أنت كالكلب في حفاظك للودِّ// وكالتيس في قراع الخطوب
فجاء بعناصر التشبيه الأربعة ، ولم يقل له : أنت كلب وأنت تيس ، ولو قالها لأوسعه ضربا ، ولانقلب المدح إلى هجاء ، وأية بلاغة في جعله كلبا أو تيسا كامل المواصفات ، ومن هنا دعت الحاجة المعنوية عند الشاعر إلى تخصيص العلاقة المعنوية بين الممدوح والكلب بزيادة وجه الشبه ، فالممدوح كالكلب في صفة معينة هي الوفاء وهو كالتيس في صفة معينة هي قراع الخطوب ، وهذه الزيادة قلبت الهجاء إلى مدح . فبلاغة التشبيه نابعة من منزلة المعنى بين عناصر التشبيه ، وليست من قلة العناصر دائما.فالإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس.