هل بر الآباء او بر الأبناء قبل الآخر ؟
لو اخذنا ذلك السؤال بالتوارث ، لوجدناه بدايةً ببر الآباء للأبناء قد اتى قبل بر الأبناء للآباء بطبيعة الحال ، وكيفما بدأت مع ابينا آدم عليه السلام وبتعليمات من الله سبحانه للبشر : يوصيكم الله في أولادكم .. الآية
وفي كثير من الأحيان نجد من عق بوالديه ، قد اعقه ابناءه ، وغير ذلك هناك آباء قد بروا - ولكن بشيء من الاهمال - بأبنائهم ، وكان ذلك حسب فطرتهم لا حسب نيتهم في الجحود ، مثل انشغالهم عنهم بامور الحياة الصعبة وحيث لا شهادات تعليميه قد حملوها معهم ليسدوا فجوة الزمان المتقلب باهله ، وبقلة الفرص الوظيفية الحسنة للعيش بهناء الآن وعما ذي قبل بالمقارنة .. و لا ننسى من يعق والديه بالرغم من انهم قد احسنوا في تربيته
وأيضاً ممن لم يحسن تربية ابناءه ، فأساؤوا برهم اليهم بعدها حينما كبروا كتحصيل حاصل وحسبما يزعمون اهل الأهواء المتكلمين من تبريرات - وهنا مربط الفرس - حينما يتوارثون العقوق بعدها من الآباء للأبناء ومن الأبناء للأحفاد و لا تتوقف تلك السلسلة : فلذلك اوصى الله ببر الأبناء للآباء اكثر من العكس حتى وان لم يحسنوا تربيتهم .. وذلك كي لا تتواصل تلك السلسلة ، فتنقطع وينقطع رجاء ابليس فيها
واعتقد لو آوى الابن - المشغول بدنياه جداً مع زوجته الموظفة - ابويه ببيته وجعل لهم مربيه ترعاهم وسائق يقضي مصالحهم وافطر الابن معهم صباحاً فيلاغيهم ويسمع شكواهم / احتياجاتهم ، وصلى العصر مع ابيه او وضعه بمجلسه ليأنس بالضيوف / اصدقاء الابن .. لكان خيراً له من بر في هذا العصر المزحوم بالاشغال والمصالح الشخصية والمطلوب تأديتها دونما تعطيل في ذات الوقت ومعاً ببر والديه