دونكم ، فخذوها كريمةً !الإخوة الأعزاء ، والأخوات الكريمات ،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
هذا المجلس العلمي لكم جميعاً بلا عصبية لأحدٍ كائناً من يكون ، ولا عدوان ولابغي على أحد ٍكائناً من يكون ، وعلينا لزوم السبيل النبوي الكريم ، والرحمة بالعالمين عموماً والمسلمين خصوصاً ، مهما كانوا وعلى مابينهم من ائتلاف أواختلاف ، مع مراعاة وجوب رد ذلك كله إلى الكتاب والسنة وما كان عليه السلف رضوان الله عليهم كما هو معلوم عند أهل العلم . ولذلك نرجو عند رغبتكم في المشاركة مراعاة مايلي :
* أن يكون الموضوع نافعاً في الدين أوالدنيا ، واجتناب اللغو ومالا فائدة فيه ، قال سبحانه :
{وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ }المؤمنون (3)
* أن يكون العرض كريماً ، والكلام لطيفاً ، بعيداً عن الإخلال بالآداب والإسفاف بالأخلاق ، مع مجانبة الأذى والفحش ، والسب والتقذيع , سواءً في الأشخاص أو الهيئات أو الجماعات أو غير ذلك ، يستوي في ذلك التصريح أوالتلميح .
فقد روى مَالِك في الموطأ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْكَعْبِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
" مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ جَائِزَتُهُ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ وَضِيَافَتُهُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ فَمَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ وَلَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَثْوِيَ عِنْدَهُ حَتَّى يُحْرِجَهُ " رواه الجماعة إلا النسائي بألفاظ متقاربة .
وفي سنن الترمذي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ وَلَا الْفَاحِشِ وَلَا الْبَذِيءِ "
لاسيما وقد قال الله تعالى لنبيه محمدٍ صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم :
{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين َ }النحل (125)
* أن يكون الكلام علمياً ، والطرح مدللاً موثقاً ، حتى يلقى القبول والرضا ، مع التسليم إن كان صواباً أو الرد على ما كان خطأً لا خطيئة ً . وقد قال تعالى :
{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }الإسراء (3)
* اختيار المجلس والقسم المناسب للموضوع الذي تريد الإضافة فيه ، أو السؤال قبل الإضافة إذا رأيت لزوم ذلك .
* يجب عزو المواضيع المنقولة والمناسبة إلى أصحابها ، اعترافاً بالفضل لأهله من ناحية ، وحتى لايتشبع الناقل بما لم يعط .
ففي الحديث المروي في الصحيح في قصة هند زوجة أبي سفيان رضي الله عنهما أنها سألت النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم عن تشبعها من زوجها بما لم يعطها فقال :
" المتشبعُ بما لم يُعْطَ كلابس ثوبي زور "
*- الا متناع عن الدعايةُ والعصبيةُ لجنسٍ أولونٍ أوعرقٍ أوفرقةٍ أوجماعةٍ أوحزب ٍأوهيئةٍ أو طائفةٍ أو عمل ٍأوسياسةٍ خاصة دون باقي المسلمين ، فالمسلمون أمة واحدة , كما جاء في الحديث عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ قَالَ:
" انْطَلَقْتُ أَنَا وَالْأَشْتَرُ إِلَى عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَام فَقُلْنَا : هَلْ عَهِدَ إِلَيْكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا لَمْ يَعْهَدْهُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً قَالَ لَا إِلَّا مَا فِي كِتَابِي هَذَا قَالَ مُسَدَّدٌ قَالَ فَأَخْرَجَ كِتَابًا وَقَالَ أَحْمَدُ كِتَابًا مِنْ قِرَابِ سَيْفِهِ فَإِذَا فِيهِ الْمُؤْمِنُونَ تَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ أَلَا لَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ مَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا فَعَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَة ِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ . " اهـ .
هذا لفظ أبي داود وعند أحمد عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي خُطْبَتِهِ وَهُوَ مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ :
" الْمُسْلِمُونَ تَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ "
والحديث مرويُ أيضاً عن جماعة من الصحابة منهم ابن عباس عبد الله بن عمرو بن العاص سوى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعنهم أجمعين .
* على كلٍّ منا أن يتسع قلبه ، وأن ينشرح صدره ،وأن يعلم علم اليقين أنه مجزيٌّ خيراً عن الخير ، وشراً– مالم يرحمه الله بعفوه- عن الشر،وأنه { مايلفظ من قولٍ إلا لديه رقيبٌ عتيدٌ }
والله العظيم نسأل أن يوفقنا جميعاً إلى محابه ونيل رضاه في الأولى والآخرة .
