تصحيف وقع في كلِّ طبعات مصنف ابن أبي شيبة، ولم أر أحدًا نبَّه عليه، والله أعلم.
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام علىٰ رسول الله، وعلىٰ آله وصحبه ومن تبع هداه، وبعد:
قال ابن أبي شيبة في مصنفه (7/240) (11466/ت عوامة):
حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَىٰ، عَن ثَابِتٍ، عَن قَيْسٍ، قَالَ: أَدْرَكْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَمْنَعُ أَهْلَ الْمَيِّتِ الْجَمَاعَاتِ، يَقُولُ: يُرْزَؤونَ، وَيَغْرمُونَ؟!.
وهو في (4/479) (11456/ط الرشد)، وفي (2/487) (11348/ت الحوت)، وفي (4/427) (11458/ط الفاروق الحديثة).
قال ابن الأثير في النهاية (2/218): الرُّزْءُ: الْمُصِيبَةُ بِفَقْدِ الأعِزَّة.
وقال الفراهيدي في العين (4/418): الغُرْمُ: أداءُ شيء لزمَ من قبل كفالةٍ، أو لزُومُ نائبة في مالهِ من غير جناية.
قلت: وهو استنكار من عمر بن عبد العزيز رحمه الله ممَّن تصيبة مصيبة موت أحد أهله، ثم يَلزمه ضيافة المجتمعين غرامة.
قلت: وقد وقع تصحيف فيه في كلِّ الطبعات، ولم أر أحدًا نبَّه عليه، والله أعلم، وصوابه:
حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَىٰ، عَن ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: أَدْرَكْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ .....
قلت: وهـٰذا إسناد حسن، فيه ثابت بن قيس الغفاري مولاهم أبو الغصن المدني، وهو صدوق يهم - التقريب (836) -.
وهو ممَّن روىٰ عن عمر بن عبد العزيز، وهو من شيوخ معن بن عيسى القزاز، كما في ترجمة ثابت في تهذيب الكمال (4/373) (829).
وليس في شيوخ ثابت من يسمَّىٰ قيس، وكذٰلك ليس في من روىٰ عن عمر بن عبد العزيز من يسمَّيٰ قيس؛ كما في تهذيب الكمال (21/432) (4277).
وقد أكثر ابن أبي شيبة من الرواية عن معن، عن ثابت بن قيس، كما في المواضع الآتية من طبعة عوَّامة (2/523) (2874)، (8/294) (13970)، (8/552) (15032)، (8/800) (16131)، (12/624) (25770)، (13/111) (25990)، (13/557) (27159)، (15/518) (30787).
وفي الموضع الأخير قال ابن أبي شيبة فيه:
حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَىٰ، عَن ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ إذَا قَرَأَ تَرَسَّلَ فِي قِرَاءَتِهِ.
قلت: فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلى الله وسلم علىٰ نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
رد: تصحيف وقع في كلِّ طبعات مصنف ابن أبي شيبة، ولم أر أحدًا نبَّه عليه، والله أعلم.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدُالرحمنِ بنُ القِنَويّ
هل صُحِّح هذا الموضع في طبعة كُنُوز إشبيليا؟
نعم، صُحح هذا الموضع في طبعة دار كنوز إشبيليا بتحقيق الشيخ سعد بن ناصر الشثري (١٥/٧) (١١٦٨٧)، وتم التنبيه على وقوع الخطأ في بعض النسخ الخطية.
فجزاهم الله خيرًا.
رد: تصحيف وقع في كلِّ طبعات مصنف ابن أبي شيبة، ولم أر أحدًا نبَّه عليه، والله أعلم.
يا الله الرد بعد ست سنوات .
عوداً حميداً .الله أكبر .
رد: تصحيف وقع في كلِّ طبعات مصنف ابن أبي شيبة، ولم أر أحدًا نبَّه عليه، والله أعلم.
قال الشافعي في الأم (١/ ٣١٨/ط. الفكر):
وَأَكْرَهُ الْمَأْتَمَ، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ بُكَاءٌ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ يُجَدِّدُ الْحُزْنَ، وَيُكَلِّفُ الْمُؤْنَةَ، مَعَ مَا مَضَى فِيهِ مِنْ الْأَثَرِ.
قال النووي في المجموع (٥/ ٣٠٦: ٣٠٧/ط. المنيرية):
(وَأَمَّا) الْجُلُوسُ لِلتَّعْزِيَةِ فَنَصَّ الشَّافِعِيُّ وَالْمُصَنِّفُ وَسَائِرُ الْأَصْحَابِ عَلَى كَرَاهَتِهِ، وَنَقَلَهُ الشَّيْخُ أَبُو حَامِدٍ فِي التَّعْلِيقِ وَآخَرُونَ عَنْ نَصِّ الشَّافِعِيِّ، قَالُوا: يَعْنِي بِالْجُلُوسِ لَهَا: أَنْ يَجْتَمِعَ أَهْلُ الْمَيِّتِ فِي بَيْتٍ فَيَقْصِدُهُمْ مَنْ أَرَادَ التَّعْزِيَةَ، قَالُوا: بَلْ يَنْبَغِي أَنْ يَنْصَرِفُوا فِي حَوَائِجِهِمْ، فَمَنْ صَادَفَهُمْ عَزَّاهُمْ، وَلَا فَرْقَ بَيْنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فِي كَرَاهَةِ الجلوس لها، صرح به المحا[مـ]ـلي وَنَقَلَهُ عَنْ نَصِّ الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ، وَهُوَ مَوْجُودٌ فِي الْأُمِّ، قَالَ الشَّافِعِيُّ فِي الْأُمِّ: وأكره المأتم، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ بُكَاءٌ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُجَدِّدُ الْحُزْنَ، وَيُكَلِّفُ الْمُؤْنَةَ، مَعَ مَا مَضَى فِيهِ مِنْ الْأَثَرِ، هَذَا لَفْظُهُ فِي الْأُمِّ، وَتَابَعَهُ الْأَصْحَابُ عَلَيْهِ، وَاسْتَدَلَّ لَهُ الْمُصَنِّفُ وَغَيْرُهُ بِدَلِيلٍ آخَرَ وَهُوَ أَنَّهُ مُحْدَثٌ، وَقَدْ ثَبَتَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: لَمَّا جَاءَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَتْلُ ابْنِ حَارِثَةَ وَجَعْفَرٍ وَابْنِ رَوَاحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ جَلَسَ يُعْرَفُ فِيهِ الْحُزْنُ وَأَنَا أَنْظُرُ مِنْ شِقِّ الْبَابِ، فَأَتَاهُ رجل فقال: إن نساء جعفر وذكر بكائهن فَأَمَرَهُ أَنْ يَنْهَاهُنَّ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.
ثم قال النووي (٥/ ٣٢٠):
قَالَ صَاحِبُ الشَّامِلِ وَغَيْرُهُ: وَأَمَّا إصْلَاحُ أَهْلِ الْمَيِّتِ طَعَامًا وَجَمْعُ النَّاسِ عَلَيْهِ فَلَمْ يُنْقَلْ فيه شئ، وَهُوَ بِدْعَةٌ غَيْرُ مُسْتَحَبَّةٍ، هَذَا كَلَامُ صَاحِبِ الشَّامِلِ. وَيُسْتَدَلُّ لِهَذَا بِحَدِيثِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا نَعُدُّ الِاجْتِمَاعَ إلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ وَصَنِيعَةَ الطَّعَامِ بَعْدَ دَفْنِهِ مِنْ النِّيَاحَةِ. رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَابْنُ مَاجَهْ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ.