نظرية المناسبة الإيقاعية فى القافية

ومازال أستاذنا الدكتور حازم على كمال الدين رئيس قسم اللغة العربية بجامعة سوهاج يتحفنا بأبحاثه الماتعة، ودراساته الرصينة التى تتصف بالعمق والدقة، وها نجن اليوم مع دراسة له جديدة بعنوان - نظرية المناسبة الإيقاعية فى القافية - وهى دراسة فريدة جديدة فى بابها لا أظن أن أحدًا من الباحثين تطرق لها قبله. وسوف أكتب هنا مقدمة الدراسة علها تفيد الدارسين والباحثين وعشاق الدرس اللغوى.

نظرية المناسبة الإيقاعية فى القافية

تأليف الاستاذ الدكتور: حازم على كمال الدين، الطبعة الاولى - 2007م، مكتبة الآداب.

مقدمة

القافية هى شريكة الوزن فى الاختصاص بالشعر ولا يسمى شعرا حتى يكون له وزن وقافية، والقافية ساعدت على استكمال البناء الموسيقى للشعر العربى، وأسهمت فى سهولة حفظه وروايته عبر العصور. ويبين لنا الكلام السابق أن الشعر يتميز بالنغم الموسيقى، أو ما يسمى بالإيقاع، وهذا الإيقاع يرتبط ارتباطًا أساسيًا بجانبين هما:
أ*- الوزن.
ب*-القافية.

والايقاع الموسيقى هو ترديد لنظام متواصل، ويتربط الإيقاع ارتباطًا أساسيًا بالجانب الصوتى، ولذلك عرفه بعضهم بأنه عبارة عن ترديد ظاهرة صوتية ما على مسافات زمنية محددة النسب، والإيقاع وثيق الصلة بالجانب الانفعالى للإنسان وقد أشار بعض العلماء إلى أن كل انفعال له عبارة إيقاعية تعبر عنه، ووظيفة هذا الايقاع هى استنفاد الطاقة الشعورية وهو جزء من دلالة التعبير، كالدلالة المعنوية اللغوية، ومهمته أن ينقلنا من حال اعتيادية إلى حال تموج بالحركة والنغم، وتمدنا بطاقة نفسية نعيش بها لحظات ممتازة، وتهدينا إلى المغزى.

والقافية لا تقوم بوظيفتها الإيقاعية إلا بالاعتماد على عدة عناصر، وهذه العناصر ليست ثابتة مع القافية فى كل قصيدة، حيث يبين لنا واقع الشعر العربى القديم أن القافية يمكن أن تقوم بوظيفتها الإيقاعية بالاعتماد على عنصر واحد من هذه العناصر أو أكثر.

ومما تجدر الإشارة إليه أن اتفاق قوافى القصيدة أو مجموعة منها أو أكثر فى عنصر واحد أو أكثر من عناصر البنية الإيقاعية، يحقق ما يعرف باسم المناسبة الإيقاعية فى القوافى.

ولم يهتم أحد من الباحثين – فيما يبدو لى – بدراسة هذا الجانب، وهذا ما دفعنى إلى إعداد تلك الدراسة التى تحمل عنوان نظرية المناسبة الإيقاعية فى القافية، وتنقسم هذه الدراسة على قسمين هما:

القسم النظرى: يشتمل هذا القسم على ثلاثة فصول هى:
الفصل الأول: يختص هذا الفصل بدراسة جانبين هما:
1- مفهوم القافية.
2- أقسام القافية.

الفصل الثانى: يختص هذا الفصل بدراسة عناصر البنية الإيقاعية فى القافية، وهذه العناصر هى:
1- الاتفاق فى حرف الروى.
2- الاتفاق فى البنية المقطعية.
3- الابتعاد عن المقطعين ( ص ح ح ص / ص ح ص ص ص).
4- الاتفاق فى درجة الوضوح السمعى.
5- المناسبة اللفظية: يتكون هذا العنصر من جانبين هما:
أ*- المناسبة اللفظية بين وحدات القافية.
ب*-المناسبة اللفظية بين القوافى والوحدات التى تسبقها.

الفصل الثالث: يختص هذا الفصل بدراسة المناسبة الإيقاعية فى القافية، ويشمل جانبين هما:
1- مفهوم المناسبة الإيقاعية.
2- أنواع المناسبة الإيقاعية.

القسم التطبيقى: يشتمل هذا القسم على أربع دراسات تطبيقية هى:

1- المناسبة الإيقاعية فى شعر امرئ القيس.
2- المناسبة الإيقاعية فى شعر الراعى النميرى.
3- المناسبة الإيقاعية فى شعر على بن جبلة.
4- المناسبة الإيقاعية فى القصيدة ذات القوافى لابن الدريهم.

من الجدير بالذكر أننى أقدم من خلال هذه الدراسة إلى عشاق البحث اللغوى اكتشافًا جديدًا يعد لبنة من لبنات الدرس الصوتى الإبداعى.
وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.

الدكتور: حازم على كمال الدين- أستاذ اللغويات ورئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة سوهاج.

شكرا

ليتك وضعت لنا صورة الغلاف أو رابطا لموقع يبيع الكتاب !