هل من السنة ترك مسح الجبهة بعد الصلاة كما قال النسائي في سننه الكبرى والصغرى ؟

في سنن النسائي الصغرى :


بَاب تَرْكِ مَسْحِ الْجَبْهَةِ بَعْدَ التَّسْلِيمِ

1355 - أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرٌ وَهُوَ ابْنُ مُضَرَ عَنْ ابْنِ الْهَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُجَاوِرُ فِي الْعَشْرِ الَّذِي فِي وَسَطِ الشَّهْرِ فَإِذَا كَانَ مِنْ حِينِ يَمْضِي عِشْرُونَ لَيْلَةً وَيَسْتَقْبِلُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ يَرْجِعُ إِلَى مَسْكَنِهِ وَيَرْجِعُ مَنْ كَانَ يُجَاوِرُ مَعَهُ ثُمَّ إِنَّهُ أَقَامَ فِي شَهْرٍ جَاوَرَ فِيهِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ الَّتِي كَانَ يَرْجِعُ فِيهَا فَخَطَبَ النَّاسَ فَأَمَرَهُمْ بِمَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ قَالَ إِنِّي كُنْتُ أُجَاوِرُ هَذِهِ الْعَشْرَ ثُمَّ بَدَا لِي أَنْ أُجَاوِرَ هَذِهِ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ فَمَنْ كَانَ اعْتَكَفَ مَعِي فَلْيَثْبُتْ فِي مُعْتَكَفِهِ وَقَدْ رَأَيْتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ فَأُنْسِيتُهَا فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فِي كُلِّ وَتْرٍ وَقَدْ رَأَيْتُنِي أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ
قَالَ أَبُو سَعِيدٍ مُطِرْنَا لَيْلَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ فَوَكَفَ الْمَسْجِدُ فِي مُصَلَّى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَقَدْ انْصَرَفَ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَوَجْهُهُ مُبْتَلٌّ طِينًا وَمَاءً


فهل من السنة ترك مسح الجبهة بعد الصلاة ( أي من التراب والطين والماء ) كما قال الإمام النسائي رحمه الله تعالى في سننه الكبرى والصغرى ؟

منقول من ( همسة أمل )

من علامة المحبة لله عز وجل ، متابعة حبيبه صلى الله عليه وسلم في أخلاقه ، وأفعاله، وأوامره وسننه.

قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في فتح الباري شرح صحيح البخاري :

فأما مسح الوجه من أثر السجود بعد الصلاة............ وكرهه طائفة ؛ لما فيه من إزالة أثر العبادة ، كما كرهوا التنشيف من الوضوء والسواك للصائم .
وقال عبيد بن عميرٍ : لا تزال الملائكة تصلي على إلانسان ما دام أثر السجود في وجهه .
خَّرجه البيهقي بإسنادٍ صحيحٍ .
وحكى القاضي أبو يعلي روايةً عن أحمد ، أنه كان في وجهه شيء من أثر السجود فمسحه رجل ، فغضب ، وقال : قطعت استغفار الملائكة عني .
وذكر إسنادها عنه ، وفيه رجل غير مسمىً .
وبوب النسائي ( ( باب : ترك مسح الجبهة بعد التسليم ) ) ، ثم خرج حديث أبي سعيد الخدري الذي خَّرجه البخاري هاهنا ، وفي آخره : قال أبو سعيدٍ : مطرنا ليلة أحدى وعشرين ، فوكف المسجد في مصلى النبي ( ، فنظرت إليه وقد انصرف من صلاة الصبح ، ووجهه مبتل طيناً وماءً .

منقول من عبد الرحمن الحنبلي

يمكن تركها النبي صلى الله عليه وسلم حتي يعلم الصحابة علامة ليلة القدر . لا أنها سنة .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :

كَرِهَ الْعُلَمَاءُ كَأَحْمَدَ وَغَيْرِهِ مَسْحَ الْجَبْهَةِ فِي الصَّلَاةِ مِنْ التُّرَابِ وَنَحْوِهِ الَّذِي يَعْلَقُ بِهَا فِي السُّجُودِ، وَتَنَازَعُوا فِي مَسْحِهِ بَعْدَ الصَّلَاةِ عَلَى قَوْلَيْنِ هُمَا رِوَايَتَانِ عَنْ أَحْمَدَ.
كَالْقَوْلَيْنِ اللَّذَيْنِ هُمَا رِوَايَتَانِ عَنْ أَحْمَدَ فِي مَسْحِ مَاءِ الْوُضُوءِ بِالْمِنْدِيلِ، وَفِي إزَالَةِ خُلُوفِ فَمِ الصَّائِمِ بَعْدَ الزَّوَالِ بِالسِّوَاكِ،وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا هُوَ مِنْ أَثَرِ الْعِبَادَةِ.

ومن باب الأمانة العلمية وجدت هذه الفتوى :

السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 19172 )
س 3 : لي صديق دائما ينصحني بعدم مسح جبهتي من بعض الأتربة العالقة بها من فرش المسجد بعد الصلاة وكان يقول لي : إن هذا شرف ونور على وجهك ، وأنا في قرارة نفسي أشعر بأن في ذلك رياء ؟

ج 3 : مسح الجبهة مما علق بها من تراب ونحوه بعد الصلاة لا حرج فيه ، وليس إبقاء ذلك من السنة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز

منقول من أبي مسلم

حتى نتأكد من سنية أي فعل يجب أولاً التأكد من صحة الحديث ثم من فهمه، فهنا نقول الحديث ثابت لاغبار عليه فقد أخرجه مسلم -وغيره- في صحيحه بنفس طريق النسائي، فبهذا سلمت لنا الأولى.
وأما فهمه فلم أجد من نص على سنية ذلك من الصحابة فعلاً أو قولاً.
ويُحتمل أنه صلى الله عليه وسلم لم يمسح جبهته أثناء الصلاة لإنشغاله بالصلاة وخشوعها عن هاته الحركه، وكذا يحتمل للإشارة لليلة القدر، وبالأول قال الشيخ ابن باز رحمه الله في الفتاوى، قال:

[حكم مسح الجبهة عن التراب بعد الصلاة
سمعنا من يقول: يكره مسح الجبهة عن التراب بعد الصلاة فهل لهذا أصل؟

ليس له أصل فيما نعلم وإنما يكره فعل ذلك قبل السلام؛ لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في بعض صلواته أنه سلم من صلاة الصبح في ليلة مطيرة ويرى على وجهه أثر الماء والطين فدل ذلك أن الأفضل عدم مسحه قبل الفراغ من الصلاة]. اهـ

ففي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم رُؤي التراب أو الطين على جبهته بعد الفراغ من الصلاة مباشرة، وليس أنه أبقاه على جبينه مدة ولم يمسحه، وجلُ آثار الصحابة الواردة هي "في الصلاة" لا "بعد الصلاة".
فهو مظنة الخشوع وقد قال بعض السلف عن كثيري الحركة في الصلاة :لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه".
والله تعالى أعلم.

هل من السنة ترك مسح الجبهة بعد الصلاة كما قال النسائي في سننه الكبرى والصغرى ؟

قلت : المسألة خلافية ، ودليل من قال بعدم السنية أحب إليّ ، والله تعالى
أعلم وأحكم .

جزاكم الله خيرا