الشيخ عبد المحسن العبّاد: الكليات الشرعية لا تخرّج عالما
بين رئيس الجامعة الإسلامية الأسبق الشيخ عبدالمحسن بن حمد العبّاد
المدرس بالمسجد النبوي الشريف:
إن انضمام الداعية إلى جماعات الدعوة التي عندها أخطاء بغرض مناصحتهم وتصحيح منهجهم أمرٌ محمود، مبيّناً أن الذي لا ينبغي هو دخول الداعية في جماعات الدعوة وتبعيته لهم وذوبانه فيهم
كما قال إنه لا بأس بأن يتعاون الداعية مع من يتفق معه في المنهج وأن يكوّنوا جماعة للدعوة إلى الله
وحذّر العبّاد في محاضرة له بالجامعة الإسلامية بعنوان "أثر السنة في أخلاقيات الداعية"
من نقل الفتوى دون تثبت أو الزيادة فيها أو تحريفها، وأن على ناقل الفتوى ألا ينقلها إلا بعد التأكد التام من سماعه لها كما يريد نقلها
وقال العباد: إن طلب العلم الحقيقي يبدأ بعد التخرج، وإن على طالب العلم الشرعي بعد التخرج أن يعتبر نفسه قد بدأ في طلب العلم لأن الدراسة في الكليات الشرعية لا تخرّجه عالماً بل تعطيه المفاتيح التي تمكّنه من التوسع في طلب العلم ومتابعته. وعن واجب الداعية تجاه العلوم العصرية بعد التخرج في الكليات الشرعية
قال العبّاد: إن على طالب العلم أن يشتغل بما تخصص فيه وألا يصرف قدرته المحدودة عن الأساس الذي هو هدفه ومرجعه ولا يشتغل عنه بأمور أخرى قد كفاه غيره فيها
وعن التعايش مع المستجدات الطارئة
قال العباد: إن على الداعية أن يتسلّح بالعلم الشرعي وألا يتسرع في الحكم على الأشياء والجواب عن شيء ما لم يكن لديه فيه علم، بل يتريّث ويؤخر الجواب عما لا يعلم حتى يتحقق منه ومن حكمه
قال الشيخ العباد: إن على الداعية أن يتعاون مع من يتوافق معه في المنهج والطريقة، أما من يخالفه فعليه أن يدعوه بالحكمة والموعظة الحسنة ويبيّن له الطريق الصحيح موضحاً أن الحكمة واللين تكون في المواقف التي تتطلب ذلك وأن هناك مواقف تتطلب الغلظة والشدة خاصة مع المعاندين المكابرين فلكل مقام مقال
وأكد أن القدوة قد تكون وحدها سبباً في هداية الناس إذا التزم الداعية بالأخلاق الكريمة واتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم كما ينبغي
وفي جواب على سؤال عما إذا كان لطالب العلم أن ينضم لجماعات الدعوة التي قد يكون عندها أخطاء أم يدعو منفرداً وما الفرق بين الجماعات والجمعيات
قال العباد: الإنسان يحرص على معرفة من يكون مماثلاً له في الطريقة ويتعاون معه في الدعوة إلى الخير
http://www.al-madina.com.sa/node/254536
