رد: بين الأصمعي والإمام مالك
وهذه حكاية أخرى تشبه ما سبق ،فهل من مشمر لبيان حالها بارك الله في الجميع ،وهاكم الحكاية .
ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺃﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ ﻭﺍﻟﻜﺴﺎﺋﻲ ﻳﻮﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ، ﻭﺃﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻻ*ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺑﺬﻝ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ ﻃﻠﺒﻪ. ﻓﺮﺍﺡ ﻳﻨﺘﻘﺺ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻜﺴﺎﺋﻲ.
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻜﺴﺎﺋﻲ: ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ .. ﻟﻮ ﻗﺪّﻣﺖ ﻟﻚ ﺭﺟﻠﻴﻦ ، ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻚ: ﻫﺬﺍ ﻗﺎﺗﻞُ ﻏﻼ*ﻣِﻚ . ﻭﻫﺬﺍ ﻗﺎﺗﻞٌ ﻏﻼ*ﻣَﻚ. ﻓﺄﻳﻬﻤﺎ ﺗﺄﺧﺬ؟
ﺍﻷ*ﻭﻝ ﺑﺎﻟﻀﻢ ﺑﺪﻭﻥ ﺗﻨﻮﻳﻦ (ﻗﺎﺗﻞُ) ﻹ*ﺿﺎﻓﺘﻪ ﻟﻼ*ﺳﻢ ﺑﻌﺪﻩ (ﻏﻼ*ﻣِﻚ) ﺍﻟﻤﺠﺮﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻣﻀﺎﻑ ﺇﻟﻴﻪ.
ﻭﺍﻵ*ﺧﺮ ﺑﺘﻨﻮﻳﻦ ﺍﻟﻀﻢ (ﻗﺎﺗﻞٌ) ﻭﺇﻋﻤﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻻ*ﺳﻢ ﺑﻌﺪﻩ (ﻏﻼ*ﻣَـﻚ) ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻣﻔﻌﻮﻝ ﺑﻪ ﻻ*ﺳﻢ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ.
ﻓﺄﻱ ﺍﻟﺮﺟﻠﻴﻦ ﺳﻴﺄﺧﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻭﻳﻘﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﺪ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ : ﺁﺧﺬ ﺍﻟﺮﺟﻠﻴﻦ.
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ: ﺑﻞ ﺗﺄﺧﺬ ﺍﻷ*ﻭﻝ ﻷ*ﻧﻪ ﻗﺘﻞ ، ﺃﻣﺎ ﺍﻵ*ﺧﺮ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻘﺘﻞ.
ﻓﻌﺠﺐ ﺃﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ ، ﻓﺄﻓﻬﻤﻪ ﺍﻟﻜﺴﺎﺋﻲ ﺃﻥ ﺇﺳﻢ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﺇﺫﺍ ﺃﺿﻴﻒ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﻤﻮﻟﻪ (ﻗﺎﺗﻞُ ﻏﻼ*ﻣِﻚ) ﺩﻝ ﻋﻞ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ؛ ﻓﻬﻮ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻐﻼ*ﻡ. ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻧﻮﻥ ﻓﻨﺼﺐ ﻣﻌﻤﻮﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻣﻔﻌﻮﻝ ﺑﻪ (ﻗﺎﺗﻞٌ ﻏﻼ*ﻣَﻚ) ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻔﻴﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ؛ ﺃﻱ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻘﺘﻞ.
ﻓﺎﻋﺘﺬﺭ ﺃﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ ، ﻭﺃﻗﺮ ﺑﺠﺪﻭﻯ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻭﻋﻬﺪ ﺃﻻ* ﻳﻨﺘﻘﺺ ﻣﻨﻪ ﺃﺑﺪﺍ."
رد: بين الأصمعي والإمام مالك
بارك الله فيك .
حكاية أبي يوسف مع الكسائي أخرجها : المرزباني محمد بن عمران بن موسى ت 384 ـ فيما ذكره ياقوت الحموي (المتوفى: 626هـ) ـ وغيرُه ـ في معجم الأدباء ( إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب ) وقال : وحدّث ـ المرزباني ـ فيما رفعه إلى الأحمر النحوي ( على بن المبارك ، صاحب الكسائي ) قال : دخل أبو يوسف القاضي (وقال عبد الله بن جعفر: محمد بن الحسن )
[ أحد الرواة يروي عن الكسائي بواسطة ] على الرشيد وعنده الكسائي يحدثه، فقال: ... فذكرها .
قال الذهبي في السير 16 / 448 عن المرزباني :
.. وَكَانَ رَاوِيَةً جَمَّاعَةً مُكْثِراً، صَنَّفَ (أَخبارَ الشُّعَرَاءِ)، لَكِنْ غَالِبُ رِوَايَاتِهِ إِجَازَةٌ، فَيُطلِقُ فِي ذَلِكَ:أَخْبَرَ َا ، كَالمُتَأَخِّري نَ مِنَ المغَاربَةِ.
قَالَ القَاضِي الصَّيْمَرِيُّ: َمِعْتُهُ يَقُوْلُ:
كَانَ فِي دَارِي خَمْسُوْنَ مَا بَيْنَ لِحَافٍ وَدواجٍ مُعَدَّةٍ لأَهلِ العِلْمِ الَّذِيْنَ يَبِيتُوْنَ عِنْدِي.
قَالَ الأَزْهَرِيُّ:ك انَ المَرْزُبَانِيّ ُ يَضعُ المحبرَةَ وَقنِّينَةَ النَّبِيذِ ، يكتُبُ وَيشربُ، وَكَانَ مُعتزليّاً، صَنَّفَ كِتَاباً فِي أَخبارِ المعتزلةِ، وَمَا كَانَ ثِقَةً.
قَالَ الخَطِيْبُ:لَيْ َ حَالُهُ عِنْدنَا الكَذِبَ، وَأَكثرُ مَا عِيْبَ عَلَيْهِ مَذْهَبُهُ وَتدليسُهُ للإِجَازَةِ.
وَقَالَ العَتِيْقِيُّ:ك انَ مُعتَزِليّاً، ثِقَةً، مَاتَ فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، عَنْ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً.أهـ
والقصة ذكره غير واحد ، كأبي حيان في تذكرة النحاة .
رد: بين الأصمعي والإمام مالك
لله درك شيخي الكريم أبا مالك دائما سباق للخيرات جزاك الله خيرا وبارك فيك ووفقك لكل خير .
شيخي الغالي هل أفهم من كلامك أن القصة مكذوبة ؟
ودمتم بخير
رد: بين الأصمعي والإمام مالك
جزاكم الله خيرا أخي الكريم أبا محمد .
في ظني أنها لا تثبت ، فيبدو أن المرزباني ـ على عادته ـ حدث بها إجازة وليست من مسموعاته ، فدلس فيها ، وما كان الرجل ثقة على ما قاله الأزهري ، وكذلك لم يكن كذابا على ما قاله الخطيب . والله أعلم .
رد: بين الأصمعي والإمام مالك
جزاكم الله خيرا شيخي الكريم على البيان الشافي بارك الله فيكم
رد: بين الأصمعي والإمام مالك
نفع الله بكم ، وبفوائدكم المليحة أبا محمد .
رد: بين الأصمعي والإمام مالك
وفقنا الله وإياكم شيخنا لكل خير اللهم آمين.