ما صحة هذا الحديث في تأييد ايمان ابي طالب
السلام عليكم
ما صحة هذا الحديث الذي اخرجه ابن سعد في طبقاته واحتج به السيوطي في التعظيم والمنة
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ. أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَرْجُو لأَبِي طَالِبٍ؟ قَالَ: كُلُّ الْخَيْرِ أَرْجُو مِنْ رَبِّي
رد: ما صحة هذا الحديث في تأييد ايمان ابي طالب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . بارك الله فيك أخي .
الأثر منقطع بين إسحاق بن عبد الله والعباس رضي الله عنه . وعليه فلا يصح ، والمحفوظ عنه ما سيأتي وعلَّمت عليه باللون الأحمر.
ومذهب السيوطي معروف في هذه المسألة ، وقد جانبه الصواب رحمه الله ، وعفا الله عنا وعنه ، وأتذكر كلمة رائعة للحافظ ابن حجر في كتابه الفذ ( الإصابة في تمييز الصحابة ) وهي قوله رحمه الله في ترجمة أبي طالب : ونحن نرجو أن يدخل عبد المطلب وآل بيته في جملة من يدخلها طائعا فينجو ، لكن ورد في أبي طالب ما يدفع ذلك وهو ما تقدم من آية براءة وما ورد في الصحيح عن العباس بن عبد المطلب أنه قال للنبي صلى الله عليه و سلم : ما أغنيت عن عمك أبي طالب ؛ فإنه كان يحوطك ويغضب لك ؟ فقال : هو في ضحضاح من النار ، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل . فهذا شأن من مات على الكفر، فلو كان مات على التوحيد لنجا من النار أصلا ، والأحاديث الصحيحة والأخبار المتكاثرة طافحة بذلك ، وقد فخر المنصور على محمد بن عبد الله بن الحسن لما خرج بالمدينة وكاتبه المكاتبات المشهورة ، ومنها في كتاب المنصور : وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم وله أربعة أعمام فآمن به اثنان أحدهما أبي وكفر به اثنان أحدهما أبوك.
والحافظ ابن حجر أورده في القسم الرابع ( الذي لا تثبت صحبته بتاتا ) إما لغلط في الرواية ، أو تصحيف وقع فيه بعض العلماء فذكره بعضهم في الصحابة ولم ينتبه للغلط أو التصحيف ، وإما أورده ليرد على قائله الذي أثبت صحبته لأدلة واهية، ولقد أشار الحافظ ابن حجر لسبب ذكره في القسم الرابع من الإصابة فقال : قال ابن عساكر في صدر ترجمته : قيل : إنه أسلم ولا يصح إسلامه . ولقد وقفت على تصنيف لبعض الشيعة أثبت فيه إسلام أبي طالب . ثم ذكر كلامه وأخذ رحمه الله يرد على ذاك الرافضي ، ثم قال كلمتة الرائعة التي نقلتها لك ، بارك الله فيكم .