الأبهة وصدق من قال: تعلموا النية، فإنها أبلغ من العمل، فاللهم أعنا على انفسنا وتجاوز عنا، واهدنا سبل السلام.

حتى بين الأصدقاء وفي المنتديات ورسائل الجوال، قد تتمكن حب الشهرة والتصدر من القلب، لذلك لابد من الاستعانة بالله سبحانه ومحاسبة النفس ، وجزاكم الله خيرا

نسأل الله السلامة من الفتن والأمراض.

آمين .

قال أبو حازم سلمة بن دينار: (أَخفِ حسنتَك كما تُخفِي سيِّئتك، ولا تكونَّن مُعجَبًا بعملِك؛ فلا تدري أشقِيٌّ أنتَ أم سعِيدٌ؟). رواه عنه البيهقيُّ في «شعب الإيمان».