عرض للطباعة
من المعلوم أن شروط الشفاعة الشرعية أنها لا تكون إلا بإذن الله تعالى .
والرضا عن الشافع والمشفوع له .
فهل القبوريون يقولون إن الشفعاء يشفعون بغير إذن الله ؟ علما بأنني حاورت بعض المتأثرين بهم فقال إنهم لا يعتقدون أن شفاعة الشفعاء تقع بغير إذن الله .
فأرجو من المشايخ وطلاب العلم الفضلاء توضيح وتحديد ما هو الفارق بيننا وبينهم من ناحية هذا الشرط تحديداً ؟
مع تقرير الفارق من خلال كتبهم إن تيسر
هذا في إعتقادهم الباطل لأنهم لايقرون بهذه الشروط التي في مذهب أهل السنة والجماعة
هدانا الله وإياهم
الحمد لله,و صلى و سلم على رسول الله.
مما تنبغي الاشارة إليه, أن هناك فرقا بين اتخاذ الوسائط في الشفاعة و بين مجرد طلب الدعاء من الأموات عند قبورهم.
و ذلك أن أصل اعتبار الشرك في اتخاذ الوسطاء في الشفاعة هو إيجاب الإجابة على الله و كون المرجح في الاجابة هو مجرد إرادة الشافع فإذا لم يتحقق ذلك في طلب من الميت لم يكن مجرد ذلك الطلب شركا إلا إذا تضمن اعتقاد أن الميت يعلم الغيب,كأن يطلب منه الدعاء من مكان يتعذر معه سماعه لو كان حيا.
و الخلاف في مسألة طلب الدعاء من الأموات مبناه من جهة: على عدم التفريق بين التشفع بالوسطاء كما سلف بيانه, و بين مجرد طلب الدعاء من الميت عند قبره, و لأجل ذلك حكم كثير من الناس بأنه شرك أكبر قياسا عللى الأول.
يقول ابن تيمية ـ رحمه الله ـ:"و كذلك الأنبياء و الصالحون و إن كانوا أحياء في قبورهم, و إن قدر أنهم يدعون للأحياء, و إن وردت به آثار, فليس لأحد أن يطلب منهم ذلك, و لم يفعل ذلك أحد من السلف, لأن ذلك ذريعة إلى الشرك بهم و عبادتهم من دون الله , بخلاف الطلب من أحدهم في حياته فإنه لا يفضي إلى الشرك, و لأنه ما تفعله الملائكة و الصالحون بعد الموت هو بالأمر الكوني فلا يؤثر فيه سؤال السائلين بخلاف سؤال أحدهم في حياته فإنه يشرع له إجابة السائل و بعد الموت انقطع التكليف عنهم."إ.هـ {مجموع الفتاوي{1\330ـ331}ال طبعة الأولى.
إيراد:
قال ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: "و لم يفعل ذلك أحد من السلف", يرد عليه ما رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"{12\31}:
عن مالك الدار خازن عمر بن الخطاب ـ عليه اسلام ـ على الطعام قال:
"أصاب الناس قحط في زمن عمر فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه و آله وسلم فقال:"يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا, فأتى الرجل في المنام فقيل له:ائت عمر قأقرئه السلام, و أخبره أنكم مسقيون و قل له: عليك الكيس,عليك الكيس,فأتى عمر فأخبره فبكى عمر ثم قال:" يارب لا آلو إلا ما عجزت عنه."
و رواه ابن أبي خيثمة في " تاريخه" و البيهقي في "دلائل النبوة"{7\47}, و ابن عبد البر في "الاستيعاب" {2\464}. و صححه ابن حجر{2\495} و ابن كثير في "جامع المسانيد"ـ مسند عمر{1\223}:إسناده جيد قوي.
وذكره شيخ الاسلام في "الاقتضاء"{:373} وأقره و لم يطعن فيه.
جزاك الله خيرا ، وأشكرك على مشاركتك .اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو العباس المالكي
هل يُفهم من عبارتك السابقة أن من اعتقد أن الشخص الذي يطلب الدعاء من الميت عند قبره - ولو اعتقد أن الميت يعلم بطلبه - لا يُعدّ اعتقاداً في الميت أنه يعلم الغيب ؟! لكن لو طلب منه الدعاء من مكان يتعذر منه سماع الحي فإن ذلك يُعد اعتقادا بعلمه للغيب ؟!
وهنا تبادر إلى ذهني ما يُشكل على ما ذكرت ؛ فهل تعتقد أن الحي يستطيع سماع الحي من تحت حفرة مثل حفرة القبر ؟ أم يتعذر سماع الحي للحي من تحت الحفرة فيكون ذلك اعتقاداً بعلم الغيب ؟
هل اعتراضي صحيح ، بل هل كلام أخي في الله أبي العباس صواب أساساً ؟اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حسانة
برجاء الإجابة والإفادة .