غمسة واحدة تنسي كل ما قبلها

---

عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
« يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُصْبَغُ فِي النارِ صَبْغَةً ثمَّ يُقَال: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيُصْبَغُ صَبْغَةً فِي الْجَنَّةِ فَيُقَالُ لَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ؟ وَهَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ. فَيَقُولُ: لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ وَلَا رَأَيْتُ شدَّة قطّ»
رواه مسلم
في صفات المنافقين، باب صبغ أنعم أهل الدنيا في النار(2807).
قال ابن الجوزي في كتابه كشف المشكل من حديث الصحيحين
ج3ص 103 رقم الحديث 1721
« هَذَا الحَدِيث يحث على مُرَاعَاة العواقب، فَإِن التَّعَب إِذا أعقب الرَّاحَة هان، والراحة إِذا أثمرت النصب فَلَيْسَتْ رَاحَة، فالعاقل من نظر فِي الْمَآل لَا فِي عَاجل الْحَال»
وقال صاحب كتاب تطريز رياض الصالحين
ج1ص312 رقم الحديث 462
http://majles.alukah.net/imgcache/2014/08/325.jpgفيه: أن عذاب الآخرة ينسي نعيم الدنيا، وأن نعيم الآخرة ينسي شدَّة الدنيا.
قال الله تعالى:http://majles.alukah.net/imgcache/2014/08/325.jpgقَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ http://majles.alukah.net/imgcache/2014/10/1.jpg قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ http://majles.alukah.net/imgcache/2014/10/1.jpg قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلا قَلِيلاً لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَhttp://majles.alukah.net/imgcache/2014/08/328.jpg[المؤمنون (112: 114) ] .
وقال :http://majles.alukah.net/imgcache/2014/08/325.jpgوَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ http://majles.alukah.net/imgcache/2014/10/1.jpg الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌhttp://majles.alukah.net/imgcache/2014/08/328.jpg[فاطر (34، 35) ] .
[463] وعن المُسْتَوْرِد بن شَدَّاد - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَا الدُّنْيَا في الآخِرَةِ إلا مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ أُصْبُعَهُ في اليَمِّ، فَلْيَنْظُرْ بِمَ يَرْجِعُ!» . رواه مسلم.
مثَّل - صلى الله عليه وسلم - زمان الدنيا في جانب زمان الآخرة، ونعيمها بنسبة الماء الملاصق بالأصبع إلى البحر، قال الله تعالى:http://majles.alukah.net/imgcache/2014/08/325.jpgفَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إلا قَلِيلٌhttp://majles.alukah.net/imgcache/2014/08/328.jpg[التوبة (38) ]
فأيها المحزون المكروب، المهموم المغموم، الخائف المبتلى، أبشر إن دخلت الجنة، فغمسة واحدة تكفي لغسل كل ما مضى من بلاء
ويأيها الظلوم أبشر بما يسوءك إن دخلت النار فغمسة واحدة تكفي لتنسى لذات الدنيا، وشهوة السلطة
اسأل الله السلامة والعافية كما اسأله حسن الخاتمة