شرح كتاب القدر من صحيح البخاري (متجدد) .
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } (آل عمران :102) .
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }(النساء:1).
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أعمالكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } (الأحزاب : 71).
أما بعد :فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد(صلى الله عليه وسلم) ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار.
إنا لنحمد الله – تعالى – أن هيأ لنا أسباب تحصيل العلم ومن علينا بنعمة الأمن والإيمان، وإن من المقررات الشرعية أن الشكر قيد النعم قال – تعالى -:{ولئن شكرتم لأزيدنكم}، وإن نعمة الصحة والفراغ التي ينعم بها الكثير منا قد تزول إذا لم يؤد حق شكرها.
وأعظم ما نشكر به الله – تعالى – على هذه النعم وغيرها أن نحرص على طلب العلم وذلك بمعرفة الواجب العيني و الكفائي.
وأعظم الواجبات معرفة الإيمان بالله – تعالى – وذلك بالعلم بما يقتضي إفراده بما يجب له ويختص به من الربوبية والإلهية والأسماء والصفات.
ومن حقوق الربوبية الإيمان بعلم الله الكامل وقدرته الشاملة وذلك بالإيمان "بالقدر خيره وشره وحلوه ومره وقليله وكثيره مقدور واقع من الله – عز وجل – على العباد في الوقت الذي أراد أن يقع لا يتقدم الوقت ولا يتأخر على ما سبق بذلك علم الله.
وأن ما أصاب العبد لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه وما تقدم لم يكن ليتأخر وما تأخر لم يكن ليتقدم "(الشرح والإبانة على أصول السنة والديانة لابن بطة:ص/46).
ما قضى الله كائن لا محاله والشقي الجهول من لام حاله
فلهذا أحببنا أن يكون هذا الموضوع العقدي المهم موضوعا لدروسنا في هذه الدورة المباركة – بإذن الله - ، ووقع الاختيار على كتاب القدر من صحيح البخاري لأن الأصل في أبواب العقيدة بعامة والقدر بصورة خاصة النصوص الشرعية من الكتاب والسنة.
فنسأل الله – تعالى – التوفيق والسداد، والإخلاص والصدق في الأقوال والأعمال، ولا حول ولا قوة إلا بالله، هو حسبي ونعم الوكيل.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــ ــــــــ
ملاحظة :أصل هذا الشرح دروس في دورة علمية قبل أكثر من خمس سنوات رأيت من المناسب نشرها في هذا الصرح العلمي المبارك التماساً للأجر من الله - تعالى - ، ولم نتوسع فيه خشية فوات المقصود من الدرس ولأن المهم في الكتب الحديثية معرفة مراد الرسول - صلى الله عليه وسلم - .