تَنْبِيهُ القَارِي إِلَى تَصْحِيفٍ وَقَعَ في فَتْحِ البَارِي لِلْعَسْقَلَانِ ي
إنَّ الحمدَ لله ، نحمدُهُ ونستعينهُ ، ونستغفرهُ ، ونعوذُ باللهِ من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ﷺ .
(ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ) سورة آل عمران ؛ الآية : 102 .
(ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ) سورة النِّساء ؛ الآية : 01 .
(ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ) سورة الأحزاب ؛ الآية : 70 .
أمَّا بعد: فإنَّ خيرَ الحديثِ كتابُ الله وخيرَ الهدى هدى محمدٍ ﷺ ، وشرّ الأمورِ محدثاتها وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وكلُّ ضَلالَةٍ في النَّار.
يقول الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى في ((هدي الساري)) ص452 : (يحيى بن عبد الله بن بكير المصري، وقد يُنسب إلى جَدِّه، لَقِيَهُ البخاري، وحدَّث أيضاً عن رجل عنه، وروى عن مالك في الموطأ، وأكثر عن اللَّيث، قال ابن عدي: هو أثبت النَّاس فيه. وقال أبو حاتم: كان يفهم هذا الشأن، يُكتب حديثه. وَقَالَ مُسْلِم تُكُلِّمَ في سَمَاعِهِ عن مَالِكٍ لأنَّهُ كَانَ بِعَرْضِ حَدِيث وَضَعَّفَهُ النَّسَائِي مُطْلَقًا) .
والصَّحيح : " لأنَّهُ كَانَ بِعَرْضِ حَبِيب " ، فتصحَّفت كلمة حَبِيب إلى كلمة حَدِيث .
وحبيب هو ابن أبي حبيب كاتب مالك وقارئه ، وبقراءته سمع النَّاسُ الموطأ. مدني انتقل إلى مصر، وعدَّه بعضهم في المِصْرِيين لأنَّه تُوفي بها.
روى عن مالك غير شيء، الموطأ والفقه وكثيراً من الحديث وغيره.
ضعَّفه ابن حنبل وابن معين والنَّسائي وأبو حاتم الرازي وكَذَّبوه وذَمُّوه .
وقال ابن معين: حبيب الذي بمصر كان يقرأ على مالك ويُخَطْرِفُ للنَّاسِ ويصفح ورقتين . سألوني عنه فقلت: ليس بشيء. وبقراءته سمع ابن بُكير. وهو شَرُّ العَرْض".
وعبارة : ويُخَطْرِفُ للنَّاسِ ويصفح ورقتين ؛ تصحَّفت أيضا في (تهذيب التهذيب) 181/2 إلى (كان يقرأ على مالك خطوط النَّاس !!) .
أنظر ترجمة حبيب بن أبي حبيب في : تاريخ يحيى برواية الدوري : 97/2 ، والجرح والتعديل ، 3 / الترجمة 466 ، والمجروحين لابن حبان : 265/1 ، وتهذيب الكمال 367/5 ، والكاشف للذهبي: 202/1 ، وسير أعلام النبلاء: 31/11 ، وميزان الاعتدال : 452/1 ، والمغني : 1 / الترجمة 1287 ، وديوان الضعفاء ، الترجمة 823 والوافي بالوفيات : 292/11 ، وتهذيب التهذيب: 181/2 ، وحسن المحاضرة 284/1، وخلاصة الخزرجي : 1 / الترجمة 1200.
والعبارة المُصَحفة في (هدي الساري) صحَّفها أيضا الشيخ سمير بن أمين الزُّهيري المصري !! في تحقيقه !!لرسالة ((التَّسوية بين حدَّثنا وأخبرنا وذكر الحُجَّة فيه من الكتاب والسُّنَّة)) وذلك في هامش ص 23 .
فقال : (وَقَالَ مُسْلِم تُكُلِّمَ في سَمَاعِهِ عن مَالِكٍ لأنَّهُ كَانَ يَعْرِضُ !! حَدِيث وَضَعَّفَهُ النَّسَائِي مُطْلَقًا) . بدل (بٍعَرْضِ حَدِيث) .
ثُمَّ قال !! ص 23: " قلت : أمَّا عن سماعه عن مالك ، فقد قال بقيٌّ : (إنَّه سمع ((الموطأ)) سبع عشرة مرة) ؛ فإن كان يسمع في بعضها ويعرض في بعضها فلا بأس بذلك !! ورسالة الإمام الطحاوي هذه في إثبات صحة العرض . وهذا هو رأي الإمام مالك أيضا ، وفي هذا الأثر ما يدل على أنَّ ابن بُكير كان ورعًا !! ، فهو يسأل الإمام مالك ما يقول في العرض !!) اﻫ . هكذا !!
والنَّاظر في غلاف رسالة (التَّسوية) يجد : حققه ، وكتب حواشيه ، وضبط نصَّه سمير بن أمين الزهيري !!
وقد اعتمد في تحقيقه على منتسخة (تشستربتي) وعنها صورة في المكتبة المركزية لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تحت رقم (3495) ضمن مجموع ، وكذا عنها صورة في مكتبة الجامعة الأردنية ، وعدد أوراقها 7 ورقات من (116-122) . وعدد الأسطر 17 سطرا . وكتبها بخط نسخي جميل جدا محمد بن شكر الشافعي سنة 738 ﻫ .
ومع ذلك وقع له فيها هَنَات وزلاَّت ...
مثال ذلك : في (ل5/ب) سقط له حديث من المفروض أن يكون الحديث رقم 17 وهو :
وكما حدثنا أبو أمية حدثنا عمر بن حفص نا أبي نا الأعمش قال : قلت لزيد أنَّه بلغني أنَّ أبا الدرداء قال أشهد لحدَّثنيه أبو ذر بالرَّبَذَة ) .
وقد أكرمني ربي سبحانه وتعالى فظفرت على نسخة خطية ثانية للرسالة وهي من محفوظات المكتبة الظاهرية برقم : 341 ضمن مجموع (92) من (296-302) ، وعنها صورة في مكتبة الجامعة الأردنية . وهي أقدم من منتسخة تشستربتي وعليها سماعات ، ومقروءة على جمع من العلماء . ومثبت في أولها سندها ، ورجاله كلهم ثقات .
رد: تَنْبِيهُ القَارِي إِلَى تَصْحِيفٍ وَقَعَ في فَتْحِ البَارِي لِلْعَسْقَلَانِ ي
بارك الله فيك على هذا التنبيه
وفي النص المنقول تصحيف آخر فاتك التنبيه عليه وهو تصحيف مسلمة-وهو ابن قاسم صاحب كتاب الصلة- إلى مسلم. وكل هذا التصحيف آفته النُّساخ أوالطابعون، وليس لابن حجر فيه نصيب فقد جاءت العبارة كلها على الصواب في كتابه الآخر تهذيب التهذيب. فربما أوهم عنوانك أن التصحيف المذكور وقع من صاحب الكتاب فلو قيدته بالمطبوع كأن تقول: طبعة فتح الباري أو المطبوع من فتح الباري لرفعت ذلك الإيهام..والله أعلم
1 مرفق
رد: تَنْبِيهُ القَارِي إِلَى تَصْحِيفٍ وَقَعَ في فَتْحِ البَارِي لِلْعَسْقَلَانِ ي
جزاك الله خيرا اخي المسعودي ؛ لكن جاء في حاشية كتاب (مَنْ تُكُلِّمَ فِيهِ وَهُوَ مُوَثَّق أَوْ صَالِحُ الحَدِيث) للحافظ الذَّهبي رحمه الله ت : عبد الله بن ضيف الرحيلي رقم : 378 ص 445: (وقال القاسم بن مسلمة : تُكُلِّمَ فيه ؛ لأنَّ سماعه من مالك إنَّما كان بِعَرْضِ حَبيب).
وليس مسلمة بن القاسم كما ذكرت .
وحبذا لو تدلني على النص في التهذيب .
أما قولكم حفظكم الله
فربما أوهم عنوانك أن التصحيف المذكور وقع من صاحب الكتاب فلو قيدته بالمطبوع كأن تقول : طبعة فتح الباري أو المطبوع من فتح الباري لرفعت ذلك الإيهام .
فعنوان مقالتي (تنبيه إلى تصحيف وقع في فتح الباري) ، يفهم منه أن التَّصحيف وقع من النساخ والله أعلم .
فائدة :
قال القاضي عياض رحمه الله : (وقد ضعَّف أئمَّة الصَّنعة رواية من سمع الموطأ على مالك بقراءة حبيب كاتبه لضعفه عندهم وأنه كان يُخطرف الأوراق حين القراءة ليتعجل وكان يقرأ للغرباء) أنظر : (الإلماع إلى معرفة اصول الرواية وتقييد السماع) 76-77 .
وقال أيضا ص 78 : (ولهذه العلة لم يخرج البخارى من حديث ابن بكير عن مالك إلا القليل وأكثر عنه عن اللَّيث قالوا لأنَّ سماعه كان بقراءة حبيب) .
أرسل إلي الأخ الفاضل حسن بوقليل نسخة من (هدى الساري) للحافظ - رحمه الله -، وهي نسخة أزهرية نسخت سنة (1184هـ). جاء فيه "يعرض حبيب"
رد: تَنْبِيهُ القَارِي إِلَى تَصْحِيفٍ وَقَعَ في فَتْحِ البَارِي لِلْعَسْقَلَانِ ي
نفع الله بكم .
لكن هو مسلمة بن القاسم ، وهو معروف .
رد: تَنْبِيهُ القَارِي إِلَى تَصْحِيفٍ وَقَعَ في فَتْحِ البَارِي لِلْعَسْقَلَانِ ي
مرحبا بكم أخي المديني ؛ ولكم بالمثل وأسأل الله تعالى أن يوفقكم لما يحبه ويرضاه .
سؤالي لم يكن عن مسلمة بن القاسم ابن إبراهيم الأندلسي القرطبي رحمه الله تعالى .
فالعبارة جاءت هكذا القاسم بن مسلمة ، وعزاه إلى (تهذيب التهذيب) .
وقد بحثت في (تهذيب التَّهذيب) للحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى عن كلام القاسم بن مسلمة !! فلم أجده ؛ وهو تصحيف فاحش من عبد الله ضيف الرحيلي، والوارد في ترجمة يحيى بن عبد الله بن بكير : وقال مسلمة بن القاسم
ومنتسخة الأزهرية التي أتحفنا بها الأستاذ حسن زاده الله توفيقا ، جاء فيها وقال مسلمة ، وهو ابن القاسم ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصَّالحات .
رد: تَنْبِيهُ القَارِي إِلَى تَصْحِيفٍ وَقَعَ في فَتْحِ البَارِي لِلْعَسْقَلَانِ ي
أهلا بالشيخ الفاضل نفع الله بك وجعل ما تقدم في ميزان حسناتك حفظكم الله
رد: تَنْبِيهُ القَارِي إِلَى تَصْحِيفٍ وَقَعَ في فَتْحِ البَارِي لِلْعَسْقَلَانِ ي
مرحبا بكم أخي حسين ، سررت بمشاركتكم ، وشكر الله لكم تشجيعكم لأخيكم .
رد: تَنْبِيهُ القَارِي إِلَى تَصْحِيفٍ وَقَعَ في فَتْحِ البَارِي لِلْعَسْقَلَانِ ي
رد: تَنْبِيهُ القَارِي إِلَى تَصْحِيفٍ وَقَعَ في فَتْحِ البَارِي لِلْعَسْقَلَانِ ي
رد: تَنْبِيهُ القَارِي إِلَى تَصْحِيفٍ وَقَعَ في فَتْحِ البَارِي لِلْعَسْقَلَانِ ي
رد: تَنْبِيهُ القَارِي إِلَى تَصْحِيفٍ وَقَعَ في فَتْحِ البَارِي لِلْعَسْقَلَانِ ي
جزاك الله خيرا.
هذا ولقد رجعت إلى الطبعة المشتركة بين دار السلام بالرياض،ودارالف يحاء بدمشق فإذا فيها التنبيه على هذالتصحيف في ص:636 حاشية :1 { في نسخة :ص : حبيب. وهوالصواب كما في التهذيب وحبيب كاتب الليث}.
وموضعه في التهذيب ج:4 ص: 368 طبعة الرسالة.وفيه أيضا مسلمة بن قاسم لا العكس.
وبالله التوفيق
رد: تَنْبِيهُ القَارِي إِلَى تَصْحِيفٍ وَقَعَ في فَتْحِ البَارِي لِلْعَسْقَلَانِ ي
تنبيه : صورة المخطوط فيها أيضا { مسلمة} لا {مسلم } وهي واضحة جدا لمن تأملها .