العرب والعجم .. وفرحة المؤمنون بنصر الله

العرب والعجم

****************************** ****************************** *****************
.............................. .............................. .............................. .................

منذ أن خلق الله سيدنا آدم عليه السلام كان الناس أمة واحدة ثم اختلفوا وتفرقوا وتعددت منهم أطياف البشرية .
يقول عز وجل : { وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُواْ }.
كان هناك من يتكلم العربية وهم العرب .. ومن لايتكلم بها وهم العجم أو الأعاجم .
...
العرب هم : من كانوا يسكنون شبه الجزيرة العربية وشبه جزيرة سيناء ومصر وبلاد العراق وبلاد الشام
والعجم أو الأعاجم هم : المجوس والصابئة . وكانوا يسكنون المدائن وبلاد إيران وبلاد ماوراء النهر وبعض البلاد الأسيوية ..
وينضم إليهم : قوم بنى إسرائيل من اليهود والنصارى ( حكماً وليس أصلاً ) لأن بنى إسرائيل كانوا ممن يسكنون بلاد العرب
وبعد التيه الذى كتبه الله عليهم وتكذيبهم لأنبيائهم ورسلهم تشتتوا وتفرقوا بين مختلف البلاد والبلدان الأسيوية والأفريقية والأوربية
..
نشأ من العجم امبراطوريتين كبيرتين هما : امبراطورية الروم . وامبراطورية الفرس .
كان سلطان هاتين الإمبراطوريتين ونفوذهما ممتداً وشاملاً غالب أنحاء وأجزاء الكرة الأرضية وكان بينهما
عداءً متواصلاً وحروباً ومعارك وملاحم تغنى بها الشعراء وخطب بها الخطباء .
.....
والعرب والعجم سواء .. لافرق ولافضل ولاتكريم لأحد منهم على الآخر إلا بالتقوى والإيمان . يقول عز وجل :
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُواۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّه أَتْقَاكُمْۚ }
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لافضل لعربى على عجمى إلا بالتقوى ) متفق عليه .

*****
العرب
قبل مبعث سيدنا إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام كان العرب يتكلمون لغات عديدة منها
اللغة الفينيقية والآشورية والبابلية واللغة العبرية والحبشية والآرامية والسريانية .
وبعد مبعث سيدنا إبراهيم وإسماعيل تعلم العرب اللغة العربية وتحدثوا وتكلموا بها .
أول من تكلم بها هم :سكان الحجاز وهم بنو نزار بن معد بن عدنان .. وسكان اليمن وهم بنو يعرب بن قحطان .
فأصل العرب فى لغتهم إما : عدنانيون أو قحطانيون .
العدنانيون : هم بنو نزار بن معد بن عدنان . وكانوا شعبين كبيرين هما : شعب مضر وشعب ربيعة .
شعب مضر : أشهر قبائله كانت قبيلة كنانة ومنها قريش وقبيلة هوازن وقيس وهذيل وغطفان ومنها عبس وذبيان
وقبيلة تميم وأشجع .. وشعب ربيعة : أشهر قبائله قبيلة بكر وتغلب وإياد .
والقحطانيون : هم بنو يعرب بن قحطان . وكانوا ينقسمون إلى فرعين هما : فرع كهلان وفرع حمير .
فرع كهلان : أشهر قبائله قبيلة لخم وكندة وطىء وقبيلة الأزد ومنها الأوس والخزرج وغسان وقبيلة همدان وأنمار ومنها خثعم ..
وفرع حمير : أشهر قبائله قبيلة قضاعة ومنها تنوخ وكلب وقبيلة نهد .
..
( قسّم النويرى العرب إلى ثلاثة أقسام : عرب عاربة أو بائدة . وعرب متعربة . وعرب مستعربة .. البائدة هم من بادوا وهلكت أقوامهم ودرست آثارهم
مثل قوم عاد وثمود . والعرب المتعربة والمستعربة هم بنو قحطان وبنو عدنان .. وقسم القلقشندى العرب إلى قسمين : عرب عاربة وعرب مستعربة ) .
*****
العجم

العجم أو الأعاجم هم : المجوس والصابئة .. وينضم إليهم : قوم بنى إسرائيل من اليهود والنصارى .
انتشروا بين مختلف البلدان وتفرقوا فى البلاد الأسيوية والأفريقية والأوربية
ونشأت منهم امبراطوريتين كبيرتين هما : امبراطورية الروم .. وامبراطورية الفرس .
...

الإمبراطورية الفارسية
وتسمى الإمبراطورية الساسانية أو الفرس أو المجوس أو بنى ساسان ..
غالب شعوبهم كانوا مجوساً وصابئة . حادوا عن الملة الحنيفية ملة التوحيد ملة أبيهم إبراهيم عليه السلام .
المجوس : عبدوا الكواكب والنجوم والأبقار وكانوا يقدسون النور والنار ويغطون فى الملذات والشهوات .
والصابئة : أخذوا مايهوى لهم من تعاليم الديانة اليهودية والنصرانية وتركوا مالا يرغبون ولايهوون .
بسطت الإمبراطورية الفارسية سلطانها ونفوذها على المدائن وبلاد إيران وبلاد ماوراء النهر
ونهاوند وجرجان وأذربيجان وغيرها من الدول الآسيوية ..
وكان لفظ كسرى لقباً عاماً بالنسبة لجميع ملوكهم . انتصرت امبراطورية الفرس على امبراطورية الروم فى معركتهما
عند " منخفض البحر الميت أو غور البحر الميت " . وهذا الغور هو أدنى مكان على وجه الكرة الأرضية يوجد مابين الأردن وفلسطين
حيث يقل ارتفاعه عن سطح البحر 392 متراً . وبعد انتصارها وهزيمة الروم استولت على : دمشق وبيت المقدس ومصر .
يقول رب العرش العظيم فى سورة الروم : بسم الله الرحمن الرحيم : { الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ .... }
...
الإمبراطورية الرومانية
وهى امبراطورية الروم أو الرومان أو البيزنطيون ..
غالب شعوبها كانوا أهل كتاب يدينون بالنصرانية والبعض يدين باليهودية .
ظلوا على الإيمان بالوحدانية التى وصاهم بها أبيهم إبراهيم وإسحق ويعقوب عليهم السلام .
ثم حادوا عنها وكذبوا الأنبياء والمرسلين .
بسطت الإمبراطورية الرومانية سلطانها على بلاد تركيا واليونان وبلاد الأندلس والبلاد الأوربية والأفريقية
وبعض أجزاء من بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية ..
وكان لفظ قيصر أو امبراطور لقباً عاماً بالنسبة لجميع ملوكهم .
بعد بضع سنوات انتصرت امبراطورية الروم على امبراطورية الفرس فى " معركة نينوى " . ونينوى مدينة آشورية توجد بالقرب من الموصل
فى العراق . وأعاد الروم بعد غلبهم وانتصارهم : دمشق وبيت المقدس ومصر ..
يقول جل ذكره : { .. وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ .. } .
*****
فرحة المؤمنين بنصر الله
بعث الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بدين ورسالة الإسلام ..
وقضى سبحانه وتعالى أن يظهر هذا الدين على كل ماسبقه من أديان .
فى فتح مكة : كان الفتح العظيم ونصر الله المبين على الكفار والمشركين . وجاء الناس أرسالاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ودخلوا فى دين الله أفواجاً .. وفرح المؤمنون يومها بنصر الله ..
...
وفى معركة اليرموك : فر الإمبراطور الرومانى من حمص قائلاً عليك يا سوريا السلام وبسط الإسلام ربوعه
على كافة أرجاء بلاد الشام .. وفرح المؤمنون بنصر الله ..
...
وفى معركة القادسية : تم القضاء على الإمبراطورية الفارسية . وفتحت مدائن فارس وبلاد إيران ونهاوند وجرجان وأذربيجان
وبلاد العراق والكوفة والبصرة والنجف وغيرها من البلاد والبلدان .. وفرح المؤمنون يومها بنصر الله ..
...

وفى موقعة ذات الصوارى : تم تدمير القوة البحرية للإمبراطورية الرومانية فى البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر .
وفرض المسلمون هيمنتهم وسيطرتهم على كافة الخلجان والبحار والأنهار وصارت جميعها تحت إمرة وسلطان المسلمين .
...
وفى موقعة النهروان : قاتل سيدنا على بن أبى طالب الخوارج والبغاة لعدم احتكامهم إلى كتاب الله
وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد مقتل سيدنا عثمان وإيقاد نار الفتنة بين المسلمين .
وأعاد الأمن والطمأنينة إلى البلاد ..
...
وفى فتح القسطنطينية : قام السلطان محمد مراد (محمد الفاتح ) بفتح مدينة القسطنطينية
وتم القضاء على آخر معقل من معاقل الإمبراطورية الرومانية .. وفرح المؤمنون يومها بنصر الله ..
...
تحقق وعد الله لنبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم بإظهار دينه وبالفتح والنصر فى غزواته ومغازيه .
وتحقق وعد الله بفرحة المؤمنين بالفتوحات والإنتصارات العظيمة والقضاء على أعتى امبراطوريتين فى عالم البشرية
واللتان كانتا يبسطان سلطانهما ونفوذهما على كافة أرجاء وأنحاء الكرة الأرضية .

يقول العزيز الحكيم فى كتابه الكريم : { .. لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ .. وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ .. }

.............................. .............................. .............................. .............................. ......................
****************************** ****************************** *****************************
سعيد شويل