تقريب عن كتاب: "سليمان .. صرخة النبوة في وجه الخرافة التوراتية"!

17-09-2014 | مركز التأصيل للدراسات والبحوث

لم يلفق اليهود على أنبيائهم مثلما لفقوا على سيدنا سليمان بن داود عليهما السلام, ففي كتبهم المزعومة المفتراة التي شوهوا بها التوراة التي أنزلت على موسى عليه السلام وسموها زورا بالتوراة أو العهد القديم وسموا الإنجيل بالعهد الجديد, ففيهما كافة المخازي والمنكرات والمحرمات تنتهك ويعون أن الأنبياء عليهم السلام – حاش لله – ارتكبوها واقترفوها, فصدروا لأتباعهم أسوأ صورة ممكنة عن الأنبياء وجعلوا منهم أسوأ قدوة يقتدى بها, فكيف يصل الإنسان للمعالي ولسامي الخلق وكمال الدين وأنبياؤه يفعلون كل هذه المنكرات؟ http://majles.alukah.net/imgcache/2014/09/110.jpg سليمان .. صرخة النبوة في وجه الخرافة التوراتية أول دراسة موثقة تكشف زيف التأليف التوراتي حول النبي سليمان عليه السلام والهيكل المزعوم د. حسن الباش ــــــــ لم يلفق اليهود على أنبيائهم مثلما لفقوا على سيدنا سليمان بن داود عليهما السلام, ففي كتبهم المزعومة المفتراة التي شوهوا بها التوراة التي أنزلت على موسى عليه السلام وسموها زورا بالتوراة أو العهد القديم وسموا الإنجيل بالعهد الجديد, ففيهما كافة المخازي والمنكرات والمحرمات تنتهك ويعون أن الأنبياء عليهم السلام – حاش لله – ارتكبوها واقترفوها, فصدروا لأتباعهم أسوأ صورة ممكنة عن الأنبياء وجعلوا منهم أسوأ قدوة يقتدى بها, فكيف يصل الإنسان للمعالي ولسامي الخلق وكمال الدين وأنبياؤه يفعلون كل هذه المنكرات؟ وجاء القران الكريم والإسلام العظيم ليرفع عن جنابهم المصون هذه الفواحش والمنكرات وليؤكد عصمتهم وتنزيههم عن كل ذلك وليقض علينا الحقائق في قوة ووضح ونقاء وطهارة ليعيدهم المثل العليا للبشرية. ولهذا جاء هذا الكتاب جديرا بالقراءة للقارئ المتخصص وغير المتخصص فهو يحمل ثراء عقليا ومعرفيا ويقدم حقائق واضحة ودراسة موثقة حول موضوع قل من يخوض فيه وقسم الكاتب كتابه إلى عدة فصول وهي : الفصل الأول : بين داود وسليمان عليهما السلام تزعم التوراة أن نبي الله داود عليه السلام زنى بامرأة اسمها بتشيع وهي زوجة احد قادة جيشه فدفع به داود وبجيشه لمهاجمة مدينة حصينة حتى يقتل ولكنه ما قتل وعاد إليه سالما ظافرا, وفي هذا عدة اتهامات أولها آن نبي الله داود – حاش لله – ارتكب كبيرتي الزنا والقتل العمد بدفع الجيش للقتال في غير سبيل الله ولكن للهلكة وفيه أن داود لم يفرح بنص الله لجيشه وفيه أيضا أن داود حزن على موت الجنين الذي كان ثمرة خطيئته وانه تزوج ببتشيع بعد مقتل زوجها وأنجب منها سليمان عليه السلام, وهذا عين الافتراء على النبيين الكريمين. ويتساءل المؤلف: هل كان سليمان يهوديا؟ فبحسب قوانين اليهود لا يعد يهوديا من لم تكن أمه يهودية وبتشيع التي تدعي التوراة أنها أم لسليمان كانت حيثية وليست يهودية فبالتالي وبحكمهم هم فسليمان عليه السلام لم يكن يهوديا الفصل الثاني: سليمان الملك الحكيم مع الإقرار بوجود الكثير والكثير من المبالغات في التوراة المحرفة حول ملك سليمان عليه السلام فمنها قولهم أنه كان له أربعون ألف مزود لخيله ولكنهم لم يبالغوا حين وصفوه بأنه كان احكم واعدل أهل الأرض في زمنه فكما قال الله عز وجل في حقه في حكمه في القضية التي عرضت عليه وعلى أبيه عليهما السلام "فَفَهَّمْنَاهَ� � سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ" الفصل الثالث: النبي سليمان في النص القرآني من يقرا سيرة النبي سليمان في التوراة يتيقن بان كاتب التوراة المحرفة لم يكن يعرف نبي الله سليمان أو تعمد تشويهه فهي دائما تركز على كونه ملكا ابن ملك ولا تذكر إلا نادرا جدا أنه كان نبيا ابن نبي . والذي أنصف نبي الله سليمان وتحدث عنه بكل التبجيل والتقدير والاحترام وتحدث عن كونه نبيا قبل أن يكون ملكا في القران الكريم في 17 عشر موضعا بينت جوانب كثيرة من عظمة خلقه وسعة رحمته وكمال عدله وتحدثت عن علاقة الأب النبي بالابن الصبي وتحدثت عن وراثة سليمان لداود في النبوة وتحدثت عن دعوته إلى الله واستهانته بالمال والسلام وثقته بالله سبحانه وعمله على نصرته وعن رحمته بالضعيف وعن حزمه مع جنده وغير ذلك من المكارم الخلقية التي تليق بالأنبياء والعظماء . الفصل الرابع: أين مملكة سليمان عليه السلام؟ نقل الكاتب ماذا يقول الأثاريون وعلم الآثار عن المكان التاريخي لمملكة سليمان التي ورثها من أبيه داود فهل هي الخليل وحدها أم كانت القدس داخلة فيها أم شملت أجزاء من شمال فلسطين وجنوبها فدان في الشمال وبئر سبع في الجنوب؟ ثم نقل شهادات يهودية لعدد من علماء الآثار الغبيين واليهود أمثال كاثرين كانون وإسرائيل فرنكلشتاين ونيل اشير سليرمان وطمسون وغيرهم تنقض التوراة نفسها. الفصل الخامس: الإسرائيليات حول النبي سليمان كثرت الإسرائيليات التي تناولت حياة النبي سليمان عليه السلام بخيالات قصاص وحكواتية في عصور الانحدار التي شهدها العالم الإسلامي بعد انهيار الدولة العباسية كما لعب اليهود دورا كبيرا في تأليفها وبثها للعوام وهي ما وردت في كتاب الله ولا في السنة الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, فنقل الكاتب الكثير من هذه الإسرائيليات ليظهر مدى التردي الذي أحيطت به سيرة نبي كريم مثل سليمان. الفصل السادس: ما نُسب لسليمان عليه السلام من أسفار في التوراة نسب لسليمان في أسفار اليهود وتوراتهم المزعومة أمثال وأقوال وأدعية وغيرها كما نسب إليه سفر هو الأخطر على الإطلاق وهو السفر البعيد تماما عن روح الدين وجلال النبوة وهو سفر نشيد الإنشاد وهو سفر لا يستطيع أي رجل أو يقرأه على أهل بيته أن كانوا أهل عفة وصلاح فضلا على أن ينسب هذا السفر لنبي كريم أو أن يدعى انه من الكتاب السماوي إذ كيف يتحدث كتاب سماوي عن الوصف الدقيق للعلاقة الجنسية ويصف أعضاء المرأة المحرم ذكرها صراحة شرعا وذوقا بكلام أشبه بالروايات القذرة؟. الفصل السابع: الهيكل المزعوم والنبي سليمان من البعد الديني إلى الرمز السياسي عندما أراد اليهود احتلال فلسطين امتطت الأفكار الصهيونية حصان طروادة الديني ولضمان تحفيز اليهود في احتلال فلسطين جاءت قضية الهيكل المزعوم كرمز مهم من رموز التوجه لدفعهم للانضمام لاحتلال فلسطين ليتم تسخير الرمز الديني لخدمة التطلعات السياسية بدليل أن المنظرين في ذلك الوقت كانوا حاخامات وليسوا علمانيين أمثال الحاخام يهوذا القالي المتوفى 1878 والحاخام زفي هيرش كاليشر ولم تكن قضية الهيكل المزعوم مطروحة مطلقا. وظهرت فكرة الهيكل بعد مؤتمر بال بسويسرا عام 1897 الذي استطاع إقناع اليهود والنصارى باستخدامه للبعد الديني بضرورة احتلال اليهود لفلسطين ولم يكن لديهم سوى الافتراء على نبي الله سليمان بزعم وجود هيكل له تم بناء المسجد الأقصى على أنقاضه. الفصل الثامن: النبي سليمان في الرؤية الإسلامية تتلخص النظرة الإسلامية لنبي الله سليمان في نقاط: أ*- سليمان نبي من أنبياء الله بنص القران الكريم. ب*- سليمان لم يبعث لبني إسرائيل وحدهم. ت*- سليمان لم يكن يهوديا بشهادتهم هم. ث*- سليمان لم يبن هيكلا كما زعموا. ج*- لم تكن مهمة سليمان احتلال الأراضي بل تعبيد الأرض لله شانه شان كل أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام. ح*- سليمان لم يعبد الأصنام كما زعموا وافتروا عليه. خ*- سليمان كانت له حكمة وفطنة وسخر الله له ما لم يسخره لغيره من البشر وأعطاه من الملك ما لم ينله احد من البشر فسخر كل ذلك للدعوة إلى الله وشكر الله سبحانه ولم يتكبر ولم يطغ بالحكم والقوة. ثم ختم الكاتب كتابه القيم عن سليمان النبي المسلم الذي تعامل مع اليهود فناله من ظلمهم وافترائهم الكثير فأمه حيثية عربية فلهذا شوهوا صورته بكل وسيلة, فهم الذين كفروا وما كفر سليمان كما نص كتاب الله على ذلك. جزى الله الكاتب خير الجزاء على هذه الكتاب الممتع الغني الذي ننصح بقراءته لغير المختصين الذين سيجدون فيه متعة وإفادة وللمختصين بالبحث في مقارنة الأديان والكتب السماوية الذين سيجدون فيه ما يروي غليلهم عن سيدنا سليمان عليه السلام.