لماذا كل هذا العداء للإسلام والمسلمين؟!

14-12-2014 | مركز التأصيل للدراسات والبحوث

وخلال الأسطر القادمة سنعرض بإيجاز لحصاد يوم واحد فقط من الاعتداءات على المسلمين في أكثر من بلد من بلدان العالم، وسنكتفي في هذا الصدد- أيضاً- بعدد محدود من الأمثلة وإلا فالمقام يقصر على المقال. http://majles.alukah.net/imgcache/2014/12/82.jpgلم يكد الإسلام يظهر وينتشر حتى كثر أعداءه، ولم يقتصر الأمر على العرب في الجزيرة العربية بل امتد إلى خارج بلاد العرب، بل العالم كله، فلأن الإسلام دين عالمي خاتم كثر أعداءه من كافة الأديان والملل والنحل، بل عاداه الملحدون ممن لا يؤمنون برب أو دين، ورأينا النصراني يتعاون مع اليهودي والبوذي بل ومع الملحد لصد الناس عن الدخول في الإسلام ولوقف تمدده ولتشويهه. لهذا فلا تتعجب أيها القارئ الكريم من تكالب الغرب والشرق- على اختلاف الملل والأديان والمذاهب- على الإسلام والمسلمين، والتضييق على المسلمين في كافة بلدان العالم، فالحرب على الإسلام صارت حرب كونية، وهي سنة مكرورة في كل عصر ومصر، وذلك لأن الإسلام يعلنها صريحة واضحة، أن الأمر كله لله، وأنه ما من أحد يسمع بهذا الدين ولا يؤمن به إلا مات على الكفر. وكما يقال: إن الكفر ملة واحدة، وقد ظهر هذا التوحد في كم العداء الذي يكنه أعداء الإسلام للمسلمين، وهو ما يتمظهر في صور عدة، منها الاعتداءات العنصرية أو التضييقات أمنية أو المنع من ممارسة أبسط الحقوق وهي التعبد لله تعالى بحرية، فأهانوا شعائر المسلمين واستحلوا محرماتهم ومقدساتهم. وخلال الأسطر القادمة سنعرض بإيجاز لحصاد يوم واحد فقط من الاعتداءات على المسلمين في أكثر من بلد من بلدان العالم، وسنكتفي في هذا الصدد- أيضا- بعدد محدود من الأمثلة وإلا فالمقام يقصر على المقال. ففي تركستان الشرقية المسلمة المحتلة من قبل الحكومة الصينية أقر المشرعون فيها قانونًا يحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام الحكومية الصينية، ويستهدف القانون حظر ارتداء الملابس الخارجية التي تغطي جسم الشخص بشكل كامل، بما في ذلك الوجه، وهو الغطاء الذي يسمى "البرقع" أو "الخمار" أو "النقاب"، وفقًا لـ"سي إن إن". أما في الهند فقد تم إقصاء المسلمين من المناصب الحكومية الوزارية؛ حيث سيطرت الأحزاب الهندوسية على كافة المناصب، متجاهلةً دور المسلمين السياسي ودعم بعضهم للأحزاب الهندوسية التي تدَّعي الحيادية في الوصول إلى الحكم. ومن الأمور التي لم يُقدم لها تفسير حتى الآن توجه فرنسا الأخير إلى منع اللحوم البديلة عن لحم الخنزير من الوجبات المدرسية، وقد بدأت فرنسا في تطبيق هذا الأمربمدينة "سارجه-ليه-لو مانس" الفرنسية كخطوة مبدئية. ولعل فرنسا تكون من أشد البلدان معاداة للإسلام والمسلمين، ولذا كثرت فيها حوادث العنف العنصرية تجاه المسلمين، والتي كان من آخرها تعرض أحد الأطفال المسلمين للضرِب والشتِم والبصِق عليه من قِبَل مجموعة من الأطفال من مدرسته، مع ترديدهم لعبارات مثل: "مهاجر قذر"، و"جهادي". ومن الجرائم العنصرية التي تزيد يوماً بعد يوم الاعتداء الذي تم على المركز الإسلامي الواقع في منطقة "سانت جال" في "سويسرا" في الساعات الأولى من الصباح الباكر من قِبَل شخص أو مجموعة من الأشخاص مجهولي الهُوية، قاموا بإلقاء قنبلتي مولوتوف على مبنى المركز. أما في ميانمار المنكوبة والتي يتعرض أهلها من مسلمي الروهنجينا للاضطهاد ولشتى أنواع الإيذاء البدني والنفسي يوماً بعد يوم، ومن ذلك الحكم على ثمانية مسلمين روهنجيين بالسجن لمدة عامين لرفضهم التسجيل بمصطلح "بنغالي" بدلاً عن "روهنجي"، حيث تسعى حكومة ميانمار من خلال هذه الإجراءات إلى محو هوية مسلمي الروهنجينا العرقية والدينية على السواء. والاعتداءات بحق المسلمين لم تتوقف يوماً من الأيام، حتى صار الأمر أسلوباً وعادة تعودها الغرب تجاه المسلمين، بل صارت من الأمور المشروعة والمقننة بقوانين تبيح اغتصاب حقوق المسلمين والتعدي عليهم تحت مسميات عدة كمواجهة الإرهاب، وتطبيق قيم العلمانية، ونشر الحرية إلى غير ذلك من الحجج والتبريرات الواهية.