في وقت أذان الفجر الشرعي ؟ الشيخ فركوس
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في وقت أذان الفجر الشرعي
الفتوى رقم: 47
للشيخ أبي عبدالمعز محمد علي فركوس الجزائري
منقول من موقع الشيخ
السؤال: أفتونا -جزاكم الله خيرًا- فيمن يؤذِّن متأخِّرًا عن الوقت المحدَّد في الرزنامةِ الرسميَّة بعَشَرَةِ دقائقَ (10)، وذلك في صلاة الفجر، كما يضيف إليها (20) دقيقةً بين الأذان الثاني والإقامةِ للصلاة؟ بارك اللهُ فيكم.
الجواب:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَن أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فاعلَمْ -وفَّقك اللهُ- أنَّ الفجرَ فجران: فجرٌ صادقٌ وصِفَتُه أنْ ينتشرَ مُمْتَدًّا في الأُفُقِ الشرقيِّ، والمرادُ بالأفق هو ما يُرَى مِن السماءِ متَّصلاً بالأرض، والثاني: فجرٌ كاذبٌ وصِفَتُه أنه يرتفع في السماء مثل العمود ولا يكون ممتدًّا في الأفق، وقد عبَّر عنه الحديثُ ب «ذَنَبِ السَّرْحَانِ»(1) أي: ذيل الذئب.
والفجرُ الحقيقيُّ الذي تحِلُّ به الصلاةُ هو الفجرُ الصادقُ، أمَّا الفجرُ الكاذبُ -وهو الفجر الأوَّل- فإنما يكون بالليل، ومَن افتتح الصلاةَ قبل طلوع الفجر الآخِرِ يجب عليه الإعادةُ، لحديث ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «الْفَجْرُ فَجْرَانِ: فَجْرٌ يَحْرُمُ فِيهِ الطَّعَامُ وَتَحِلُّ فِيهِ الصَّلاَةُ، وَفَجْرٌ تَحْرُمُ فِيهِ الصَّلاَةُ وَيَحِلُّ فِيهِ الطَّعَامُ»(2). ففي هذا الخبر دلالةٌ على أنَّ صلاة الفرض لا يجوز أداؤها قبل دخول وقتها.
هذا، ويتضمَّن الأذانُ الرسميُّ الحاليُّ المبنيُّ على التوقيت الفلكيِّ خطأً ثابتًا بالمشاهدة لم يُرَاعَ فيه حقيقةُ طلوع الفجر الصادق ولا صِفَتُه، والمفارقةُ فيه ظاهرةٌ للعيان، لذلك ينبغي على أصحاب القرار مِن ولاة الأمور وضعُ رزنامةٍ رسميةٍ صحيحةٍ لتوقيت الفجر الشرعيِّ، قائمةٍ على مطابَقة التوقيت الفلكيِّ للرؤية البصرية؛ ليلتزم بها المؤذِّنون على وجه التوافق دون إخلالٍ بالوقت الشرعيِّ، حِرصًا على أهمِّ ركنٍ عمليٍّ في الدِّين، وحملاً لأفعالِ المصلِّين على الصحَّة والسلامة، وتجاوبًا مع ما يُمليه الشرعُ ويأمر به. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيْبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ [الأنفال: 24]، وقال عزَّ وجلَّ: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر: 7]، وقد أمر الله تعالى بالمحافظة على الصلوات وأدائها في وقتها المحدَّد لها شرعًا، قال تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوْتًا﴾ [النساء: 103]، أي: أجلاً محدَّدًا، وقال سبحانه: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى﴾ [البقرة: 238]، ويَصِفُ سبحانه وتعالى المؤمنين وعبادَ الرحمن بقوله: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُوْنَ﴾ [المؤمنون: 9]، أي: يحافظون على أدائها بالوجه الشرعيِّ وفي الوقت الذي عيَّنَهُ اللهُ تعالى لأداء الصلاة.
نسأله تعالى أن يُعينَنَا على أدائها بالوجه الأكمل، وأن يجعلَنا مِن المحافظين عليها، والعاملين بما أمر اللهُ تعالى، والمنتهين عمَّا نهى عنه المولى عزَّ وجلَّ.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخرُ دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 24 شعبان 1422ه
الموافق ل: 4 نوفمبر 2001م
(1) أخرجه الحاكم (688)، وعنه البيهقي (1765)، من حديث جابرٍ رضي الله عنه. وصحَّحه الألباني في «صحيح الجامع» (4278)، وانظر «السلسلة الصحيحة» (2002).
(2) أخرجه ابن خزيمة في «صحيحه» (356)، ومن طريقه الحاكم واللفظ له (687)، وعنه البيهقي (8003)، من حديث ابن عبَّاسٍ رضي الله عنه. وصحَّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (693).
*****
والله الموفق
نحبكم في الله
ولا حول ولا قوة إلا بالله
والحمد لله
رد: في وقت أذان الفجر الشرعي ؟ الشيخ فركوس
السلام عليكم ورحمة الله
هذا مقال هام له صلة بالموضوع نُشر على صحيفة الشروق اليومي الجزائرية لهذا اليوم.
تنبيه: الشيخ فركوس لم يُنقل عنه كلام في هذا الوقت كما يُفهم من عنوان المقال ولكن تم اقتطاف فقرة من فتوى في الموضوع للشيخ أصدرها بتاريخ 24.شعبان.1422 هـ (الفتوى أعلاه) وهذا ما لم يبينه صاحب المقال سامحه الله.
[ الدكتور بوناطيرو والشيخ فركوس يؤكدان:
وزارة الشؤون الدينية تعتمد رزنامة خاطئة منذ الاستقلال
رزنامة الوزارة خاطئة والجزائريون يصومون يوميا نصف ساعة إضافية
كتبه: بلقاسم حوام - 06/07/2014
عاد الجدل مجددا في المساجد حول التوقيت الصحيح لآذان الفجر، بعد تأكيد الشيخ فركوس في موقعه الإلكتروني تقدم توقيت آذان الفجر عن وقته الحقيقي بوقت طويل، حسب رزنامة وزارة الشؤون الدينية، وهو ما أكده أيضا الفلكي لوط بوناطيرو، الذي كشف لـ"الشروق" أن الوزارة تعتمد رزنامة خاطئة منذ الاستقلال، والجزائريون يصومون 32 دقيقة إضافية يوميا في رمضان، بسبب تقديم أذان الفجر لأزيد من نصف ساعة، بسبب خطأ فلكي في تقدير موقع الشمس، وشرعي في تحديد توقيت دخول الفجر، مؤكدا أن الوزارة اعترفت بخطئها في هذا المجال، وطلبت تصحيح الرزنامة، غير أنها لم تعمل بها لحد الساعة.
وأضاف المتحدث أن الخطأ في تقدير توقيت أذان الفجر صاحبه أيضا خطأ في تقدير توقيت صلاة العشاء الذي يأتي يوميا متأخرا بنصف ساعة، ما يجعل الجزائريين يصلون العشاء في وقت متأخر ويفرغون من التراويح بعد الحادية عشرة ليلا.
وأكد بوناطيرو أن الفرق بين صلاة المغرب والعشاء لا يجب أن يتجاوز ساعة وربع، في حينيتعدى الفارق الحالي 100 دقيقة، وأضاف أن وزارة الشؤون الدينية اعترفت بخطئها فيضبط رزنامة توقيت الصلوات، وطلبت من بعض الفلكيين والفقهاء تصحيح هذه الرزنامة سنة1996، "وكنت من بين الفلكيين الذين شاركوا في الرزنامة الجديدة التي لم تطبق حينهالأسباب أمنية، ويبقى الغموض حاليا قائما حول رفض الوزارة تطبيق الرزنامة الجديدة، ماتسبب في جدل كبير في المساجد، أين يضطر أئمة المساجد للانتظار أزيد من نصف ساعة بعدأذان الفجر لإقامة الصلاة، وبعدها يخرج المصلون من المسجد وينتظرون 20 دقيقة لبزوغالفجر، وهذا ما يؤكد خطأ الوزارة في تحديد توقيت الأذان".
وأكد لوط بوناطيرو أن الدولة الجزائرية كلفت فلكيا بعد الاستقلال بضبط رزنامة مواقيتالصلاة، والتي اعتمد فيها على حساب فلكي خاطئ، لازال مطبقا لحد اليوم، بإجماع جميعالفلكيين وحتى الفقهاء، واقترح على المجلس العلمي لوزارة الشؤون الدينية ضرورةمراجعة الرزنامة الجديدة بما يتوافق مع الشرع والحساب الفلكي الصحيح.
وكان الشيخ فركوس قد أعلن في موقعه الإلكتروني أن توقيت الفجر الذي تعتمده الوزارةوالمؤذنو ن في المساجد والذي يعتمد عليه الجزائريون كعلامة لبداية الصيام والانتهاء منالسحور خاطئ، ويجب تصحيحه، قائلا "يتضمَّن الأذانُ الرسميُّ الحاليُّ المبنيُّ على التوقيتالفلكيِّ خطأً ثابتًا بالمشاهدة، لم يُرَاعَ فيه حقيقةُ طلوع الفجر الصادق ولا صِفَتُه، والمفارقةُفيه ظاهرةٌ للعيان، لذلك ينبغي على أصحاب القرار مِن ولاة الأمور وضعُ رزنامةٍ رسميةٍصحيحةٍ لتوقيت الفجر الشرعيِّ، قائمةٍ على مطابَقة التوقيت الفلكيِّ للرؤية البصرية؛ ليلتزمبها المؤذِّنون على وجه التوافق دون إخلالٍ بالوقت الشرعيِّ، حِرصًا على أهمِّ ركنٍ عمليٍّ فيالدِّين، وحملاً لأفعالِ المصلِّين على الصحَّة والسلامة، وتجاوبًا مع ما يُمليه الشرعُ ويأمربه"] اهـ. منقول
*****
ولا حول ولا قوة إلا بالله
والحمد لله