من فقه السيرة ( للنقد )

بعيداً عن استنباط الأحكام الفقهية حتى لا يقال في دين الله بغير علم
هذه بعض نتف يسيرة اجتهدت ــ مع قلة البضاعة ــ في استنباطها سريعاً بما يسر الله من سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ( فأحببت أن أعرِّضها لنقد الأفذاذ منكم أيها الفضلاء سواء بتصحيح الغلط أو بتقويم الشطط ، لا قطعاً بصحتها أو استدراكاً على من سبقني في هذا المضمار) والله أسأل أن يوفقنا للإخلاص وأن ينفعنا بما نقول ونسمع .

لعل في شق صدره صلى الله عليه وسلم :

• دعوة للتحلية قبل التخلية .
• وأنه يجب على الإنسان أن يسعى لتخلية نفسه من تلك الحظوظ منذ الصغر .
• وأنه لا يقوم بالحق ويدعو إليه من كان في قلبه أيّ من حظوظ الشيطان من حقد وكبر ونحوها .
• وأنه يصعب على الإنسان أن يتخلى عما جُبلت عليه النفس من جنوحٍ للهوى أحيانا ؛ فنُزع ذلك الحظ من النبي صلى الله عليه وسلم ليكون بشراً كاملاً .
• وأنه لا يُتحرز من حظوظ الشيطان إلا بصعوبة بالغة بحيث يجب عليه أن يتحمل المشاق في نزعها .
• ولعل فيه ما يدل على مواجهه المشاق في دعوته .



لعل في اخياره الخلوة في الغار :

• أن الخلوة جلاء العقل ومصفاته
• وبها يدرَك بالتأمل دقيق الأمور وجليلها
• وأنها تدعو إلى محاسبة النفس وتكشف عيوبها
• وبها يتسع الارتباط ما بين العقل والقلب
• وبها يتحقق الإخلاص
• وبها يسلم الإنسان من ألسن الناس ومواجهتهم
• وهي منطلق التغيير
• وبها يكون التفكر الذي هو من أجلّ العبادات
• وبها تستجم النفس لتقوى على المواصلة في الحق
• وبها يعرف الإنسان قدره .

ولعل في اختيار الله له الجبل دون غيره:

• دعوة لاتساع النظر للأمور ، ولعل فيه ما يدل على أن دعوته ستعلو وتشمخ وأنها وستثبت وتتجذر تجذُّر الجبال وثباتها ، وأنها ستتمنع على المشاكلات والسفاسف ، وأن الوحي ثقيل لا يحمله من الأرض إلا أشدها ، ولا يحمله من الناس إلا من كانت فيه شدة الجبال وقوتها ( رغم أني أحس أن في هذا الاستنباط بعض تكلُّف لكن الجهل والعلم به سيان فلا حرج إن شاء الله )
• في صعوده ونزوله تهيأة لتحمّل للمشاق وتعويد للنفس على الصبر ؛ حيث أن صعوده يدعو لقوة العزم في النفس قبل الجسد
• تربية على الحذر والتحرز
• أن نفس الداعي إلى الله تحتاج إلى إعدادٍ وتهيئةٍ منطلَقها قوة الارتباط بين العقل والروح
• دعوة للابتعاد عن الإنشغال بالهموم الصغيرة التي قد تعيق عن حل الهموم الكبيرة .


ولعل في اختيار الله له الغار دون غيره من الأماكن :

• ما يدل على أن الدعوة ليست بحاجة إلى ( جغرافيا ) معينة أوبيئة معينة . بل بالصبر والاجتهاد تنمو وتنتشر
• أنه بالإمكان أن تنبثق الدعوة من مكان لا يؤبه له ، فلا يهتم الداعي لضيق الموطن ووحشته .
• ولعل في اختيار الله لأصحاب الكهف أن يسكنوه ما يدل على أن الابتعاد عن مواطن الفتنة في شُعُف الجبال هو السبيل إلى السلامة من الفتن وغوائلها ، وهل في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فتنة هي أشد من فتنة الشرك وعبادة الأوثان ؟!

• ولعل في إقامته في الغار شهر رمضان ما يدل على أنه كان لهذا الشهر حرمة قبل الإسلام ، ولعل فيه أنه ينبغي للمؤمن أن يراعي حرمته بالمبالغة في الابتعاد عن مراتع الفتن ومخالطة أهلها .
• ولعل في إطعامه للمساكين الذين يمرون به تربية للنفس على الجود وإن قلّت اليد
• ولعل في اخياره للخلوة والبعد عن مواطن الفتن ما يدل على أن الله إذا أراد بعبد خيراً ألهمه تجنب الفتن واختيار ما يناسب للبعد عنها .