ما المقصود بكلام أبي داود؟

27 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنِي أَشْعَثُ، وَقَالَ الْحَسَنُ: عَنْ أَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي مُسْتَحَمِّهِ ثُمَّ يَغْتَسِلُ فِيهِ قَالَ أَحْمَدُ: ثُمَّ يَتَوَضَّأُ فِيهِ فَإِنَّ عَامَّةَ الْوَسْوَاسِ مِنْهُ).

قال صاحب عون المعبود: (1/ 23): (وَفِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ الْحَسَن بْن عَلِيّ لَمْ يَرْوِ عَلَى سَبِيل التَّحْدِيث بَلْ بِالْعَنْعَنَةِ كَمَا رَوَاهُ عَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَك عَنْ مَعْمَر بِصِيغَةِ الْعَنْعَنَة وَهِيَ فِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيِّ )، كَذَا فِي غَايَة الْمَقْصُود.
وَقَالَ فِي مَنْهِيَّة غَايَة الْمَقْصُود: (وَيَحْتَمِل أَنَّ الِاخْتِلَاف بَيْن أَحْمَدَ بْن حَنْبَل وَالْحَسَن بْن عَلِيّ فِي صِيغَة الرِّوَايَة عَنْ أَشْعَثَ فَقَطْ، أَيْ يَقُول أَحْمَدُ حَدَّثَنَا عَبْد الرَّزَّاق حَدَّثَنَا مَعْمَر أَخْبَرَنِي أَشْعَثُ عَنْ الْحَسَن، وَيَقُول الْحَسَن بْن عَلِيّ حَدَّثَنَا عَبْد الرَّزَّاق حَدَّثَنَا مَعْمَر عَنْ أَشْعَث بْن عَبْد اللَّه وَاَللَّه أَعْلَمُ).

قلت: (أبو البراء): أم أن المقصود أن أحمد بن محمد بن حنبل قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر قال أخبرني أشعث بن عبد الله عن الحسن عن عبد بن مغفل به ...
بينما الحسن بن علي حدث عن عبد الرزاق عن أشعث وأسقط معمر ...

قال الشيخ عبد المحسن العباد في شرحه لأبي داود: (9/ 4) شاملة: (والمصنف هنا أراد أن يبين اختلاف شيخيه بالتعبير فيما بعد عبد الرزاق؛ لأنهما اتفقا على قولهما: حدثنا عبد الرزاق، ثم افترقا؛فواحد ذكر صيغة التحديث وواحد جاء بالعنعنة.
وأحمد قال في روايته: أخبرني أشعث فقط، وأما الحسن بن علي الحلواني فقال: عن أشعث بن عبد الله فأتى بعن بدل أخبرني وأتى بالنسب؛ لأن ذاك ذكره مهملاً غير منسوب، يعني: في إسناد أحمد، وأما في إسناد الحسن بن علي فجاء مسمى منسوبًا، حيث قال: عن أشعث بن عبد الله.
فإذًا: الفرق بين الاثنين هو: أن هذا عبر بالإخبار ولم ينسبه وهذا عبر بعن ونسبه).

والظاهر صحة كلام صاحب العون لموافقته كلام المزي في تحفة الأشراف: (7/ 173): (9648 -[د ت س ق] حديث لا يبولن أحدكم في مستحمه ثم يغتسل فيه ... الحديث.
د في الطهارة (15: 1) عن أحمد بن حنبل والحلواني، كلاهما عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أشعث بن عبد الله , عنه به).

فائدة: الحديث ضعيف لتدليس الحسن البصري وقد عنعن، وقد خالفه: (عُقبة بن صِهْيَان وسعيد بن أبي الحسن)، كلاهما عن عبد الله بن مفل موقوفًا به ...

تنبيه: وقع في سند النسائي (36): (عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ به ...).
وفي حاشية السيوطي على النسائي: (1/ 34): (عَن الْأَشْعَث هُوَ بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرٍ الْحُدَّانِيُّ، وَيُقَالُ لَهُ الْأَزْدِيُّ وَالْأَعْمَى عَنِ الْحَسَنِ ...).

قلت: (أبو البراء): ومعمر لا يروي عن أشعث بن عبد الملك، ولا ابن عبد الله بن جابر؛ وإنما يروي عن أشعث بن عبد الله، والله أعلم.