إشكال في تفريق شيخ الإسلام بين النبي والرسول
قال شيخ الإسلام في النبوات (2/714) ( فالنبي هو الذي ينبئه الله ، وهو ينبيء بما أنبأ الله به ، فإن أرسل مع ذلك إلى من خالف أمر الله ليبلغه رسالة من الله إليه ، فهو رسول وأما إذا كان يعمل بشريعة من قبله ولم يرسل إلى أحد يبلغه عن الله رسالة ، فهو نبي ))
وقال (2/718) : ( فقوله ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ ))(الحج: من الآية52) دليل على أن النبي مرسل ، ولا يسمى رسولا عند الإطلاق ، لأنه لم يرسل إلى قوم بما لا يعرفونه ، بل كان يأمر المؤمنين بما يعرفونه أنه حق ، كالعالم ، ولهذا قال النبي(ص) (( العلماء ورثة الأنبياء )) وليس من شرط الرسول أن يأتي بشريعة جديدة ،
فإن يوسف كان على ملة إبراهيم ، وداود وسليمان كانا رسولين ، وكانا على شريعة التوارة )
فكلام ابن تيمية أن الرسول يرسل إلى من خالف أمر الله وهم الكفار ، وهذا يشكل عليه أن داود وسليمان رسل ، وأرسلوا إلى بني إسرائيل
وأيضا قال أنه ليس من شرط الرسول أن يأتي بشريعة جديدة ، بل قد يعمل الرسول بالشريعة السابقة كيوسف وداود وسليمان ، إذا ما هو الفرق بين النبي والرسول
تنبيه استدل ابن تيمية على أن داود وسليمان رسل بقوله تعالى : (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً) (النساء:164)
رد: إشكال في تفريق شيخ الإسلام بين النبي والرسول
هناك كلام للشيخ ابن عثيمين يقول فيه ان هناك فرقا بينهما وسأبحث عنه
وكذلك للشيخ عمر الاشقر كلام فيه في كتاب الرسل والرسلات يقول ان هناك فرق
وعلى موقع صيد الفوائد كتيب كتب ببحث لا دري من كتبه وسابحث عنه
رد: إشكال في تفريق شيخ الإسلام بين النبي والرسول
الشيخ ابن العثيمين يقول : ان النبي من اوحي اليه ولم يأمر بتبليغ ما اوحي اليه والرسول من اوحي اليه وامر بتبليغه. وان كان بعض اهل العلم خالف في هذا وذكروا من الفروق ان النبي من لا ياتي بشريعة جديدة وانه يبعث في قوم مسلمين وان الرسول يبعث في قوم كافرين وياتي بشريعة جديدة وايضا قال بعضهم ان النبي لا يعصم من ايدي الناس اي انه يقتل و الرسول يعصمه الله من الناس فلا يقتل وغير ذلك فانا انتظر من الاخوة ان يعملوا بحث في هذا ويفيدوننا.
رد: إشكال في تفريق شيخ الإسلام بين النبي والرسول
القول بعدم الفرق ضعيف..فإن قول الله تعالى "وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي"
إما أن يكون للمغابرة وهو الأصل وإما أن يكون من عطف العام على الخاص أو الخاص على العام..وهنا يوجد الفرق أيضا
ولا أرى إشكالا في كلام ابن تيمية..فبنو إسرائيل منهم الكفرة ومنهم المؤمنون..
والله أعلم
رد: إشكال في تفريق شيخ الإسلام بين النبي والرسول
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبدالرحمن بن ناصر
قال شيخ الإسلام في النبوات (2/714) ( فالنبي هو الذي ينبئه الله ، وهو ينبيء بما أنبأ الله به ، فإن أرسل مع ذلك إلى من خالف أمر الله ليبلغه رسالة من الله إليه ، فهو رسول وأما إذا كان يعمل بشريعة من قبله ولم يرسل إلى أحد يبلغه عن الله رسالة ، فهو نبي ))
وقال (2/718) : ( فقوله ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ ))(الحج: من الآية52) دليل على أن النبي مرسل ، ولا يسمى رسولا عند الإطلاق ، لأنه لم يرسل إلى قوم بما لا يعرفونه ، بل كان يأمر المؤمنين بما يعرفونه أنه حق ، كالعالم ، ولهذا قال النبي(ص) (( العلماء ورثة الأنبياء )) وليس من شرط الرسول أن يأتي بشريعة جديدة ،
فإن يوسف كان على ملة إبراهيم ، وداود وسليمان كانا رسولين ، وكانا على شريعة التوارة )
فكلام ابن تيمية أن الرسول يرسل إلى من خالف أمر الله وهم الكفار ، وهذا يشكل عليه أن داود وسليمان رسل ، وأرسلوا إلى بني إسرائيل
وأيضا قال أنه ليس من شرط الرسول أن يأتي بشريعة جديدة ، بل قد يعمل الرسول بالشريعة السابقة كيوسف وداود وسليمان ، إذا ما هو الفرق بين النبي والرسول
تنبيه استدل ابن تيمية على أن داود وسليمان رسل بقوله تعالى : (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً) (النساء:164)
لا إشكال إن شاء الله . فالفرق بيهما - عند شيخ الإسلام - واضح :
"فإن أرسل مع ذلك إلى من خالف أمر الله ليبلغه رسالة من الله إليه ، فهو رسول"
وما دون هذا فهو نبي غير رسول .
ويوسف عليه السلام أرسل إلى كفار مصر . وأما داود وسليمان عليهما السلام ، فلم يثبت اختصاصهما بمؤمني بني إسرائيل ، بل قد يرسلان إلى كفار فلسطين واليمن . والله أعلم .
رد: إشكال في تفريق شيخ الإسلام بين النبي والرسول
أظهر الأقوال في التفريق بين النبي والرسول أن الرسول يبعث بشريعة جديدة والنبي يبعث بشريعة من قبله .. والله أعلم
والذي يرجحه الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - أن كل من ذكر في القرآن من الأنبياء فهو رسول .. والله أعلم
رد: إشكال في تفريق شيخ الإسلام بين النبي والرسول
لما اعاد البراء رضي الله عنه دعاء النوم فابدل كلمة ونبيك الذي ارسلت بـ ورسولك الذي ارسلت قال النبي صلى الله عليه وسلم :
قل ونبيك الذي ارسلت . اخرجه البخاري , فهذا يدل على التفريق بينهما .
رد: إشكال في تفريق شيخ الإسلام بين النبي والرسول
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نضال مشهود
وأما داود وسليمان عليهما السلام ، فلم يثبت اختصاصهما بمؤمني بني إسرائيل ، بل قد يرسلان إلى كفار فلسطين واليمن . والله أعلم .
أخي الكريم
كل نبي يرسل لقومه فقط إلا نبينا عليه الصلاة والسلام
رد: إشكال في تفريق شيخ الإسلام بين النبي والرسول
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمّد الأمين
أخي الكريم
كل نبي يرسل لقومه فقط إلا نبينا عليه الصلاة والسلام
بارك الله فيكم .
لم نقل أنهما - عليهما السلام - يرسلان إلى الناس كافة ، بل إلى قوم دون قوم .
وإنما الذي ندعيه : أن رسالتهما موجهة كذلك إلى الكفار المكذبين .
رد: إشكال في تفريق شيخ الإسلام بين النبي والرسول
أين الدليل على أن النبي يُرسل إلى غير قومه؟
رد: إشكال في تفريق شيخ الإسلام بين النبي والرسول
قولك "و قال : ( نحن معاشر الأنبياء بنو علات ، الدين واحد والشرائع متفرقة )" خطىء، لم يتي الحديث بهذا اللفظ و إنما هو
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ : دِينُهُمْ وَاحِدٌ ، وَأُمَّهَاتُهُم ْ شَتَّى
فلفظة الشرائع لم أرها في كتب الحديث غير ما ذكره الشيخ صالح آل الشيخ في شرح الطحاوية و هو وهم، إلى أن التفسيرها بالشرائع صحيح من وجه أنه جائز النسخ و أن شريعة من قبلنا ليست شريعة لنا و هذا فيه نظر و ضعيف من وجه لأنه تأويل و هو يحتاج إلى دليل، و أصل حملها على حقيقتها.
رد: إشكال في تفريق شيخ الإسلام بين النبي والرسول
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمّد الأمين
أين الدليل على أن النبي يُرسل إلى غير قومه؟
إن أردت بالقوم هنا أبناء القبيلة الواحدة ، فقد أرسل موسى عليه السلام إلى فرعون وليس من قبيلته . وإن أردت بالقوم هنا ما ورد في الحديث ، فليس من الأنبياء من أرسل إلى الناس كافة غير نبينا (ص) .
رد: إشكال في تفريق شيخ الإسلام بين النبي والرسول
بسم الله الرحمن الرحيم
قال في (شرح العقيدة الطحاوية ج1/ص167):
وقد ذكروا فروقا بين النبي والرسول، وأحسنها:
أن من نبأه الله بخبر السماء إن أمره أن يبلغ غيره فهو نبي رسول، وان لم يأمره أن يبلغ غيره فهو نبي وليس برسول، فالرسول أخص من النبي، فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا.
ولكن الرسالة أعم من جهة نفسها؛ فالنبوة جزء من الرسالة، إذ الرسالة تتناول النبوة وغيرها، بخلاف الرسل؛ فإنهم لا يتناولون الأنبياء وغيرهم، بل الأمر بالعكس، فالرسالة أعم من جهة نفسها، وأخص من جهة أهلها.
وقال في (شعب الإيمان ج1/ص150):
والنبوة اسم مشتق من النبأ؛ وهو الخبر، إلا أن المراد به في هذا الموضع خبر خاص، وهو الذي يكرم الله عز وجل به أحدا من عباده فيميزه عن غيره بإلقائه إليه ويوقفه به على شريعته بما فيها من أمر ونهي ووعظ وإرشاد ووعد ووعيد، فتكون النبوة على هذا الخبر والمعرفة بالمخبرات الموصوفة، فالنبي صلى الله عليه وسلم هو المخبر بها، فإن إنضاف إلى هذا التوقيف أمر بتبليغه الناس ودعائهم إليه؛ كان نبيا رسولا. وإن ألقي إليه ليعمل به في خاصته ولم يؤمر بتبليغه والدعاء إليه؛ كان نبيا ولم يكن رسولا. فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا.
وقال في (الإعلام بما في دين النصارى ص238):
فإذا تقرر أن حقيقة النبوة ما ذكرناه، وأن فضله الخاص به هو ما تحصل له من الإخبار عن الله؛ فذلك الخبر إن أمر النبي بتبليغه لغيره فذلك النبي هو الذي يقال عليه رسول. والرسالة هو الكلام المبلغ عن الله. فلأجل هذا يصح أن يقال: كل رسول نبي وليس كل نبي رسولا، إذ الرسالة نبوة وزيادة، وهذا بين بنفسه.
وقال في (لسان العرب ج1/ص163):
ومن غير المهموز حديث البراء قلت: ورسولك الذي أرسلت. فرد علي وقال: "ونبيك الذي أرسلت". قال ابن الأثير: إنما رد عليه ليختلف اللفظان ويجمع له الثناء بين معنى النبوة والرسالة، ويكون تعديدا للنعمة في الحالين وتعظيما للمنة على الوجهين.
والرسول أخص من النبي لأن كل رسول نبي وليس كل نبي رسولا.
وقال في (تفسير ابن كثير ج3/ص494):
مقام الرسالة أخص من مقام النبوة؛ فإن كل رسول نبي ولا ينعكس.
وقال في (فتح الباري ج11/ص112):
قال القرطبي تبعا لغيره: فإن لفظ النبوة والرسالة مختلفان في أصل الوضع؛ فإن النبوة من النبأ وهو الخبر، فالنبي في العرف هو: المنبأ من جهة الله بأمر يقتضي تكليفا. وإن أمر بتبليغه إلى غيره فهو رسول، وإلا فهو نبي غير رسول. وعلى هذا فكل رسول نبي بلا عكس، فإن النبي والرسول اشتركا في أمر عام وهو النبأ وافترقا في الرسالة، فإذا قلت: فلان رسول تضمن أنه نبي رسول. وإذا قلت: فلان نبي لم يستلزم أنه رسول. فأراد صلى الله عليه وسلم أن يجمع بينهما في اللفظ؛ لاجتماعهما فيه، حتى يفهم من كل واحد منهما من حيث النطق ما وضع له، وليخرج عما يكون شبه التكرار في اللفظ من غير فائدة.
وقال في (عمدة القاري ج1/ص14):
والرسول عرفه كثير منهم: بمن جمع إلى المعجزة الكتاب المنزل عليه. وهذا تعريف غير صحيح، لأنه يلزم على هذا أن يخرج جماعة من الرسل عن كونهم رسلا كآدم ونوح وسليمان عليهم السلام، فإنهم رسل بلا خلاف ولم ينزل عليهم كتاب.
وكذا قال صاحب البداية: الرسول هو النبي الذي معه كتاب كموسى عليه السلام، والنبي هو الذي ينبئ عن الله تعالى وإن لم يكن معه كتاب كيوشع عليه السلام. وتبعه على ذلك الشيخ قوام الدين والشيخ أكمل الدين في شرحيهما.
والتعريف الصحيح: أن الرسول من نزل عليه كتاب، أو أتى إليه ملك. والنبي من يوقفه الله تعالى على الأحكام، أو يتبع رسولا آخر، فكل رسول نبي من غير عكس.
قال: وقد قلنا أن كل رسول نبي من غير عكس، وهو الذي عليه المحققون. ومنهم من لم يفرق بينهما وهو غير صحيح.
وقال في (فتح المغيث ج2/ص300):
وعن البدر بن جماعة: أنه لو قيل بالجواز في إبدال النبي بالرسول خاصة لما بعد، لأن في الرسول معنى زائد على النبي وهو الرسالة، إذ كل رسول نبي ولا عكس. وبيانه: أن النبوة من النبأ وهو الخبر، فالنبي في العرف هو المنبأ من جهة الله بأمر يقتضي تكليفا؛ فإن أمر تبليغه إلى غيره فهو رسول، وإلا فهو نبي غير رسول، وحينئذ فالنبي والرسول اشتركا في أمر عام وهو النبأ، وافترقا في الرسالة. فإذا قلت: فلان رسول، تضمن أنه نبي رسول، وإذا قلت: فلان نبي لم يستلزم أنه رسول، ولكن قد نازع ابن الجزري في قولهم كل رسول نبي؛ حيث قال: هو كلام يطلقه من لا تحقيق عنده، فإن جبريل عليه السلام وغيره من الملائكة المكرمين بالرسالة رسل لا أنبياء.
قلت: ولذا قيد الفرق بين الرسول والنبي بالرسول البشري.
وقال في (الإحكام ج1/ص42):
والنبوة اختصاص الله عز وجل رجلا أو امرأة من الناس بإعلامه بأشياء لم يتعلمها إما بواسطة ملك أو بقوة يضعها في نفسه خارجة عن قوى المخلوقين تعضدها خرق العادات؛ وهو المعجزات، وقد انقطعت بعد محمد صلى الله عليه وسلم.
والرسالة أن يأمر الله تعالى نبيا بإنذار قوم وقبول عهده. وكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا.
وقد وقعت عبارات كثيرة في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في (شرح العقيدة الأصفهانية) مما يدل على التفريق بينهما.
فمن قال: أن شيخ الإسلام يقول بعدم الفرق؛ فقد أبعد النجعة، ولم يقارب الصواب بل جانبه.
رد: إشكال في تفريق شيخ الإسلام بين النبي والرسول
بسم الله والحمد لله حق حمده والصلاه والسلام علي نبيه وعبده وآله وصحبه ووفده: أما بعد
فقد قال الشيخ عبد السلام برجس العبد الكريم في كتابه الماتع " المعتقد الصحيح"- طبعه مكتبه الفرقان فهو كتاب انصح به كل طالب علم"قال رحمه الله في صفحه (46): "والفرقُ بين الرسول والنبيَ : أنً النبي هو الذي يُنَبَؤُهُ الله ، وهويُنبئُ بما أنبأ الله به . فإن أُرسل مع ذلك إلي من خالف أمر الله ليُبلغه رسالة من الله إليه فهو رسول.
وأمًا من كان إنمًا يعملُ بالشريعة قبله ولم يُرسل هو إلي أحد يُبلغُه عن الله رساله فهو نبيٌ وليس برسول.
قال مجاهد رحمه الله : (( النَبيُ وحدهُ : الذي يُكلمُ ويُنزلُ عليه ولا يُرسلُ)). وعليه فإن كُلَ رسولٍ نبيُ ، وليس كُلُ نبيً رسولاً. انتهي كلامه رحمه الله
رد: إشكال في تفريق شيخ الإسلام بين النبي والرسول
الأخ السكران . . ليس الموضوع في كون ابن تيمية يفرق أو لا يفرق ، بل ولا في وجه التفرقة عنده . بل الموضوع في مصداقية هذه التفرقة واطرادها .
رد: إشكال في تفريق شيخ الإسلام بين النبي والرسول
بارك الله فيكم
لماذا لا يقال بأن الفرق بين النبي والرسول أن الرسول أثقل أو أكبر تكليفا وابتلاءا من النبي.. سواء في نوع وحجم الرسالة التي عليه بلاغها، أو في الفئة التي يبعث من أجل تبليغها؟
الرسول قد يرسل بشريعة جديدة إلى قومه (منتسبين إلى الوحي كانوا - أي على انتساب لرسول سابق، مع غلبة الشرك والتحريف والتبديل - أو كفارا)، وقد يرسل بشريعة رسول سابق عليه إلى قومه، وقد يأتي بشريعة جديدة إلى قومه أو إلى قوم غيرهم، وهذه كلها مراتب ودرجات في معنى (الرسول).. أعلاها منزلة في تكليف الرسالة ولا شك: الذي بُعث بأعظم الشرائع وأثقلها إلى سائر أهل الأرض جميعا إلى قيام الساعة..
والنبي قد يأتي في قوم على رسالة رسول سابق ليصلح ما فسد من دينهم وشريعتهم - كأنبياء بني إسرائيل - وينبئهم بمن يبعث من بعده، وقد يبعث في قومه أو في غير قومه لغرض تبليغي أخف مما يبعث بمثله الرسول.. ووجه هذا التفريق ما اتفق عليه أهل العلم من أن كل رسول نبي وليس كل نبي رسول، ودل عليه حديث عدد الأنبياء والرسل وغيره مما يدل على التفريق العام بين النبي والرسول.
أما قول من قال من أهل العلم بأن النبي ليس مكلفا بالتبليغ أصلا فهذا - والله أعلم - ليس بوجيه، فهو يحتاج إلى التدليل على أن هناك من سماه النص نبيا ولم يكن مأمورا بالتبليغ.. فهل يمكن إيجاد مثل هذا الدليل؟ فجميع من سماهم النص أنبياء منصوص في قصصهم على أنهم أمروا بالتبليغ! فعلى أي دليل ينبني القول بأن الأنبياء إذا كانوا مأمورين بالتبليغ فإنهم يقال لهم رسل، وإلا فهم أنبياء؟ إن عدم العلم بطبيعة تكليف بعض من قيل بنبوتهم كالخضر عليه السلام، لا يدل على عدم وجود ذلك التكليف!
زد على ذلك أن خلو تكليف بعض الأنبياء من التبليغ تنتفي معه الحكمة من اصطفائهم للوحي أصلا! قد يقال أن تكليف بعضهم قد لا يزيد على أن يكون ممهدا لرسول أو نبي آخر يأتي من بعده، ولكن هذا لا يتصور أن يكون من نبي إلا بتبليغ ودعوة، تلزم من عمله بذلك التكليف.. ثم كيف يُتصور أن يوحي الرب إلى رجل يعيش بين قوم كفار بأن ما هم عليه كفر وضلال، وفيهم أهله وأولو القربة منه في عشيرته، ولا يحرص على نجاتهم في الآخرة مما هم فيه؟ لابد أن يحرص على التبليغ ولو لعشيرته المقربة منه! فإن كان ذلك كذلك، فهل يمنعه الرب منه لأنه لم يكلفه بالتبليغ؟؟؟ يأمره بأن ينجو وحده ويترك أهله يهلكون دون أدنى محاولة لتبليغهم بما فيه نجاتهم؟؟؟ هل يتصور هذا من رب حكيم رحيم؟ قد يقال: نعم لا يمتنع هذا، فقد يعلم الله خيرا في رجل من أهل الفترة ويعلم شرا عظيما في كل من حوله، فيصطفيه لينجيه بالوحي إليه ولا يبتليه بتبليغهم لأنهم لا خير فيهم! فنقول لو كان ذلك كذلك، والرجل فيه خير وقد علم الله أنه إن جاءه الحق فسيؤمن به، فلماذا لا يتركه هو وقومه ليموتوا على الفترة، ثم يبتليهم في عرصات الآخرة كما جاء النص بذلك، فمن كان فيه الخير منهم فإنه ينجو وإلا فيهلك؟ أليس هذا مطردا في سائر أهل الفترة أن فيهم من كان من أهل الخير الكثير، وقد علم الله أنه سينجو في الآخرة ويكون من أهل الجنة، وإن كات على كفر وضلال قومه؟ فما معنى أنه قد يوحي إلى رجل قد علم فيه خيرا وفي قومه شرا فيوحي إليه وحده ولا يأمره بأي قدر من التبليغ؟
هذا مخالف حتى لحكمة الابتلاء في الدنيا، فكيف يوحى إلى رجل بالتبرؤ من الكفار وعبادتهم، من غير أن يظهر عليه في قول أو في عمل شيء من ذلك ولو لأقرب المقربين إليه؟ إلا إن أمره بالهروب إلى الجبال مثلا أو إلى مكان بعيد لا يراه فيه أحد لينقطع لعبادة الله وحده حتى يموت وحيدا منعزلا دون أن يدري بوحوده أحد من الخلق.. فإن قيل هذا محتمل، قلنا فأين حكمة الابتلاء إذا وأين إقامة الحجة على قومه الذين عاش فيهم وخبر كفرهم وضلالهم، أو انحرافهم عن الدين الحق، وكيف يؤمر بألا يحاول - مجرد محاولة - تبليغ المقربين إليه الذين لا يسعه - بالفطرة التي جبل الناس عليها - أن يتركهم على هلكة وهو يعلم؟؟ إلا إن كانوا قد قامت عليهم الحجة من قبل على يد غيره من الأنبياء المبلغين ولكنهم عاندوا واستكبروا، فإن كان كذلك، وإن كان فيه الخير، فبلوغ الحجة إلى المقربين منه وإلى أم قريته التي يعيش فيها يلزم منه قيامها عليه هو أيضا، فإن كان فيه خير فلن يعاند وسيدخل في دين من جاءه من قبل نذيرا وبشيرا.. وسيجعله الرب بذلك من الناجين من عقوبة يرسلها على المكذبين والمعاندين كما هي سنته فيمن عتوا واستكبروا عن قبول دعوة المرسلين قبل النبي الخاتم عليه وعليهم الصلاة والسلام.. فما الحاجة إذا لمخاطبته وحده بالوحي دون أمره بتبليغ من أجل أن ينجو هو، وقد بلغه ما ينجو به بالفعل؟ لا يمكن - بنص القرءان - أن يهلك الله قرية حتى يقيم على جميع من فيها الحجة الظاهرة وحتى يستحق العقوبة كل من كتب عليه العقوبة! وهذا يكون بإرسال نبي أو رسول مبلغ في أمر القرية ليقيم الحجة الرسالية على القوم، فتزول الفترة ويقع الامتحان وتستحق العقوبة..
فالحاصل والله أعلى وأعلم، أنه لا مدخل لا من جهة النص ولا من جهة النظر في الأصول الشرعية العامة، للقول بأنه قد يوحي الرب إلى نبي ولا يأمره بأي قدر من التبليغ للوحي!
رد: إشكال في تفريق شيخ الإسلام بين النبي والرسول
الأخ (أبو الفداء)
لكن أليس كلامك هذا؛ هو المتبادر إلى الأذهان المعروف!!.
فبديهة أخي الكريم الكل يعرف من خلال الوظائف أن الرسول أكبر وأشق وظيفة من النبي. فلذك ما قاله العلماء من التفريق بينهما هو من باب هذه الأفضلية.
وجزاكم الله جميعا خيرا
رد: إشكال في تفريق شيخ الإسلام بين النبي والرسول
الأخ (السكران)
قولك
اقتباس:
فلذك ما قاله العلماء من التفريق بينهما هو من باب هذه الأفضلية.
أقول ليس في مطلق الأفضلية وثقل المهمة التي يحتملها الرسول مقارنة بالنبي نزاع يذكر، ولكن من ذهب من أهل العلم إلى تخصيص وجه واحد من الوجوه المحتملة لتلك الأفضلية على أنه هو الفرق بين الرسول والنبي دون غيره، فقد أتى بمعنً إضافي في التخصيص يحتاج إلى دليل إضافي، ولهذا ذكرت ما ذكرته من أوجه التفاضل الممكنة بين الرسول والنبي، التي ربما يكون قد تميز بكل منها بعض المرسلين على بعض النبيين، والعلم في ذلك عند رب العالمين.
أما الذين قالوا بأن الفرق بين الرسول والنبي يتلخص في كون النبي لا يبلغ، فقولهم هذا ليس بوجيه في تصوري للأسباب التي ذكرتها في مشاركتي الآنفة، والله تعالى أعلم.