مَنْ أول مَنْ صنف في علوم الحديث؟
المشهور لدا كثير من طلبة العلم أن أول من صنف في علوم الحديث: (أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن الرَّامَهُرْمُز يِّ)، المتوفى سنة 365، في كتابه: (المُحدِّث الفاصِل بين الرَّاوي والواعي).
ومال الدكتور: (نور الدين عتر)، في تحقيقه لعلل الترمذي الصغير، أن الترمذي مَنْ كان له السَبْق في ذلك، وبَيَّن أن سبب هذا الإشكال أن السيوطي في تدريب الراوي نقل عن ابن حجر قوله: (أول من صنف في الاصطلاح القاضي أبو محمد الرَّامَهُرْمُز يِّ ...).
واستظهر الدكتور: (نور الدين عتر)، أن يكون هذا سقط وقع للسيوطي في نقله عن ابن حجر أو سقط من نسخة التدريب، وأصل الكلام: (فَمِنْ أوَّل مَنْ صنَّف ...).
واستشهد بكلام لابن حجر في نخبة الفكر، حيث قال: (فمِنْ أول من صنف في ذلك: القاضي أبو محمد الرَّامَهُرْمُز يِّ في كتاب: (المحدث الفاصل) ...).
واستند لكلام لابن الملقن في كتابه: (المقنع في علوم الحديث)، حيث قال: (وقد صنف فيه - يعني علوم الحديث- من الأئمة الترمذي في: (جامعه) و: (علله)، والحاكم في: (أصوله) و: (مدخله) والخطيب في: (كفايته) و: (جامعه) ...).
قال الدكتور نور الدين عتر: (وهذا نص واضح، يتيح لنا أن نقول: إن كتاب العلل الصغير للإمام الترمذي هو أول كتاب صنف في علوم الحديث، فيما بلغنا علمه من التآليف في هذا الفن، والله تعالى أعلم).
قلت: (أبو البراء): وقيل أن الحميدي: عبد الله بن الزبير، شيخ البخاري، المتوفى سنة 219 له جزءًا في مصطلح الحديث، وقيل سماه: (النوادر)، ذكر ذلك الدكتور: (فاروق حماده)، في كتابه: (المنهج الإسلامي في الجرح والتعديل): (صـ 41).
فلو صحَّ ذلك لكان سابقًا للترمذي ويكون هو أول من صنف في علوم الحديث، والله أعلم.
