أصحاب الوجوه في المذهب الشافعي
المقصود بأصحاب الوجوه: الأصحاب الذين يقومون بعملية التخريج في المذهب، والتخريج له صورتان:
الأولى: أن يرد نصان مختلفان عن صاحب المذهب في صورتين متشابهتين، ولم يظهر بينهما ما يصلح فارقا، فينقل الأصحاب جوابه في كل صورة إلى الأخرى، فيحصل في كل صورة منهما قولان: منصوص، ومخرج، المنصوص في هذه المخرج في تلك، والمنصوص في تلك هو المخرج في هذه، فيقال فيهما قولان بالنقل والتخريج. والغالب في مثل هذا عدم إطباق الأصحاب على التخريج، بل منهم من يخرج، ومنهم من يبدي فرقا بين الصورتين.
الثانية: أن تجدّ مسألة للأصحاب لم يكن للإمام فيها حكم، فينظر الأصحاب في مسألة شبيهة بها، ويسووا بينهما في الحكم.
وقد جزم النووي وابن الصلاح ورجحا أن القول المخرّج لا ينسب للشافعي؛ لأنه ربما روجع الأصحاب فيه، فوجدوا فارقا.
هذا وقد وقع نزاع طويل بين الشافعية فيمن يعد من أصحاب الوجوه ومن لا يعد منهم، ويعتبر النووي من أكثر علماء المذهب اهتماما بهذه المسألة؛ فقد حاول في كتابه (تهذيب الأسماء واللغات) إحصاء أصحاب الوجوه في المذهب.
انظر: فتح العزيز [2/201،200]، أدب المفتي والمستفتي [ص98،97]، مقدمة المجموع [ص139]، مغني المحتاج [1/36].
رد: أصحاب الوجوه في المذهب الشافعي