آيتان ظاهرهما التعارض موضوعهما عن " هل الإهلاك يكون للقوم الظالمين أم الصالحين " ؟؟؟
السلام عليكم
الآية الأولى:
" قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (47) " سورة الأنعام
الآية الثانية:
" وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25) " سورة الأنفال
فالأولى تقول: لا يُهلَك إلا القوم الظالمون
والثانية تقول: احذروا فتنة تصيب الظالم منكم والصالح
كيف نجمع بينهما ؟؟
رد: آيتان ظاهرهما التعارض موضوعهما عن " هل الإهلاك يكون للقوم الظالمين أم الصالحين "
وفقك الله.
أجاب الفخر الرازي رحمه الله عن هذا السؤال، فقال في تفسيره:
"فإن قيل : فما المراد بقوله : ( هل يهلك إلا القوم الظالمون ) مع علمكم بأن العذاب إذا نزل لم يحصل فيه التمييز .
قلنا : إن الهلاك وإن عم الأبرار والأشرار في الظاهر ، إلا أن الهلاك في الحقيقة مختص بالظالمين الشريرين ، لأن الأخيار يستوجبون بسبب نزول تلك المضار بهم أنواعا عظيمة من الثواب والدرجات الرفيعة عند الله تعالى ، فذاك وإن كان بلاء في الظاهر ، إلا أنه يوجب سعادات عظيمة ؟"
أما الظالمون ، فإذا نزل البلاء بهم فقد خسروا الدنيا والآخرة معا ، فلذلك وصفهم الله تعالى بكونهم هالكين وذلك تنبيه على أن المؤمن التقي النقي هو السعيد ، سواء كان في البلاء أو في الآلاء والنعماء وأن الفاسق الكافر هو الشقي ، كيف دارت قضيته واختلفت أحواله ، والله أعلم ."