أجموا هذه القلوب والتمسوا لها طرائف الحكمة

قال علي رضي الله عنه: أجموا هذه القلوب والتمسوا لها طرائف الحكمة فإنها تمل كما تمل الأبدان. ما صحة هذا الأثر؟

أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم قال : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْرٍ، عَنِ النَّجِيبِ بْنِ السَّرِيِّ قَالَ: قَالَ لِي عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَجِمُّوا هَذِهِ الْقُلُوبَ وَاطْلُبُوا لَهَا طَرَائِفَ الْحِكْمَةِ؛ فَإِنَّهَا تَمَلُّ كَمَا تَمَلُّ الْأَبْدَانُ» . وأخرجه الخطيب في الجامع والسمعاني في أدب الإملاء .
وإسناد ابن عبد البر حسن لا بأس به ، لولا أن هناك انقطاعا بين نجيب وعلي ، وقد قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل : نجيب بن السرى روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مرسل وعن على رضى الله عنه، مرسل، روى عنه محمد بن حمير أبو عبد الحميد السليحى المصرى سمعت ابى يقول ذلك.
. وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة : نجيب بن السرى وهم من ذكره في الصحابة وقال أبو حاتم الرازي روى عن النبي صلى الله عليه و سلم وعن علي مرسلا .أهـ
كل هذا وفي هذا الاسناد : يقول : قال لي علي ... فيبدو أنه خطأ ؛ ففي رواية الخطيب في الجامع وكذا عند السمعاني في أدب الإملاء : قال : قال علي ... والله أعلم .

وبالرجوع إلى طبعة أخرى من جامع بين العلم لابن عبد البر تبين ما يلي : قال : قال علي . بدون لفظة ( لي ) وبهذا يتبين الانقطاع ، والله أعلم .