قال ابن عباس (رضي الله عنهما) : ما يمنع أحدكم إذا رجع من سوقه أو من حاجته فاتكأ على فراشه أن يقرأ ثلاث آيات من القرآن؟
ما صحة هذا الأثر؟
قال ابن عباس (رضي الله عنهما) : ما يمنع أحدكم إذا رجع من سوقه أو من حاجته فاتكأ على فراشه أن يقرأ ثلاث آيات من القرآن؟
ما صحة هذا الأثر؟
قال الدارمي: 3379 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: (مَا يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ إِذَا رَجَعَ مِنْ سُوقِهِ أَوْ مِنْ حَاجَتِهِ فَاتَّكَأَ عَلَى فِرَاشِهِ أَنْ يَقْرَأَ ثَلَاثَ آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ).
قال ابن حجر في إتحاف الخيرة المهرة: 8942 - حَدِيثُ مي: (مَا يَمْنَعُ أَحَدُكُمْ إِذَا رَجَعَ مِنْ سُوقِهِ أَوْ مِنْ حَاجَتِهِ فَاتَّكَأَ عَلَى فِرَاشِهِ أَنْ يَقْرَأَ ثَلاثَ آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ).
الْحَدِيثَ.مي فِي فَضَائِلِ الْقُرْآنِ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا فِطْرٌ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْهُ، بِهَذَا. مَوْقُوفًا.
إسناده قوي، فرجاله ثقات رجال الشيخين، عدا مقسم: وهو ابن بجرة، ويقال: ابن نجدة، مولى ابن عباس، وهو صدوق، روى له الجماعة سوى مسلم. وفطر: وهو ابن خليفة، فيه كلام خفيف، ينزل معه حديثه إلى رتبة الحسن، أخرج له البخاري مقرونا بغيره، والباقون عدا مسلم، قال الحافظ عنه: صدوق رمي بالتشيع.اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة
وقد تابع أبا نعيم-الفضل بن دكين-: عبد الله بن المبارك، في "الزهد" (807) عن فطر به موقوفًا بلفظ: "«مَا يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ إِذَا رَجَعَ مِنْ سُوقِهِ، أَوْ مِنْ حَاجَتِهِ إِلَى أَهْلِهِ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ فَيَكُونَ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرُ حَسَنَاتٍ».
وخالفهما-أي: أبا نعيم وابن المبارك-: أبو إسماعيل المؤدب: فيما رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (11/398)، رقم (12119)، وابن المقرئ في "الثالث عشر من فوائده/خ/جوامع الكلم" (97) وأبو الحسين القدوري في "جزء فيه حديثه/خ/جوامع الكلم" (1)، و أبو الحسن القزويني"مجالس من أماليه/خ/جوامع الكلم" (33)، والبيهقي في "الشعب" (1848)، و(2009 )، وقاضي المارستان في "المشيخة" (79)، كلهم من طريق الربيع بن ثعلب، عن أبي إسماعيل المؤدب، عن فطر بن خليفة، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا معشر التجار أيعجز أحدكم إذا رجع من سوقه أن يقرأ عشر آيات فيكتب الله له بكل آية حسنة؟».
قال البيهقي-عقبه-: "رواه ابن المبارك في الرقاق، عن فطر بإسناده موقوفا على ابن عباس قال: "ما منع أحدكم إذا رجع عن سوقه أو من حاجته إلى أهله أن يقرأ القرآن فيكون له بكل حرف عشر حسنات " وهذا هو الصحيح".
قلت: ولعل الحمل فيه على "أبو إسماعيل المؤدب" هذا، فهو وإن كان صدوقًا إلا أنه فيه مقال، وصاحب غرائب كثيرة-فيما قيل=، وقال الحافظ عنه: "صدوق يغرب". فخلاصة حاله: أنه لا يحتج به عند التفرد أو المخالفة، وها هو هنا قد خالف (أبا نعيم، وابن المبارك)، وهما من هما، فهو لا يقوى على مقاومة أحدهما، فكيف بهما مجتمعين!!
لذا أعدل الأقوال فيه-فيما أرى-، ما قاله ابن عدي في شأنه: "ولم أجد فى ضعفه إلا ما حكاه معاوية عن يحيى، و هو عندى حسن الحديث ليس كما رواه معاوية عن يحيى، و له أحاديث كثيرة غرائب حسان تدل على أنه من أهل الصدق، و هو ممن يكتب حديثه". انتهى.
نفع الله بك أبا عاصم النبيل الغالي .
الحكم هو ابن عُتَيْبة ، ثقة ثبت فقيه، إلا أنه ربما دلس، ولم يصرح بالسماع هنا، بل إنه يروي هنا عن مقسم مولى ابن عباس، ولم يسمع منه إلا خمسة أحاديث فقط كما في "تهذيب التهذيب" 2 / 434 ، وليس هذا منها.
قال شعبة : لم يسمع الحكم من مقسم إلا خمسة أحاديث وعدها شعبة وليس هذا الحديث فيما عده شعبة.
قال ابن الجعد في مسنده :
317 حدثنا صالح بن أحمد حدثني علي قال : سمعت يحيى يقول : كان شعبة يقول : أحاديث الحكم عن مقسم كتاب إلا خمسة أحاديث ، قلت ليحيى : عدها شعبة ؟ قال : نعم ، قلت ليحيى : ما هي ؟ قال : حديث الوتر ، وحديث القنوت ، وحديث عزيمة الطلاق ، وجزاء مثل ما قتل من النعم ، والرجل يأتي امرأته وهي حائض . قال يحيى : والحجامة للصائم ليس بصحيح .أهـ
وقال ابن أبي حاتم في مقدمة الجرح والتعديل 1 / 130 : نا صالح نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت يحيى ـ يعني ابن سعيد - قال كان شعبة يقول: أحاديث الحكم عن مقسم كتاب إلا خمسة احاديث.
قلت ليحيى : عدها شعبة ؟ قال: نعم - حديث الوتر، وحديث القنوت، وحديث عزمة الطلاق: وحديث جزاء مثل ما قتل من النعم، والرجل ياتي امرأته وهي حائض.أهـ
أقول : فكأن هذا الأثر الذي نحن بصدد الكلام عنه منقطع ؛ لأنه مما لم يسمع فيه الحكم من مقسم .
وعلى هذا مشى محققو سنن سعيد بن منصور ( سعد الحميد ) ـ وغيرهم ـ في الآثار الموقوفة التي حققوا أسانيدها مثل : ( 365 ، 832 ، 928 ) .
وأما تصحيح البيهقي فهو تصحيح نسبي ـ أي بالنسبة للمرفوع ، كما تعلم ـ ليس مطلقا . والله أعلم .
بورك فيك أبا عاصم على ما أفدت به.
نفع الله بك أستاذنا/ أبو مالك، وجزاك الله خيرا، على استدراكك الجميل الماتع، وأنا معك فيما ذهبت إليه، إن شاء الله.
جزاكم الله خيرا ، ونفع بكم على ما أفدتنا به أبا عاصم.
جزاكم الله خيرًا