.............................. .............................. .............................. ......
على مر القرون والأزمان أرسل الله إلى عباده أنبياء ومرسلين ليكونوا لأقوامهم مبشرين ومنذرين يدعونهم
إلى عبادة الله والإيمان بوحدانيته .
من الأقوام : من كان لهم عقول هداهم الله إلى الإيمان مثل : مملكة سبأ قوم سيدنا سليمان عليه السلام وقوم
سيدنا يونس عليه السلام .
ومنهم : من أهلكهم الله بنقمته وصبّ عليهم غضبه ولعنته لعبادتهم غير الله واتخاذهم آلهة من دون الله مثل : قوم نوح وقوم عاد وقوم ثمود وقوم صالح وأصحاب الأيكة وقوم تبع وغيرهم من الأقوام .
ومنهم : من آمنوا وصدقوا بأنبيائهم ورسلهم ثم تحجرت وقست قلوبهم بعد إيمانهم وهم قوم بنى إسرائيل
من اليهود والنصارى نسل وسلالة سيدنا يعقوب عليه السلام .
أطياف البشرية قبل البعثة النبوية
قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت أطياف البشرية تضم :
كفاراً ومشركين . ويهوداً ونصارى . ومجوساً . وصابئين .
هذه الأطياف عرباً وعجماً كانوا يعجون بالكفر والشرك والضلال ويزخرون بالجهل والفوضى والإنحراف
والإنحلال ويغرقون فى البغى والظلم والجور والإضطهاد .
الكفار والمشركين : منغمسين فى الوثنية يعبدون الأحجار والتماثيل والأصنام غالبهم من القبائل العربية كانوا
يسكنون بلاد الشام والعراق وشبه الجزيرة العربية .
اليهود والنصارى : وهم قوم بنى إسرائيل أنزل الله عليهم كتبه وبعث إليهم أنبيائه ورسله فمنهم من آمن بهم وظل على التوحيد ومنهم من قست قلوبهم بعد الإيمان . كانوا يسكنون أرض مصر وأجزاء من شبه الجزيرة العربية وانتشروا فى مختلف البلاد فى آسيا وأفريقيا وأوربا والتى كانت خاضعة للإمبراطورية الرومانية .
والمجوس : كانوا يقدسون الأبقار ويعبدون النار والأجرام الفلكية ومنهم من يمجد العقل ويؤمن بالقوى الطبيعية والروحية ومنهم من يؤمن بتعاليم بوذا الإلحادية ومن كان يعتدّ بالقوة والنفوذ والسلطان ومنهم من غرقوا فى المادية
والملذات والشهوات الجنسية .
والصابئون : صبأوا عن الديانة اليهودية والنصرانية وأخذوا منهما مايهوى لهم وتركوا ما لا يرغبون .
والمجوس والصابئة كانوا يستوطنون البلاد الآسيوية والتى كانت خاضعة للإمبراطورية الفارسية .
أرسل الله إليهم آخر نبى وآخر رسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بدين ورسالة الإسلام وجعلها رسالة عامة
موجهة إلى الناس أجمعين وليست رسالة خاصة بشعبٍ دون شعب ولابعصر دون عصر . يقول جل ذكره :
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً .. وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )
وأوحى الله إليه بما حاق بهذه الأقوام فى غابر العصور والأزمان وقد كانوا أشد منا بنياناً وأقوى آثاراً وأطول أعماراً
وأكثر أموالاً فأخذهم الله بعذابه وعقابه ليكونوا لنا عبرة واعتبار وليتعظ منهم أصحاب العقول وأولى الأبصار .
وكشف له ما أصابهم جزاء كفرهم وعدم تصديقهم لأنبيائهم ورسلهم .
يقول جل شأنه : ( تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ )
الإمبراطورية الرومانية والفارسية كان سلطانهما ونفوذهما ممتداً وشاملاً غالب أجزاء وأرجاء الكرة الأرضية
وكان بينهما عداءً متواصلاً وحروباً ومعارك وملاحم تغنى بها الشعراء وخطب بها الخطباء .
..
الإمبراطورية الفارسية ( الساسانية أو الفرس أو بنى ساسان ) :
كانت تبسط قوتها ونفوذها على المدائن وبلاد إيران وبلاد العراق وبلاد ماوراء النهر ونهاوند وجرجان وأذربيجان وغيرها
من الدول فى القارة الآسيوية . وكان لفظ كسرى لقباً عاماً لجميع ملوكهم . غالب شعوبهم مجوساً أصحاب ديانة وثنية
لا ينتمون إلى ملة ولايتمسكون بكتاب أو شبهة كتاب . منهم من كانوا يعبدون الشمس ويعتبرونها مصدرا للنور والحكمة .
ومن يعبدون النجوم والكواكب ومن يقدسون النار ولا يطفئونها من معابدهم . ومنهم من كانوا يزعمون بوجود إلهين اثنين
إله للخير وإله للشر أو إله للظلمة وإله للنور . ومنهم من كانوا يقدسون العلماء والحكماء ويعتبرونهم كالرسل والأنبياء .
ومنهم من قالوا بتناسخ الأرواح والحلول الإلهى فى الجسد الإنسانى ..
مذاهبهم كانت مختلفة ومتشعبة وكثيرة وانبثق منها مذاهب عديدة .
انتصرت الفرس على الروم فى معركتهما عند " منخفض البحر الميت أو غور البحر الميت " وهو أدنى مكان كائن على وجه الكرة الأرضية ويوجد ما بين الأردن وفلسطين حيث يقل ارتفاعه عن سطح البحر 392 متراً واستولت الفرس بعد انتصارها على : دمشق وبيت المقدس ومصر ..
يقول رب العرش العظيم فى سورة الروم : بسم الله الرحمن الرحيم : ( الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ .... )
....
الإمبراطورية الرومانية ( الروم أو الرومان أو البيزنطيون ) :
كان الروم يبسطون نفوذهم وسلطانهم على بلاد تركيا واليونان وعلى بلاد الأندلس وبعض الدول من آسيا
وأفريقيا وأوربا . وكان لفظ قيصر أو امبراطور لقباً عاماً بالنسبة لجميع ملوكهم . غالب شعوبهم كانوا يدينون بالملة النصرانية يتمسكون بكتاب أو بشبهة كتاب . والبعض منهم مجوساً وصابئة .
منهم من كانوا يقدسون التعميد فى المياه الجارية . ومن يقدسون الأنوار . ومن قالوا بإله واحد ولكنهم لايقرون بالرسل . ومنهم من يعظمون سيدنا آدم وسيدنا يحيى عليهما السلام ولايعتبرونهما أنبياء بل معلمين وحكماء .
ومنهم من يؤمنون بالتنجيم والغيب والعرافة والتمائم والإتصال بالجن والشياطين .
ومن يعبدون الجن والملائكة ويزعمون أن عبادتهم هى الوسيلة التى تقربهم إلى الله .
بعد بضع سنوات انتصر الروم على الفرس فى " معركة نينوى " وهى مدينة آشورية توجد بالقرب من الموصل
فى العراق وأعادوا مااقتطع منهم : دمشق وبيت المقدس ومصر ..
( .. وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ .. ) .
بعد نزول الرسالة وانطلاق الدعوة . وفى فتح مكة : لم يجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الجزيرة العربية للكفر أثراً
إلا طمسه ومحاه ولا كفراً أو شركاً من حوله إلا أزاله ومحاه ولا حجة باطلة إلا كشفها ودحضها
ولا محجة كاذبة إلا حطها ووضعها .
وفى خلافة سيدنا أبى بكر الصديق رضى الله عنه . وفى معركة اليرموك : وبقيادة أسامة بن زيد وأبو عبيدة الجراح وخالد بن الوليد انتصر المسلمون على الإمبراطورية الرومانية فى بلاد الشام وفر الإمبراطور الرومانى من حمص قائلاً
عليك يا سوريا السلام وبسط الإسلام ربوعه ونفوذه على كافة أنحاء وأرجاء الجزيرة العربية .
.. وفرح المؤمنون بنصر الله ..
وفى خلافة سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه . وفى معركة القادسية : وبقيادة سعد بن أبى وقاص تم القضاء على الإمبراطورية الفارسية وتم فتح بلاد المدائن والعراق وبلاد فارس ( الكوفة والبصرة والنجف وتكريت ووادى ومعبر الأردن والأهواز وبلاد إيران ونهاوند وجرجان وأذربيجان ... ) .. وفرح المؤمنون بنصر الله ..
وفى خلافة سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه . وفى موقعة ذات الصوارى : وبقيادة معاوية بن أبى سفيان وعبد الله بن سعد بن أبى سرح تم تدمير ما تبقى من سفن الإمبراطورية الرومانية فى البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر .
وفرض المسلمون هيمنتهم وسيطرتهم على البحار والأنهار والخلجان وصارت جميعها تحت إمرة وسلطان المسلمين .
وفى خلافة سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه . وفى معركة النهروان : قام سيدنا على بقتال المنافقين والخوارج والبغاة
لعدم احتكامهم إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وقُتل منهم من قتل وتشتت الباقى فى البلدان منهم من فرّ إلى عمانومنهم من فرّ إلى كرمان ومن فرّ إلى سجستان ومنهم من فر إلى الجزيرة العربية ومنهم من فر إلى تل موران باليمن وأعاد الأمن والطمأنينة إلى البلاد بعد نار الفتنة التى أوقدها المنافقين لبث الفُرقة بين المسلمين .
سار خلفاء المسلمين من بعدهم على نهجهم وكانوا أمناء على الرسالة قاموا ببلاغها وبثها وإظهار نورها وإصلاح شأن العالم بها . شَرَواْ أنفسهم وأموالهم فى سبيلها فملكوا البلاد وأخضعوا العباد وأراهم الله آيته الكبرى فى نصرهم على قلتهم ودخل الناس أفواجاً فى ملتهم وتساقطت الدول والحضارات أمام دولتهم وحضارتهم .
وفى خلافة السلطان العثمانى محمد مراد . وفى معركة القسطنطينية : قام السلطان محمد مراد الملقب بمحمد الفاتح بالقضاء على آخر معقل من معاقل الإمبراطورية الرومانية والتى تحصن فيها الصليبيين وتجمعوا فيها وانتصر المسلمون وقاموا بفتح مدينة القسطنطينية .. وفرح المؤمنون بنصر الله ..
يقول العزيز الحكيم : ( .. لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ .. وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ ... )
وبذلك تحقق وعد الله ووعد نبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم .. وتم القضاء على أعتى امبراطوريتين فى عالم البشرية واللتان كانتا يبسطان نفوذهما وهيمنتهما
على كافة أرجاء وأنحاء الكرة الأرضية .
****************************** *********************
