ابن تيمية وشد الرحال .. ليس منفرداً بالمنع عن العالمين !!

ابن تيمية وشد الرحال .. ليس منفرداً بالمنع عن العالمين !! ..
الخلاف ليس بحجة ودليل قائم على الاعتبار ، وترد به صواب الأدلة المرجحة للمنع أو الجواز .. بل إعمال الخلاف المقصود منه : البحث في الأدلة وصولاً إلى الصواب منها ، لا جعل الخلاف حجةً في الرد مطلقاً للمطالب الشرعية بحجة وجوده .. والمقرر في البحث والنظر : أن الخلاف يجب النظر فيه وإعماله ضرورة للباحث حتى يصل إلى الراجح من الحق ؛ إذ الحق في الشرع واحد ، ودونه خطأ وغير صواب .. وللمسألة بسط في منشور خاص ..
وقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في منع شد الرحال بناؤه على التدليل والتعليل ، ومن ذلك :
• الأصل في العبادة الوقف على النص قولاً وفعلاً وتكييفاً، والعبادة مبناها : على السنة والاتباع ، لا على الأهواء والابتداع ، ولا يعبد الله إلا بما شرع ، لا بالبدع ..
• لم يفعل الصحابة ، والتابعون قصد شد الرحال إلى القبر النبوي على صاحبه أفضل الصلاة والسلام .. ولم ينقل عنهم فعل أو حرف في الجواز ، أو الحث ..
• كتب أهل الأثر والفقه المعتبرة لا تنقل جواز الفعل ، وما نقل في غيرها من الحديث ، إما ضعيف أو موضوع ..
وابن تيمية لم ينفرد بمنع شد رحال إلى القبر ، كما يُروّج بعض من يقمش من هنا وهناك قاصداً الإثارة والتشنيع على الأئمة دون ترو، وبحث وسؤال أهل التمكن من الباحثين والمتخصصين !! ..
فقد جاء المنع عن ابن بطة الحنبلي المولود سنة < 304 - 387 > كما في كتابه الشرح والإبانة(1/ 323) : (ومن البدع البناء على القبور ، وتجصيصها ، وشد الرحال إلى زيارتها ) ..
وفي الجموع شرح المهذب ، للنووي (8/475) : (قال إمام الحرمين < أبو المعالي الجويني > كان شيخي < أي والده > يفتي بالمنع من شد الرحال إلى غير هذه الثلاثة لهذا الحديث < حديث شد الرحال > قال وربما كان يقول محرم ) ..
وفي الفتح لابن حجر (3/ 65 ) : ( واختلف في شد الرحال إلى غيرها ، كالذهاب إلى زيارة الصالحين أحياءً وأمواتاً ، وإلى المواضع الفاضلة لقصد التبرك بها والصلاة فيها ، فقال الشيخ أبو محمد الجويني : يحرم شد الرحال إلى غيرها عملاً بظاهر هذا الحديث ، وأشار القاضي حسين إلى اختياره ، وبه قال عياض ، وطائفة ، ويدل عليه ما رواه أصحاب السنن من إنكار بصرة الغفاري على أبي هريرة خروجه إلى الطور، وقال له لو أدركتك قبل أن تخرج ما خرجت ، واستدل بهذا الحديث ؛ فدل على أنه يرى حمل الحديث على عمومه ، ووافقه أبو هريرة !! ) ..
وفي شرح الكرماني للبخاري : (وقع في هذه المسأله في عصرنا في البلاد الشامية مناظرات كثيرة وصنف فيها رسائل من الطرفين ) ..
وابن عقيل المتقدم عن ابن تيمية نـُـقل عنه المنع الصريح ( مجموع الفتاوى لابن تيمية ( 27/139 ) ..
ونقل ابن عبد الهادي في العقود الدرية (ص 330 ) وما بعدها : خطوط وفتاوى طائفة عظيمة من العلماء < أيدوا > ابن تيمية في فتواه هذه ..
فعُلم أن شيــــــخ الإســـــلام : لم ينفرد بتلك الفتوى حتى توصف < بالانفراد والشناعة !! > .. وأما السلف فلم يُنقل عنهم فعل شد الرحال لزيارة القبر .. وابن تيمية لم يمنع زيارة القبر بغير شد الرحال ، بل قرر أن من شد الرحال إلى المسجد ، فله زيارة القبر النبوي ، ووافقه جهور كبير من أهل العلم ..
حسن الحملي ..

جزاك الله خيراً

نفع الله بك أبا عاصم على دررك النافعة .
رحم الله شيخ الإسلام لقد أوتي علما وعملا ـ ولا نزكيه على الله ـ وكأنما يقتطف من الكتاب والسنة ما شاء وقت ما شاء .