مجموعة من الخطب المتنوعة (( دعوة للمشاركة ))
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: فاني لم أجد في الملتقى العلمي الممتع مجلسا مخصصا لجمع نتاج طلبة العلم من خطبهم ودروسهم العلمية، فأحببت أن أضع موضوعا جديدا أجمع فيه بعض الخطب التي ألقيتها في مسجدي عسى أن ينتفع بها البعض فتكون صدقة جارية لي وأتمنى من الاخوة المشاركة بخطبهم لكي ينتفع بعضنا من بعض.... وجزاكم الله خير
رد: مجموعة من الخطب المتنوعة (( دعوة للمشاركة ))
خطبة جمعة بعنوان ( نصائح غالية )
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102] .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء:1] .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأحزاب:70-71] .
أما بعد:
فأن النصيحة لها أهمية كبيرة في حياة المسلم فالمسلم باحتياج دائم للنصيحة مهما بلغ عمره ومهما بلغ منصبه فهذا الخليفة الصديق
رضي الله عنه وأرضاه يقول للناس في خطبة البيعة: إني قد وليت عليكم ولست بخيركم ، فإن أحسنت فأعينوني ، وإن أخطأت فقوموني,
لا تقل عمري كذا ولا منصبي كذا وانا خريج الكلية الفلانية ولا أحتاج النصيحة, كلنا نحتاج الى التذكير والنصح والارشاد فكل بني آدم خطاء كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم..
ثم ان النصيحة كلما كانت من عزيز علينا محب لنا تجد صداها في القلب واسعا وتأثيرها على النفس كبيرا وهذا أمر مجرب فنصيحة الاب الشفيق ليست كنصيحة العدو الشامت..
وهكذا كلما كان الناصح أقرب الى القلب كانت النصيحة أحب الى قلوبنا..
فاليوم أنقل لكم نصائح من عزيز على القلوب حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم
فهذه نصائح قيمة من النبي الكريم عليه الصلاة والسلام
الى جميع أفراد الامة
صغيرهم وكبيرهم, ذكرهم وأنثاهم, غنيهم وفقيرهم,
يقول صلى الله عليه وسلم:
اغتنم خمسا قبل خمس :
شبابك قبل هرمك
وصحتك قبل سقمك
وغناك قبل فقرك
وفراغك قبل شغلك
وحياتك قبل موتك
فهذه نصائح غالية من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وهي نصائح شاملة لجميع أفراد الامة..
للشباب وللكبار وللاقوياء والضعفاء وللاصحاء ولغير الاصحاء..
فلا يمكن لأحد ان يقول لا يشملني توجيه النبي صلى الله عليه وسلم, فان لم نكن من الشباب فنحن من الاصحاء والحمد لله والذي يقول اني ليست من الاصحاء فربما هو من الاغنياء والذي ليس كذلك فهو من الاحياء..
فالنصيحة الاولى للشباب باغتنام شبابهم قبل المشيب, اغنتام شبابهم في ماذا؟
الجواب اغتنام شبابهم في الطاعات قبل فوات الاوان الشائع ان كثيرا من الشباب وللاسف الشديد يفهم ان اغتنام الشباب يكون في اللعب والسياحة واذا قلت له ماذا تفعل يقول اغتنم شبابي..
طيب لماذا لا تصلي لماذا لا تصوم لماذا لا تحج؟
يجيب بعبارة .. بعدني شاب
وكأنه فهم ان الصلاة والصيام والحج وغيرها من العبادات هي لكبار السن فقط؟؟
اخوتي الشباب اسمعوا الى موعظة نبيكم الكريم واغتنوا شبابكم وقدموا لانفسكم قبل ان تندموا ولات ساعة مندم
ففي الشباب تستطيع ان تحفظ القران الكريم فبادر بحفظه قبل المشيب,
وفي الشباب تستطيع قيام الليل والمشي الى المساجد فبادر بذلك قبل ان ياتي يوم تمنع من ذلك بسبب الكبر
وفي الشباب تستطيع الحج بيسر وسهولة
وفي الشباب تستطيع الجهاد في سبيل الله
وفي الشباب تستطيع التطوع وصيام ثلاثة ايام من الشهر فبادر قبل ان يمنعك المشيب..
النصيحة والموعظة الثانية: لمن رزقهم الله تعالى هذه النعمة العظيمة:نعمة الصحة
قال صلى الله عليه سلم: وصحتك قبل سقمك, أي اغتنم صحتك قبل سقمك..
وانتم تعرفون ايها الاخوة فكلنا مر به المرض رزقني الله واياكم العافية في الدنيا والاخرة..
فمرض بسيط في البطن او رشح ووجع في الرأس ماذا يحصل بك؟؟
بالكاد تستطيع ان تصلي الفرض...
تريد أن تصلي النوافل لا تستطيع
تريد أن تحفظ آيات من القران لا تستطيع
ف( خذ من صحتك لمرضك ),كما قال الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما اشتغل حال الصحة بالطاعات بقدر يسد الخلل والنقص الحاصل بسبب المرض الذي قد تقعد عنها حال المرض.
وأما النصيحة الثالثة فهي للاغنياء فيا ايها الاغنياء اغتنوا المال الذي بين يديكم قبل ان يداهمكم الفقر...
ايها الغني المستطيع اذهب الى الحج قبل ان تتندم فاليوم عندك مال تستطيع ان تسافر وتتحمل المصاريف قبل ان ياتيك فقر وتتندم واعلم انك ستأثم ان استطعك الحج فلم تذهب لان الحج يجب على الفور كما رجحه كثير من أهل العلماء..
فبادر بالحج والعمرة..
واسرع بوقف صدقة جارية تدر عليك بالحسنات في حياتك وقبل وفاتك..
وأما الموعظة الرابعة: فهي لمن رزقه الله بالفراغ اذا استثمره في طاعة الله أما اذا استغل ذلك الفراغ بالمعاصي والهو واللعب فان ذلك الفراغ سيكون مشكلة من المشاكل التي تواجهك ايها المسلم..
لذلك علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تغتنم فراغنا قبل شغلنا..
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم..
أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم...
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العلمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
أما بعد: أيها الاخوة الكرام مازلنا مع النصائح المفيدة والحكم السديدة من ارشادات رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصلنا الى الموعظة الاخيرة في هذا الحديث وهي اغتنام الحياة بالاعمال الصالحة قبل ان ياتي الموت وعندها يتمنى المقصر لو انه ما قصر..
عندها يتمنى الغني لو انه زكى وانفق..
قال تعالى:
حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ .
فلعلينا أخوتي الاحبة أن نبادر بالاعمال الصالحة قبل فوات الاوان
وفقني الله واياكم لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
رد: مجموعة من الخطب المتنوعة (( دعوة للمشاركة ))
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أنس بن جمال
خطبة جمعة بعنوان ( نصائح غالية )
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102] .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء:1] .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأحزاب:70-71] .
أما بعد:
فأن النصيحة لها أهمية كبيرة في حياة المسلم فالمسلم باحتياج دائم للنصيحة مهما بلغ عمره ومهما بلغ منصبه فهذا الخليفة الصديق
رضي الله عنه وأرضاه يقول للناس في خطبة البيعة: إني قد وليت عليكم ولست بخيركم ، فإن أحسنت فأعينوني ، وإن أخطأت فقوموني,
لا تقل عمري كذا ولا منصبي كذا وانا خريج الكلية الفلانية ولا أحتاج النصيحة, كلنا نحتاج الى التذكير والنصح والارشاد فكل بني آدم خطاء كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم..
ثم ان النصيحة كلما كانت من عزيز علينا محب لنا تجد صداها في القلب واسعا وتأثيرها على النفس كبيرا وهذا أمر مجرب فنصيحة الاب الشفيق ليست كنصيحة العدو الشامت..
وهكذا كلما كان الناصح أقرب الى القلب كانت النصيحة أحب الى قلوبنا..
فاليوم أنقل لكم نصائح من عزيز على القلوب حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم
فهذه نصائح قيمة من النبي الكريم عليه الصلاة والسلام
الى جميع أفراد الامة
صغيرهم وكبيرهم, ذكرهم وأنثاهم, غنيهم وفقيرهم,
يقول صلى الله عليه وسلم:
اغتنم خمسا قبل خمس :
شبابك قبل هرمك
وصحتك قبل سقمك
وغناك قبل فقرك
وفراغك قبل شغلك
وحياتك قبل موتك
فهذه نصائح غالية من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وهي نصائح شاملة لجميع أفراد الامة..
للشباب وللكبار وللاقوياء والضعفاء وللاصحاء ولغير الاصحاء..
فلا يمكن لأحد ان يقول لا يشملني توجيه النبي صلى الله عليه وسلم, فان لم نكن من الشباب فنحن من الاصحاء والحمد لله والذي يقول اني ليست من الاصحاء فربما هو من الاغنياء والذي ليس كذلك فهو من الاحياء..
فالنصيحة الاولى للشباب باغتنام شبابهم قبل المشيب, اغنتام شبابهم في ماذا؟
الجواب اغتنام شبابهم في الطاعات قبل فوات الاوان الشائع ان كثيرا من الشباب وللاسف الشديد يفهم ان اغتنام الشباب يكون في اللعب والسياحة واذا قلت له ماذا تفعل يقول اغتنم شبابي..
طيب لماذا لا تصلي لماذا لا تصوم لماذا لا تحج؟
يجيب بعبارة .. بعدني شاب
وكأنه فهم ان الصلاة والصيام والحج وغيرها من العبادات هي لكبار السن فقط؟؟
اخوتي الشباب اسمعوا الى موعظة نبيكم الكريم واغتنوا شبابكم وقدموا لانفسكم قبل ان تندموا ولات ساعة مندم
ففي الشباب تستطيع ان تحفظ القران الكريم فبادر بحفظه قبل المشيب,
وفي الشباب تستطيع قيام الليل والمشي الى المساجد فبادر بذلك قبل ان ياتي يوم تمنع من ذلك بسبب الكبر
وفي الشباب تستطيع الحج بيسر وسهولة
وفي الشباب تستطيع الجهاد في سبيل الله
وفي الشباب تستطيع التطوع وصيام ثلاثة ايام من الشهر فبادر قبل ان يمنعك المشيب..
النصيحة والموعظة الثانية: لمن رزقهم الله تعالى هذه النعمة العظيمة:نعمة الصحة
قال صلى الله عليه سلم: وصحتك قبل سقمك, أي اغتنم صحتك قبل سقمك..
وانتم تعرفون ايها الاخوة فكلنا مر به المرض رزقني الله واياكم العافية في الدنيا والاخرة..
فمرض بسيط في البطن او رشح ووجع في الرأس ماذا يحصل بك؟؟
بالكاد تستطيع ان تصلي الفرض...
تريد أن تصلي النوافل لا تستطيع
تريد أن تحفظ آيات من القران لا تستطيع
ف( خذ من صحتك لمرضك ),كما قال الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما اشتغل حال الصحة بالطاعات بقدر يسد الخلل والنقص الحاصل بسبب المرض الذي قد تقعد عنها حال المرض.
وأما النصيحة الثالثة فهي للاغنياء فيا ايها الاغنياء اغتنوا المال الذي بين يديكم قبل ان يداهمكم الفقر...
ايها الغني المستطيع اذهب الى الحج قبل ان تتندم فاليوم عندك مال تستطيع ان تسافر وتتحمل المصاريف قبل ان ياتيك فقر وتتندم واعلم انك ستأثم ان استطعك الحج فلم تذهب لان الحج يجب على الفور كما رجحه كثير من أهل العلماء..
فبادر بالحج والعمرة..
واسرع بوقف صدقة جارية تدر عليك بالحسنات في حياتك وقبل وفاتك..
وأما الموعظة الرابعة: فهي لمن رزقه الله بالفراغ اذا استثمره في طاعة الله أما اذا استغل ذلك الفراغ بالمعاصي والهو واللعب فان ذلك الفراغ سيكون مشكلة من المشاكل التي تواجهك ايها المسلم..
لذلك علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تغتنم فراغنا قبل شغلنا..
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم..
أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم...
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العلمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
أما بعد: أيها الاخوة الكرام مازلنا مع النصائح المفيدة والحكم السديدة من ارشادات رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصلنا الى الموعظة الاخيرة في هذا الحديث وهي اغتنام الحياة بالاعمال الصالحة قبل ان ياتي الموت وعندها يتمنى المقصر لو انه ما قصر..
عندها يتمنى الغني لو انه زكى وانفق..
قال تعالى:
حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ .
فلعلينا أخوتي الاحبة أن نبادر بالاعمال الصالحة قبل فوات الاوان
وفقني الله واياكم لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فكرة جميلة ننتظر المزيد و منكم نستفيد
رد: مجموعة من الخطب المتنوعة (( دعوة للمشاركة ))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهمية الاستجابة لامر الله والرسول:
قَالَ تَعَالَى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ , وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا}
وقال سبحانه:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} .
يأمر تعالى عباده المؤمنين بما يقتضيه الإيمان منهم وهو الاستجابة لله وللرسول، أي: الانقياد لما أمرا به والمبادرة إلى ذلك والدعوة إليه، والاجتناب لما نهيا عنه، والانكفاف عنه والنهي عنه.
ثم حذر عن عدم الاستجابة لله وللرسول فقال: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} فإياكم أن تردوا أمر الله أول ما يأتيكم، فيحال بينكم وبينه إذا أردتموه بعد ذلك، وتختلف قلوبكم، فإن الله يحول بين المرء وقلبه، يقلب القلوب حيث شاء ويصرفها أنى شاء.
وما أحسنَ ما قالَ الإمامُ مالكٌ - رحمه الله - لِرجُلٍ أرادَ أن يُحرمَ قبل ذي الحُلَيْفة: لَا تفعل , فإني أخشي عليك الفتنة , فقال: وأيُّ فتنةٍ في هذه؟ , وإنما هي أميالٌ أَزِيدُها! , قال: وأيًّ فتنةٍ أعظمُ من أن ترى أنكَ سَبقتَ إلى فضيلةٍ قَصُرَ عنها رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ , إني سمعتُ اللهَ يقول: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
فالخير كل الخير في الاستجابة السريعة لاوامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والامثلة على ذلك كثير:
فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال:
لما نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير}
قال: فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم بركوا على الركب ,
فقالوا: يا رسول الله، كلفنا من الأعمال ما نطيق، الصلاة , والصيام , والجهاد , والصدقة، وقد أنزلت عليك هذه الآية , ولا نطيقها) وفي رواية: (يا رسول الله هلكنا , [إنا] كنا نؤاخذ بما تكلمنا وبما نعمل , فأما قلوبنا فليست بأيدينا)
(فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم: سمعنا وعصينا؟، بل قولوا: سمعنا وأطعنا، غفرانك ربنا وإليك المصير "، فقالوا: سمعنا وأطعنا , غفرانك ربنا وإليك المصير، فلما اقترأها القوم , ذلت بها ألسنتهم) (فألقى الله الإيمان في قلوبهم)
(فأنزل الله في إثرها: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون، كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله، وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير} فلما فعلوا ذلك , " نسخها الله تعالى فأنزل: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا}) (قال: قد فعلت , {ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا} قال: قد فعلت) {ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به} قال: نعم) ({واعف عنا واغفر لنا وارحمنا , أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين} قال: قد فعلت) (فتجوز لهم عن حديث النفس , وأخذوا بالأعمال ")
انظروا ايها الاخوة الى سرعة امتثال الصحابة الكرام رضي الله عنهم وكيف خفف الله على الامة بسبب سرعة امتثالهم,
اما عند عدم الامتثال فالامر مختلف :
فبني اسرائيل عندما لم يمتثلوا للامر وشددوا على انفسهم شدد الله عليهم وحرم عليهم طيبات احلت لهم
فقال لهم موسى اذبحوا بقرة فلوا ذبحوا بقرة لكان خيرا لهم لكنهم لم يمتثلوا باول الامر فشددوا على انفسهم
والقصة مشهورة معروفة.
لذلك نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كثرة السؤال وامرنا بتفيذ الاوامر والانتهاء عن النواهي فقال عليه الصلاة والسلام:
ذروني ما تركتكم فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم إذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فاتوا منه ما استطعتم "
وهذا مثال آخر
وعن المسيب بن حزن رضي الله عنه قال:
(جاء أبي حزن إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما اسمك؟ " ,
قال: حزن (قال: " بل أنت سهل ")
(قال: لا أغير اسما سمانيه أبي) والسهل يوطأ ويمتهن
(قال سعيد ابن المسيب: فما زالت الحزونة فينا بعد) .
فالخير العظيم في الاستجابة والندم كل الندم في عدم الاستجابة
وهذا رجل خسر خسارة عظيمة لانه تكبر ولم يطع ابا القاسم
عن سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - قال:
(أكل رجل عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشماله , فقال: " كل بيمينك " , قال: لا أستطيع - ما منعه إلا الكبر - قال: " لا استطعت ")
قال: فما وصلت يمينه إلى فمه بعد .