وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على رسول الله و على صحبه أجمعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد
رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
سيتكلم الموضوع عن الفتن المعروضة في المواقع الإجتماعية و سيكون الكلام على:
فتنة الإختلاط
فتنة الرياء و الشهرة
فتنة كثرة الأتباع
فتنة كثرة الإعجابات
فتنة التعالم
فتنة نشر الأحاديث الموضوعة و البدع و الجهل
فتنة تضييع الوقت
فتنة مجالسة أهل السوء
....................
..................
---------------------------------------------------------------------------
فتنة الإختلاط
قال تعالى:
زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ
قال القرطبي: قوله تعالى: (مِنَ النِّساءِ) بدأ بهن لكثرة تشوف النفوس إليهن، لأنهن حبائل الشيطان وفتنة الرجال.
قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" ما تركت بعدي فتنة أشد على الرجال من النساء" أخرجه البخاري ومسلم. ففتنة النساء أشد من جميع الأشياء. ويقال: في النساء فتنتان، وفى الأولاد فتنة واحدة. فأما اللتان في النساء فإحداهما أن تؤدى إلى قطع الرحم، لان المرأة تأمر زوجها بقطعه عن الأمهات والأخوات. والثانية يبتلى بجمع المال من الحلال والحرام. وأما البنون فإن الفتنة فيهم واحدة، وهو ما ابتلي بجمع المال لأجلهم.
قال ابن حجر
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :مَا تَرَكْت بَعْدِي فِتْنَة أَضَرّ عَلَى الرِّجَال مِنْ النِّسَاء
فِي الْحَدِيث أَنَّ الْفِتْنَة بِالنِّسَاءِ أَشَدّ مِنْ الْفِتْنَة بِغَيْرِهِنَّ ، وَيَشْهَد لَهُ قَوْله تَعَالَى ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبّ الشَّهَوَات مِنْ النِّسَاء ) فَجَعَلَهُنَّ مِنْ حُبّ الشَّهَوَات ، وَبَدَأَ بِهِنَّ قَبْل بَقِيَّة الْأَنْوَاع إِشَارَة إِلَى أَنَّهُنَّ الْأَصْل فِي ذَلِكَ وَقَدْ قَالَ بَعْض الْحُكَمَاء : النِّسَاء شَرّ كُلّهنَّ وَأَشَرّ مَا فِيهِنَّ عَدَم الِاسْتِغْنَاء عَنْهُنَّ وَمَعَ أَنَّهَا نَاقِصَة الْعَقْل وَالدِّين تَحْمِل الرَّجُل عَلَى تَعَاطِي مَا فِيهِ نَقْصُ الْعَقْل وَالدِّين كَشَغْلِهِ عَنْ طَلَب أُمُور الدِّين وَحَمْلِهِ عَلَى التَّهَالُك عَلَى طَلَب الدُّنْيَا وَذَلِكَ أَشَدّ الْفَسَاد
-------------------------------------
لا شك ان فتنة الإختلاط أصل كل بلية و هي ما تعرفه مواقع التواصل الإجتماعي
فكم من طاهرة عفيفة وقعت في حبائل من لا يخافون الله من الفجرة الذين يغرونها بلفظ منمق وكلام معسول ووعود تطول ، حتى إذا قضوا منها حاجتهم قلبوا لها ظهر المجن ، فلم يبق لها من ذلك إلا الخيبة والحسرة والخسران ، وربما فضيحة الدارين ، والعياذ بالله .
وكم من يغتر بتزيين الشيطان طريق العلاقات الغير الشرعية بدعوى أنها من باب الدعوة والوعظ والنصح وبذل الفائدة ، فالشيطان يأمر بسبعين بابا من أبواب الخير ، إما ليتوصل بها إلى باب واحد من الشر ، وإما ليفوّت بها خيرا أعظم من تلك السبعين بابا وأجل وأفضل.
فيدخل الإنسان واعظا فيخرج عاشقا و قد أضاع دينه و دنياه
ومن أراد دعوة الناس و كانت نيته خالصة وليس في قلبه مرض ففي الملتقيات الإسلامية فهي تراعي الضوابط الشرعية .
و كم من مرسل لحظاته رجع بجيش صبره مغلولا ولم يقلع حتى تشحط قتيلا فمَنْ رَأَى الصُّوَرَ الْجَمِيلَةَ وَأَحَبَّهَا فَإِنْ لَمْ يَتَمَكَّنْ مِنْهَا إمَّا لِتَحْرِيمِ الشَّارِعِ وَإِمَّا لِلْعَجْزِ عَنْهَا يُعَذِّبُ قَلْبَهُ وَإِنْ قَدَرَ عَلَيْهَا وَفَعَلَ الْمَحْظُورَ هَلَكَ
فالحذر الحذر من المحادثات و الرسائل الخاصة و نشر الصور و تبادل الإعجابات ....
فالتعرض للفتنة مقرون بالعطب وندر من يسلم من الفتنة مع مقاربتها و السلامة لا يعدلها شيء