هل يجب قضاء ما فات من الصلاة على من كان يفرط لمدة طويلة كـ 20 سنة ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد وهو على كل شيء قدير الله اكبر كبيرا والحمدلله كثيرا و سبحان الله رب العالمين ولا حول ولا قوة الا بالله العزيز الحكيم

سؤالي : من كان يترك بعض و يؤدي بعض من الصلاة لمدة 20 او 30 سنة مثلاً فعلى قول من لا يكفر بترك بعض و اداء بعض هل يجب على من تاب قضاء ما فاته ؟
وكيف يفعل في قضاء مدة طويلة ك 20 سنة مثلاً ؟ وهو اصلاً لا يذكر اي صلاة اداها واي صلاة فرط فيها ؟؟ الا ترون ان هذا محال ؟ و هل يدخل ذلك في قوله تعالى : ( لا يكلف الله نفساً الا وسعها ) ؟ وان التوبة تجب ما قبلها ؟
الخ الخ الخ

الحمد لله و صلى الله و سلم على نبينا محمد أما بعد فمثل هذا السائل أنى له قضاء كل هذه المدة ثم أما بعد فلابد من التوبة النصوح بمعنى يندم العبد ندما شديدا على تفريطه فتكون نيته لو أن الله أرجعه شابا لصلى و ما فرط ثم يستصحب الاستغفار فإن الاستغار تمحى به السيئات و كل ما زاد زاد المحو ثم يصلي من النوافل ما استطاع فإنها تجبر ما فات ثم يكثر من الطاعات فإنها تذهب السيئات و ترجح عليها و الحرص على الحج و العمرة و الله المسؤول أن يغفر لكل من تاب من تفريطه في الصلاة

السائل م س يقول قبل عشر سنوات أو أقل من ذلك كنت لا أواظب على الصلاة حيث أنني أصلى يوما وأقطع آخر وذلك تهاونا مني في ذلك ولا أعلم عدد الأوقات التي لم أصلها أو عدد الأيام التي لم أصل بها فما العمل في ذلك؟
فأجاب رحمه الله تعالى: الظاهر من سؤاله أن الرجل استقام وصار يصلى وهذا كافٍ ولا يحتاج أن يعيد صلاته الماضية بل يصلح العمل ويكثر من النوافل والحسنات يذهبن السيئات وإنما قلت ذلك لأن هذا هو القول الراجح من أقوال العلماء ومن العلماء من يقول إذا ترك الصلاة مدة وجب عليه قضاؤها ولو كان عامداً لكن القول الراجح أنه لا يشرع قضاؤها وأنه لو قضاها لم تنفعه لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) وهذا الذي ترك الصلاة إذا تركها تركا يكفر به فالكافر لا يقضي كما هو معلوم لقول الله تعالى (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ) وإذا تركها على وجه لا يكفر به كما لو كان يصلى ويخلي فإن كل عبادة مؤقتة إذا أخرجها الإنسان عن وقتها بدون عذر شرعي فإنه لا يقضيها ؛ لأنه لو قضاها لم تقبل منه ، نسأل الله أن يثبت أخانا السائل وأن يديم علينا وعليه نعمة الدين والإسلام.
من فتاوى نور على الدرب لشيخنا ابن عثيمين رحمه الله .

^
جزاكم الله خيرا جميعاً
لكن اظن ان كلام الشيخ ابن عثيمين بناءً على تكفيره لمن ترك ولو بعض الصلاة
لكن القصد في قول من لا يكفر بترك بعض الصلاة هل في مذهبه يلزم قضاء هذه المدة كلها ؟

بارك الله فيك .
جمهور الفقهاء الذين لم يكفروا تارك الصلاة ، قالوا بقضاء الصلاة التي لم يصلها العبد ـ والذي يظهر أنه لا تلازم بين المسألتين إلا في بعض جزئياتها ـ والقائلون بالقضاء قالوا : يقضي من الصلوات ما غلب على ظنه من المدة التي لم يصلها ، لكن القضاء لا يثبت إلا بدليل ، ولا دليل صحيح هنا يدل على ما ذهبوا إليه .
والراجح أنه يكثر من النوافل ، ولا دليل يصح في القضاء ، فكما أن الله تعالى جعل للصلوات وقوتا معينة تؤدى وتقام فيها الصلوات ، فإذا صلاها قبل وقتها مثلا فلا يقبل منه ، فكذلك الذي صلاها بعد وقتها ، وقد تركها متعمدا ، فقد صلاها في غير وقتها ، والله أعلم .

جزاك الله شيخنا ابا مالك وهذا هو الراجح الاكثار من النوافل
حيث جاء فى حديث عند الترمذى على ما اذكر
ان المفرط يأتى بصلاه ناقصه فيؤخذ من النوافل فتجبر بها الفرائض
هذا معنى الحديث .
والله اعلى واعلم

جزاكم الله خيرا