تأويل لغوي لعدم تأمين الإمام عند المالكية
ذهب الإمام مالك في رواية الحجازيين إلى القول بعدم تأمين الإمام بعد الانتهاء من قراءة سورة الفاتحة ، وهذا يعد مخالفا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: { إذَا أَمَّنَ الْإِمَامُ فَأَمِّنُوا ، فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ } فما السر وراء ذلك ؟
قال القاضي محمد بن عبد الله أبو بكر بن العربي المعافري الاشبيلي المالكي في أحكام القرآن :" ... أَمَّا الْإِمَامُ فَقَالَ مَالِكٌ : لَا يُؤَمِّنُ ، وَمَعْنَى قَوْلِهِ عِنْدَهُ إذَا أَمَّنَ الْإِمَامُ : إذَا بَلَغَ مَكَانَ التَّأْمِينِ ، كَقَوْلِهِمْ : أَنْجَدَ الرَّجُلُ إذَا بَلَغَ نَجْدًا ."
رد: تأويل لغوي لعدم تأمين الإمام عند المالكية
رد: تأويل لغوي لعدم تأمين الإمام عند المالكية
بارك الله فيك وزادك من فضله.
عزو هذا التوجيه اللغوي إلى الإمام مالك رحمه الله غريب كما يدل عليه ظاهر قوله : " فَقَالَ مَالِكٌ : لَا يُؤَمِّنُ ، وَمَعْنَى قَوْلِهِ عِنْدَهُ."
عنده= الإمام مالك.
وقد أورد الحافظ في الفتح كلام ابن العربي الذي تفضلتَ بنقله ثم قال: قال ابن العربي: هذا بعيد لغة وشرعًا. على أني لم أجد هذه الجملة- أعني قول الحافظ ابن حجر- لا في أحكام القرآن ولا في المسالك ولا في القبس. فالله أعلم.
والذي في المسالك والقبس: قيل معنى قوله إذا أمن بلغ موضع التأمين دون تعيين القائل.وعزا الإمام الباجي في المنتقى، الذي ينقل عنه ابن العربي، هذا القول إلى " بعض المفسرين".
فالذي يظهر لي أن هذا التوجيه لبعض المالكية وليس للإمام مالك.
تنبيه: وقع عندك سبق قلم. الحجازيون هم الذين رووا عن مالك التأمين ومنهم ابن الماجشون ومطرّف بن عبد الله الهلالي. و المصريون كابن القاسم رووا الإنكار.
والله تعالى أعلم.