عرفت الموسوعة العربية الكابالا بأنها: مذهب في تفسير الكتاب المقدس عند اليهود, يقوم على افتراض أن لكل كلمة ولكل حرف معنى خفيا, وتشتمل على أفكار ونظريات وثنية وفرعونية حول طبيعة الكون والخلق والبشر والقدر والروح, ولا يشترط في اعتناق هذه العقيدة كون الإنسان يهوديا. http://majles.alukah.net/imgcache/2014/02/39.jpg
لم يترك اليهود بابا من أبواب الفساد والإفساد في الأرض إلا دخلوه, كما لم يدعوا لونا من ألوان الكفر والشرك بالله إلا أقحموه في عقيدتهم وعقيدة من استطاعوا تحريفها ممن جاء بعدهم من الأمم, ليكونوا بذلك كما وصف الله تعالى في كتابه العزيز في أكثر من موضع: {وقالت اليهود عزير ابن الله.. } التوبة/30, {وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه..... } المائدة/18, {وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان.. } المائدة/64.
ولعل من أعظم أبواب نشر عقائد اليهود الباطلة في العصر الحديث هو الإعلام, حيث الشهرة والنجومية والعالمية, وذلك من خلال السينما والفن والرياضة والمسرح وغيرها, حيث اليد الصهيونية الطولى فيه والأكثر سيطرة على معظم أدواته, وما هوليوود إلا واحدة من أشهر هذه الوسائل لإغراء الناس باعتناق الكابالا.
وفي غمرة الفراغ الروحي والعاطفي والعلمي الذي يعيش فيه كثير من شباب وفتيات المسلمين, جراء الهزيمة النفسية التي يشعرون بها أمام اليهود والغرب عسكريا وفكريا, يترك هؤلاء الاقتداء بعظماء المسلمين وجهابذتهم, ويلهثون وراء تقليد مشاهير الفن والرياضة والسينما, ممن يُصنعون على أعين اليهود والغرب ورعايتهم, للتأثير على عقيدة المسلمين وتوحيدهم لله.
وقد انتشرت في الآونة الأخيرة بين شباب المسلمين في بعض البلاد العربية عادات وأفعال يقوم بها هؤلاء المشاهير, من أمثال لبس الشارة الحمراء حول معصم اليد, دون أن يدركوا إلى ما ترمز أو ماذا تعني, وهي في الحقيقة ترمز إلى اعتناق مذهب الكابالا اليهودي.
فما هو مذهب الكابالا؟؟ ومن هم أشهر من يعتنقنه في العصر الحديث؟؟ وما هي أهم معتقداته وأفكاره؟؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه في هذا التقرير.
التعريف:
عرفت الموسوعة العربية الكابالا بأنها: مذهب في تفسير الكتاب المقدس عند اليهود, يقوم على افتراض أن لكل كلمة ولكل حرف معنى خفيا, وتشتمل على أفكار ونظريات وثنية وفرعونية حول طبيعة الكون والخلق والبشر والقدر والروح, ولا يشترط في اعتناق هذه العقيدة كون الإنسان يهوديا.
وعرفها الدكتور عبد الوهاب المسيري في موسوعته اليهودية بأنها:
القبَّالاه: هي مجموعة التفسيرات والتأويلات الباطنية والصوفية عند اليهود, والاسم مُشتَّق من كلمة عبرية تفيد معنى التواتر أو القبول أو التقبل أو ما تلقاه المرء عن السلف، أي «التقاليد والتراث», وكان يُقصَد بالكلمة أصلاً تراث اليهودية الشفوي المتناقل فيما يعرف باسم «الشريعة الشفوية»، ثم أصبحت الكلمة تعني من أواخر القرن الثاني عشر، «أشكال التصوف والعلم الحاخامي المتطورة» وقد أطلق العارفون بأسرار القبَّالاه على أنفسهم لقب «العارفون بالفيض الرباني».
أي أنه يمكن اعتبار الكابالا نوعا من الصوفية اليهودية, ولا بد هنا من التمييز بين نمطين من التصوف, الأول منهما يدور في نطاق إطار توحيدي، ويَصدُر عن الإيمان بإله يتجاوز الإنسان والطبيعة والتاريخ، ومن ثم يؤمن بالثنائيات الدينية الفضفاضة (سماء/أرض ـ إنسان/طبيعة ـ إله/إنسان) وتتبدَّى هذه الرؤية في تدريبات صوفية يقوم بها المتصوف ليكبح جماح جسده تعبيرا عن حبه للإله وعن محاولته التقرب منه.
أما النمط الثاني من التصوف –وهو اليهودي- فيدور في إطار حلولي يصدر عن الإيمان بالواحدية الكونية, حيث يحل الإله في الطبيعة والإنسان والتاريخ ويتوحد معها ويصبح لا وجود له خارجها، وبدلا من التدريبات الصوفية التي يكبح بها الإنسان جسده ويطوع لها ذاته، يأخذ التصوف اليهودي شكل التفسيرات الباطنية وصنع التمائم والتعاويذ والبحث عن الصيغ التي يمكن من خلالها التأثير في الإرادة الإلهية، ومن ثم التحكم الإمبريالي في الكون, وهو تماما ما ترمي له الكابالا الصوفية اليهودية الحلولية.
الجذور والنشأة وأبرز الشخصيات
يمكن القول أن بداية نشأة التصوف اليهودي هي حلقات أتباع يوحنان بن زكاي, وهو معلم المشناه, وقد حاولت هذه الحلقات الغوص في أسرار الخلق وطبيعة العرش الإلهي, وقد ساهمت كتاباتهم في وضع أسس الأدب الصوفي اليهودي, والذي ازدهر في القرنين السابع والثامن.
ثم ظهر ضرب جديد من الصوفية اليهودية في كل من ألمانيا وإيطاليا في القرن الثاني عشر, وقد تسمى هؤلاء باسم (أتقياء ألمانيا), ومن أبرز أعلام هذه الاتجاه يهودا هيحاسيد (توفي عام 1217م) ويتكون هذا الاتجاه الصوفي من خليط من عقائد سفر يتسيرا, وأفكار أرسطية مشوهة وعقائد سحرية, كما أن للعقائد الصوفية المسيحية في أوربا أثر كبير في أتباع هذا المنهج, الذين لجأوا أيضا إلى التأمل التي أصبحت منذ ذلك الوقت أحد ثوابت الكابالا.
وأما الكابالا بمعناها الحالي فقد ظهرت في فرنسا, وكان من أهم العارفين بالقبَّالاه أبراهام بن داود وابنه إسحق الأعمى اللذان بدآ يتداولان كتاب الباهير (الذي ظهر أول ما ظهر في بروفانس؛ فرنسا) في القرن الثاني عشر, وانتقل مركز القبَّالاه بعد ذلك إلى إسبانيا حيث نشأت حلقات متصوفة تحاول أن تتواصل مع الإله من خلال التأمل في التجليات النورانية العشرة (سفيروت).
ومن أهم القبَّاليين (أبراهام بن شموئيل) (1240 ـ 1291), وقد وصلت الحركة القبَّالية إلى قمتها بظهور كتاب (الزوهار) الذي وضعه موسى دي ليون المتوفى عام 1305، والذي تستند إليه الأنساق القبَّالية التي ظهرت بعد ذلك, والتي تسمى (القبالاة النبوية), بينما ظهر مقابلا لها وهي القبالاة اللوريانية على يد إسحاق لوريا, وكانت مدينة جيرونا في قطالونيا من أهم مراكز القبَّالاه في إسبانيا, كما قام القبَّاليون بإنشاء مركز لهم في مدينة صفد في فلسطين عام 1421, كما أن للكابالا مركز في لوس أنجلوس مشهور ومعروف بنشاطاته وأفكاره.
ولا تخفى العلاقة الوطيدة بين الصهيوينة والكابالا, فالصهيونية في الأصل وريثة التراث القبالي في بنيتها, حيث لا تخرج الصهيونية في نهاية الأمر عن طبقة الحلولية اليهودية, كما أنها تؤمن بارتباط الشعب اليهودي بأرض الميعاد نتيجة الحلول الإلهي أو سريان روحه المقدسة فيهما.
أبرز المنتسبين للكابالا في العصر الحديث
من أبرز مشاهير الرياضة والفن ممن اعتنقوا مذهب الكابالا لاعب ريال مدريد السابق وكابتن المنتخب الانجليزى لكرة القدم (ديفيد بيكهام) وزوجته (فيكتوريا) التى اعتنقت المذهب متأثرة بزوجها, ومغنية البوب (مادونا) والتي أصبح اسمها بعد اعتناقها للمذهب (إستر), وهو اسم لملكة يهودية قديمة لها سفر باسمها في التوراة.
ومن أبرز معتنقي المذهب أيضا من مشاهير هوليوود: الممثل الأميركي آشتون كوتشر, و ديمى مور, و ناعومى كامبل, وباريس هلتون وريثة صاحب فنادق هليتون العالمية, و وينونا رايدر, و برباره سترايسند، إضافة إلى بول نيومن وهيو جاكمان و مايكل فيشر و برينتي سبيرز.. وغيرهم كثير.
ومن أبرز الفنانين العرب المشهورين المعتنقين لمذهب الكابالا, الفنان المصري العالمي عمر الشريف, فقد نشرت مجلة (Elle) الفرنسية تقريرا حول اعتناق عدد كبير من نجوم هوليوود مذهب (الكابالا) أو ما يعرف بالتصوّف اليهودي, والمفاجأة كانت أن الفنان المصري العالمي عمر الشريف ورد اسمه في القائمة، إلى جانب النجمة العالمية (مادونا) التي تعمل على التقرّب من الحاخامات في الولايات المتحدة وإسرائيل، وتقوم بحملة تبرعات لمراكز التصوّف اليهودي العالمي.
أهم الأفكار والمعتقدات
تعتبر الكابالا واحدة من أعقد الفلسفات الدينية, حيث تشتمل على رموز غامضة وباطنية, وتعتمد على طقوس من ممارسة السحر الأسود والشعوذة, وتقوم على افتراض أن لكل كلمة وحرف في التوراة معان خفية, وأن تلك المعاني السرية لا يمكن اكتشافها أو فك شفرتها إلا باستخدام الطرق العددية والصيغ الرياضية والتركيب الهندسية المرتبطة بالسحر والتنجيم والهرطقة, ولذلك وطيلة قرون طويلة لم يسمح إلا للرجال المتدينين جدا ممن ناهزوا الأربعين, وكرسوا حياتهم للدين اليهودي بدراستها ومعرفة حقيقتة الكابالا.
ومن أبرز أفكار ومعتقدات الكابالا:
1- يؤمن أصحاب مذهب الكابالا بأن الإنسان محاط بقوى شريرة، وينبغى مواجهتها والتغلب عليها بوسائل مختلفة، ومن ذلك وضع تعويذة الخيط الأحمر حول المعصم, وهو فى حقيقة الأمر أهم رمز من رموز هذا المذهب المنحرف.
ويزعم حاخامات الكابالا، أن الخيط الأحمر المصنوع من الصوف له قوة سحرية عجيبة، ويكفل حماية الفتاة التى تعقده حول معصمها من التصرفات الطائشة, ويبعد عنها تطفل سائق التاكسي ويزيد جاذبيتها.
2- يؤمنون بتناسخ الأرواح ويعتقدون أن روح الإنسان أزلية.
3- يعتقد أصحاب مذهب الكابالا بأن السحر منقول إلى البشر عن طريق الحكماء الذين نقلوه عن الأنبياء, ولذلك يتداخل السحر بالمذهب الكابالي تداخلي كبيرا.
4- لأتباع هذا المذهب كتاب خاص اسمه (زوهار) وهي كلمة آرامية تعني النور, وهو كتاب مشحون بالسحر البابلي وخرافات القرون الغابرة, ويقع في 23 مجلد, ويكتنفه الغموض والتعقيد, وهو مكتوب باللغة الآرامية وقد ترجم إلى الإنكليزية, لكنها ترجمة غير مفهومة ومشبعة بالألغاز والأحاجي المبهمة.
5- يشتهر المذهب بممارسة الرجم بالغيب, من خلال مجموعة من الأوراق (الطاروط), وهو أمر يتناسب مع السحر والشعوذة والطلاسم التي يقوم عليها المذهب.
ولعل أخطر ما في هذا المذهب أن رموزه قد غزت القنوات الإعلامية العربية بشكل مخيف, بل واخترقت أفلام الكارتون التي يشاهدوا أطفالنا, حيث يدسون السم باللهو واللعب والمرح دون أن ندري, وما عبارات: (باسم قوى الظلام) أو (باسم قوى الشر) إلا واحدة من تلك الاختراقات, كما أن أهم رموز الكابالا (وهو الشكل الهرمي في وسطه عين) مدسوس بمسلسل للأطفال يسمى (يوغي) ناهيك عن علامة قرون الشيطان في شارة سبايدر مان للأطفال, وكذلك الخيوط الحمراء في كثير من المسلسلات الأخرى.
فلم يعد الأمر مقتصرا على إغواء الشباب وإفساد عقيدتهم من خلال إغرائهم بتقليد نجوم الفن والرياضة المنتسبين للكابالا, بل تجاوزه إلى جيل المسلمين الجديد المتمثل بالأطفال, حيث يحاولون إفساد عقولهم وأخلاقهم منذ الصغر.
فماذا نحن فاعلون إزاء كل ذلك؟؟!!
|
