الرد على شبهة : اين قالت اليهود عزير ابن الله ؟ ومن عزير اساسا ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يظهر جليا للمتابع لنشاط المواقع التنصيرية و صفحاتهم على مواقع التواصل انها اهتمت في الفترة الاخيرة بشبهتين عن "عزير"
معترضين في ذلك على قول الله عز وجل : (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)
- فقالوا : لا يوجد نبي في تاريخ اليهود اسمه عزير اساسا !
- وقالوا : حتى لو كان هناك شخص بهذا الاسم فاين قال اليهود هذا الكلام (ان عزير ابن الله ) ؟

الرد المبسط والمختصر

1 - أما عن قولهم بانه لا يوجد احد في تاريخهم باسم عزير فهذا جهل شديد منهم
لان اسم (عزير) ما هو الا اسم من اسماء النبي عزرا ... وهو نبي معروف عند اهل الكتاب
وفي جريدة [ يهود بابل ] الرسمية - العدد 14 - عام 2003 نجد مكتوبا عندهم :
The prophet Ezra Hasofer was nicknamed Ezeir by the Jews of Iraq
والترجمة : ان النبي عزرا يلقب ايضا بـ عزير عند يهود العراق !
مصدر المقال من ارشيف المجلة : من هنا
وهو ما قاله الامام [المراغي] في تفسيره المجلد العاشر ص 97 : " عزير هو الذي يسميه أهل الكتاب عزرا " أهـ
لكن اثرت ان يكون النقل من مصادرهم هم اعتمادا على مبدأ ( من فمك أدينك ) ...
فهل علمتم الان يا نصارى من هو عزير ؟؟
فعزير هو نفسه النبي المعروف عندكم بـ عزرا فاين المشكلة ؟

2 - اما عن قولهم اين قالت اليهود هذا الكلام ؟
فنقول والله المستعان كما قال الامام المراغي : إسناد هذا القول إليهم جملة وإن كان قد صدر من بعضهم - مبنى على أن الأمة تعدّ متكافلة فى شئونها العامة، فما يفعله بعض الفرق أو الجماعات يكون له تأثير فى جملتها، والمنكر الذي يفعله بعضهم إذا لم ينكره عليه جمهورهم ويزيلوه يؤاخذون به كلهم كما قال تعالى: «وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً» أهـ
فنسبة القول لهم لا يعني بهذا اطلاقه في كل زمان ومكان ! بل يثبت بفعل جماعة منهم ...
ومن هذا الوجه المذكور يتيسر اثبات نسبة القول الى طوائف منهم ! ونذكر مثلاً : -
أولاً : ان اكثر الـيهود يؤمنون بان النبي عزير هذا قد رفع الى السماء حياً من اجل الخلاص !
وهذا مشابه لعقيدة النصارى في انه كالمسيح ! لان من يرفع عندهم حيا الى السماء يكون ابن الله
وهذا من عقيدتهم : This revelation closes with Ezra being taken into heaven without dying
[ رابط المصدر : من هنا ]
ثانياً : كانت هناك كتب منسوبة لعزير يتكلم فيها "بصفة الـهية" ثم رفضتها الديانة اليهودية بعد ذلك !
وهذا ليس له معنى الا ان هناك منهم من اعتبره الها اعتمادا على اسلوب الكتابة في هذه الكتب المنسوبة له ...
ومكتوب في موقع وزارة الخـارجـية الصـهيـونـية بالحرف :
" لقد ربط كتابان قديمان يهوديان في الأصل المركز الإلهي أو الملائكي بعزير وإينوخ من الشخصيات التوراتية وبالرغم من أن كتابتهما تمت على أيدي اليهود، إلا أنهما رفضا من قبل الديانة اليهودية ولا يعتبران جزءا من الأدب التشريعي العبري " أهـ
[ رابط المصدر : من هنا ]
فان كانت كتبه المنسوبة اليه يتكلم فيها من المركز الالهي ( يعني يتكلم كأنه الله ) ! فهذا معناه صريح في انهم قد جعلوا منه الها ان تعاملوا مع ظاهر الكتب المنسوبة اليه !
ثالثاً : صرح موقع وزارة الخـارجـية الصـهيـونـية بان هذا محتمل في ديانتهم .. فقالوا : -
"من المحتمل أن يكون هناك وجود بعض المجموعات الهامشية التي تجاوزت حدود الإيمان المقبول مع شخصية مهمة مثل عزير "
نفس المصدر السابق .. وهناك في كتب السير والتاريخ اثبات لاشخاص من هذه الطوائف ..
وبهذا يتضح بشكل واسع ان اليهود ثبت عنهم في فترة تأليههم لعزير بانهم يقولون برفعه حيا !
وان كتبه المنسوبة اليه لها طبيعة المركز الالهي !!!
وليست رواية بالوحي او سرد بشري للوقائع كما هو حال اغلب كتب العهد القديم عندهم !
وان باعترافهم هناك من قال بهذا !

وبه تندفع الشبهة والله عزوجل اعلى واعلم

جزاك الله خيراً