-
صارع ركانة فصرعه
حديث : " صارع ركانة فصرعه " رواه أبو داود ( ص 425 ) .
قال الألبانى فى "إرواء الغليل" 5/329 :
* حسن .
أخرجه البخارى فى " التاريخ الكبير " ( 1/1/82/221 ) و أبو داود ( 4078 ) و كذا
الترمذى ( 1/329 ـ 330 ) و الحاكم ( 3/452 ) من طريق أبى الحسن العسقلانى عن
أبى جعفر بن محمد بن على بن ركانة عن أبيه :
" أن ركانة صارع النبى صلى الله عليه وسلم , فصرعه النبى صلى الله عليه وسلم
قال ركانة : و سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول : فرق ما بيننا و بين
المشركين العمائم على القلانس " <1> .
و ضعفه الترمذى بقوله :
" حديث غريب , و إسناده ليس بالقائم , و لا نعرف أبا الحسن العسقلانى و لا ابن
ركانة " .
و قال ابن حبان : " فى إسناده نظر " .
ذكره الحافظ فى ترجمة ركانة من " الإصابة " .
و للحديث شاهد مرسل صحيح أخرجه البيهقى ( 10/18 ) من طريق موسى بن إسماعيل عن
حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير :
" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بالبطحاء , فأتى عليه يزيد بن ركانة ,
أو ركانة بن يزيد , و معه أعنز له , فقال له : يا محمد هل لك أن تصارعنى ? فقال
: ما تسبقنى ? قال : شاة من غنمى , فصارعه , فصرعه , فأخذ شاة قال ركانة : هل
لك فى العود ? قال : ما تسبقنى ? قال : أخرى , ذكر ذلك مرارا , فقال : يا محمد
, و الله ما وضع أحد جنبى إلى الأرض , و ما أنت الذى تصرعنى فأسلم , و رد عليه
رسول الله صلى الله عليه وسلم غنمه " .
و قال البيهقى : " و هو مرسل جيد , و قد روى بإسناد آخر موصولا , إلا أنه ضعيف
و الله أعلم " ـ يشير إلى الذى قبله ـ .
و قد تعقبه ابن التركمانى بقوله : " و كيف يكون جيدا , و فى سنده حماد بن سلمة
, قال فيه البيهقى فى " باب من مر بحائط إنسان " : ليس بالقوى , و فى " باب من
صلى و فى ثوبه أو نعله أذى " : مختلف فى عدالته " .
قال الألبانى : و هذا من البيهقى تعنت ظاهر , لا أدرى كيف صدر منه , و من
الغريب أن ابن التركمانى الذى ينكر على البيهقى قوله فى هذا المرسل " جيد " كان
قد تعقبه فى الموضع الثانى من الموضعين اللذين أشار إليهما , و أحسن الرد عليه
فى تعنته فقال ( 2/402 ـ 403 ) :
" أساء القول فى حماد , فهو إمام جليل ثقة ثبت , و هذا أشهر من أن يحتاج إلى
الاستشهاد عليه , و من نظر فى كتب أهل هذا الشأن , عرف ذلك . قال ابن المدينى :
من تكلم فى حماد بن سلمة , فاتهموه فى الدين ... " .
و هذا حق , فهل نسى ابن التركمانى ذلك فى هذا الحديث , أم هو تعقب البيهقى
بكلامه ملزما إياه به , و إن كان التركمانى لا يراه . أغلب الظن عندى الثانى .
و الله أعلم .
ثم إن الحديث قد روى موصولا , فأخرجه الخطيب فى " المؤتلف " من طريق أحمد بن
عتاب العسكرى حدثنا حفص بن عمر حدثنا حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن سعيد بن
جبير عن ابن عباس قال : فذكره مثله , إلا أنه جعل السبق مائة فى المرات الثلاث
بدل الواحدة .
ذكره الحافظ فى ترجمة " يزيد بن ركانة " من " الإصابة " .
و حفص بن عمر هو أبو عمر الضرير الأكبر البصرى , و هو ثقة حافظ , فزيادته على
موسى بن إسماعيل ـ و هى الوصل ـ مقبولة ,و الراوى عنه أحمد بن عتاب هو المروزى
.
قال أحمد بن سعيد بن سعدان:" شيخ صالح , روى الفضائل و المناكير " .
و تعقبه الذهبى بقوله :
" قلت : ما كل من روى المناكير بضعيف , و إنما أوردت هذا الرجل لأن يوسف
الشيرازى الحافظ , ذكره فى الجزء الأول من " الضعفاء " من جمعه " .
قال الألبانى : و يعنى أنه ليس بضعيف .
و تابعه العسقلانى على ذلك .
فهذا الإسناد أقل أحواله عندى أنه حسن , و الله أعلم .
ثم رأيت العلامة ابن القيم قد أورد الحديث فى كتابه " الفروسية " من طريق سعيد
ابن جبير المرسلة برواية البيهقى , ثم قال ( ص 33 ) :
" و قد روى بإسناد آخر موصولا , فقال أبو الشيخ فى " كتاب السبق " له : حدثنا
إبراهيم بن على المقرى عن حماد عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس .
فذكره , هذا إسناد جيد متصل " .
قال الألبانى : فقد توبع عليه حفص بن عمر , و أحمد بن عتاب , فالحديث صحيح ,
لكنى لم أعرف إبراهيم بن على المقرى , و لا رأيته فى " الطبقة العاشرة و الحادى
عشرة " من كتاب " طبقات المحدثين بأصبهان " لأبى الشيخ ,و هى طبقة شيوخه ,
و لا أعتقد أن فيهم من أدرك حماد بن سلمة , و أرى أن فى السند سقطا و تحريفا .
و الله أعلم .
ثم رأيت الحديث فى " التلخيص " (4/162 ) من طريق أبى الشيخ من رواية عبد الله
ابن يزيد المدنى عن حماد به . و إسناده ضعيف . انتهى .
فتبين أن السقط هو المدنى هذا , و الله أعلم .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] ذكره السيوطى بنحوه من رواية الباوردى عن ركانة , و زاد : " يعطى يوم
القيامة بكل كورة بدورها على رأسه نورا " . و ما أظنها إلا موضوعة . اهـ .\
-
رد: صارع ركانة فصرعه
الحديث رواه أبو الحسن العسقلاني عن : أبي جعفر بن محمد بن علي بن ركانة، عن أبيه : أن ركانة صارع النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ فصرعه النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قال ركانة : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول : « إن فرق ما بيننا وبين المشركين العمائم على القلانس » .
أخرجه البخاري في « التاريخ الكبير » ( 1 / 82 ) و ( 3 / 337 )، وأبو داود في « السنن » ( 4 / 54 / رقم 4078 ) - ومن طريقه : الخطيب البغدادي في « الجامع لأخلاق الراوي » ( 1 / 384 / رقم 891 )، والبيهقي في « شعب الإيمان » ( 5 / 175 / رقم 6258 ) - ، والترمذي في « الجامع » ( 4 / 347-348 / رقم 1785 )، وابن سعد في « الطبقات الكبرى » ( 1 / 374 )، وأبو يعلى في « المسند » ( 3 / 5 / رقم 1412 )، والطبراني في « المعجم الكبير » ( 5 / 71 / رقم 4614 )، والحاكم في « المستدرك » ( 3 / 452 ) .
قال البخاري : « إسناده مجهول لا يعرف سماع بعضه من بعض » .
وقال الترمذي : « هذا حديث غريب، وإسناده ليس بالقائم، ولا نعرف أبا الحسن العسقلاني ولا ابن ركانة » .
وقال الذهبي : « أبو جعفر بن محمد بن ركانة المطلبي، عن أبيه : أن ركانة صارع النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يُعرف، تفردّ عنه : أبو الحسن العسقلاني فمن أبو الحسن ؟! » ( الميزان 7 / 349 ) .
وقال الشوكاني : « في إسناده : أبو الحسن العسقلاني، وهو مجهول » ( نيل الأوطار 8 / 255 ) .
وقد رواه حماد - هو : ابن سلمة - عن : عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان بالبطحاء، فأتى عليه يزيد بن ركانة - أو ركانة بن يزيد - ومعه أَعْنُزٌ له، فقال له : يا محمد ! هل لك أن تصارعني ؟
فقال : « ما تُسَبِّقُني ؟ » .
قال شاة من غنمي .
فصارعه النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ فصرعه، فأخذ شاة، فقام ركانة، فقال : هل لك في العودة ؟
قال : « ما تُسَبِّقُني ؟ » .
قال : أخرى .
فصارعه النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ فصرعه .
فقال له مثل ما قال .
قال : « ما تُسَبِّقُني ؟ » .
قال : أخرى .
فصارعه النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ فصرعه .
فقال : يا محمد ! والله ! ما وضع جنبي أحد إلى الأرض، وما أنت بالذي تصرعني فَأَسْلَمَ، وردّ عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غنمه .
أخرجه أبو داود في « المراسيل » ( 377-378 / رقم 299 )، قال : حدثنا موسى بن إسماعيل، قال : حدثنا حماد، به .
وقد خالف موسى بنَ إسماعيل حفص بن عمر، فرواه عن : حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال : جاء يزيد بن ركانة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه ثلاث مئة من الغنم، فقال : يا محمد ! هل لك أن تصارعني ؟
قال : « وما تجعل لي إن صرعتك ؟ » .
قال : مئة من الغنم .
فصارعه؛ فصرعه .
ثم قال : هل لك في العود ؟
فقال : « ما تجعل لي ؟ » .
قال : مئة أخرى .
فصارعه؛ فصرعه، وذكر الثالثة .
فقال : يا محمد ! ما وضع جنبي في الأرض أحد قبلك، وما كان أحد أبغض إلي منك، وأنا أشهد أن لا اله إلا الله، وأنك رسول الله .
فقام عنه، وردّ عليه غنمه .
أخرجه الخطيب في « المؤتلف والمختلف » - كما في « الإصابة » لابن حجر ( 6 / 655 ) - من طريق : أحمد بن عتاب العسكري، قال : حدثنا حفص بن عمر، به .
وهذا الإسناد منكر؛ أحمد بن عتاب العسكري له مناكير .
ولكن تابع حفص بنَ عمر : عبد الله بن يزيد المدني .
أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في « كتاب السبق » كما في « الفروسية » لابن القيم ( ص 201 )، و « التلخيص الحبير » لابن حجر ( 4 / 162 ) .
وعبد الله بن يزيد هذا ضعيف .
فالوجه الأول هو المحفوظ، ولا يصح؛ لإرساله؛ فإن سعيد بن جبير لم يدرك ركانة .
ورواه معمر بن راشد عن : يزيد بن أبي زياد، قال : أحسبه عن عبد الله بن الحارث، قال : صارع النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا ركانة في الجاهلية - وكان شديدًا - ، فقال : شاة بشاة .
فصرعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال أبو ركانة : عاودني .
فصارعه؛ فصرعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيضًا .
فقال : عاودني في أخرى .
فعاوده؛ فصرعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيضًا .
فقال : وشاة تكسرت، فماذا أقول للثالثة ؟!
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : « ما كنا لنجمع عليك أن نصرعك ونغرمك، خذ غنمك » .
أخرجه عبد الرزاق في « المصنف » ( 11 / 427 / رقم 20909 )، ومن طريقه أبو الشيخ الأصبهاني في « كتاب السبق » كما في « الفروسية » لابن القيم ( ص 200 )، و « التلخيص الحبير » لابن حجر ( 4 / 162 ) .
وإسناده منكر؛ يزيد بن أبي زياد ضعيف .
فالمحفوظ : مرسل سعيد بن جبير، والله أعلم .
قال ابن حبان في ركانة : « يقال إنه صارع النبي - صلى الله عليه وسلم - وفى إسناد خبره نظر » ( الثقات 3 /130 ) .
وقال النووي : « الحديث في المصارعة ضعيف » ( تهذيب الأسماء 2 / 456 ) .
فيتبّن من ذلك : أنه لم يصح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صارع أحدًا، قال عبد الغني المقدسي عن حديث ركانة : « هذا أمثل ما روي في مصارعة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فأما ما روى في مصارعته - صلى الله عليه وسلم - أبا جهل، فلا أصل له » ( انظر : تهذيب الأسماء للنووي 1 / 190، والتلخيص الحبير لابن حجر 4 / 163 ) .
منقول من أبو المنهال الأبيضي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=73876