ما صحة هذا الحديث: "لما أراد الله عز وجل أن يتوب على آدم عليه السلام"?

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما صحة هذا الحديث ....
قالت عائشة رضي الله عنه : لما أراد الله عز و جل أن يتوب على آدم عليه السلام
طاف بالبيت سبعا و هو يومئذ ليس بمبني ربوة حمراء ثم قام فصلى ركعتين ثم قال :
[ اللهم إنك تعلم سري و علانيتي فأقيل معذرتي .
و تعلم حاجتي فاعطني .
سؤالي ، و تعلم ما في نفسي فاغفر لي ذنوبي ]
[ اللهم إني أسالك إيمانا يباشر قلبي و تقينا صادقا حتى أعلم أنه لن يصيبني إلا ما كتبته علي .
و الرضا بما قسمته لي يا ذا الجلال و الإكرام ]
فأوحى الله عز و جل لآدم علية السلام :
[ قد غفرت لك و لا يأتيني أحد من ذريتك فيدعوني بمثل الذي دعوتني به إلا غفرت له و كشفت غمومه و همومه ، و نزعت الفقر من بين عينيه ، و اتجرت له من وراء كل تاجر و جاءته
الدنيا و هي راغمه و إن كان لا يريدها ]

و جزاكم الله خير الجزاء

هذا الحديث أخرجه الطبراني في الكبير (المفقود) وابن عساكر في تاريخ دمشق من حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه
وأخرجه الطبراني في الأوسط وابن عساكر في تاريخ دمشق من حديث عائشة رضي الله عنها
وأخرجه البزار من حديث ابن عمر رضي الله عنهما
ولا يثبت عن واحد منهم
قال أبو حاتم في العلل لابنه: هذا حديث منكر
وقال الألباني في ضعيف الجامع: ضعيف جدا
وأخرجه الأزرقي في أخبار مكة عن عبد الله بن أبي سليمان مولى بني مخزوم من قوله بسند لا بأس به
فالحديث لا يصح مرفوعا للنبي (ص) بحال.
وهو بابن أبي سليمان أشبه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أخي الكريم عيد فهمي على كل هذه المعلومات القيمة

جزاك الله كل خير
لدي سؤال أخ عيد فهمي لماذا تكرر مثل هذه الأحاديث الضعيفة و لا تلغا
و تبق متداول بين الناس ... الذين ( يجهلونها )

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسماء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي الكريم عيد فهمي على كل هذه المعلومات القيمة
جزاك الله كل خير
لدي سؤال أخ عيد فهمي لماذا تكرر مثل هذه الأحاديث الضعيفة و لا تلغا
و تبق متداول بين الناس ... الذين ( يجهلونها )

---

وفيكِ بارك الله
سبب ذلك هو جهل كثير ممن يتصدّرون للدعوة والخطابة بمبادئ علم الحديث حتى يستطيع أن يميز الصحيح من الضعيف أو حتى يعتمد على غيره من أهل العلم في ذلك.
فهو كحاطب ليل كلما رأى حديثا في كتاب ذكره في درس أو خطبة دون اكتراث منه هل هو صحيح أم ضعيف.
ومهمة أهل الحديث في كل عصر هي الذبّ عن سنّة النبي (ص) أن ينسب لها ما ليس منها.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اقتباس:

---

وفيكِ بارك الله
سبب ذلك هو جهل كثير ممن يتصدّرون للدعوة والخطابة بمبادئ علم الحديث حتى يستطيع أن يميز الصحيح من الضعيف أو حتى يعتمد على غيره من أهل العلم في ذلك.
فهو كحاطب ليل كلما رأى حديثا في كتاب ذكره في درس أو خطبة دون اكتراث منه هل هو صحيح أم ضعيف.
ومهمة أهل الحديث في كل عصر هي الذبّ عن سنّة النبي أن ينسب لها ما ليس منها.

---

بارك الله فيك أخي الكريم على هذا الجواب القيم

جزاك الله كل خير و لا حرمك الأجر و الثواب
و ربي يحفظك
و الله ........... لأمر محزن لو تبق مثل هذه الأحاديث الضعيفة التي لا يعمل بها ......... بين عامة الناس
لأنها راح تضيع أجيال .
و لا حولا و لاقوة إلا بالله

و جزاك الله كل خير أخي الكريم عيد فهمي

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسماء

و جزاك الله كل خير أخي الكريم عيد فهمي

---

وإياكم
ومعذرة على تأخر الردّ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكوور أخي الفاضل

و هذه نصيحة قيمة أحب اضافته
أَهَمِّيَّةُ التَّفَقُّه فِي الحَدِيثِ

للشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني -طيب الله ثراه-

نرى كثيراً من كتاب المجلات الإسلامية يوردون أحاديث ويرفعونها وينسبونها إلى النبي صلى الله عليه وسلم دون أن يذكروا مصادرها من كتب السنة المطهرة، وعلاوة على ذلك فإنهم يجزمون بعزوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تكون ضعيفة أو موضوعة، وإن منهم لمن يسود صفحات في شرح بعضها، ومنهم يحتج بما هو مقطوع عند المحققين من العلماء ببطلانها على مخالفه في رأيه وهو دخيل في الإسلام، كما وقع ذلك في بعض الأعداد الأخيرة من المجلة.

فإلى هؤلاء الأفاضل وأمثالهم من الخطباء والوعاظ والمرشدين أسوق هذه الكلمة نصيحة وذكرى:

لا يجوز للمسلم أن ينسب حديثأ ما إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلا بعد أن يتثبت من صحته على قاعدة المحدثين، والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:[ اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم، فمن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ] (رواه ابن أبي شيبة بسند صحيح كما في "فيض القدير").

والتثبت له طريقان:

الأول: أن ينظر الطالب في إسناده ورجاله ويحكم عليه بما تقتضيه قواعد علم الحديث وأصوله من صحة أو ضعف، دون أن يقلد إماماً معيناً في التصحيح والتضعيف، وهذا أمر عزيز في هذا العصر، لا يكاد يقوم به إلا أفراد قلائل مع الأسف.

والآخر: أن يعتمد في ذلك على كتاب خصه مؤلفه بالأحاديث الصحيحة كالصحيحين ونحوهما، أو على أقوال المحققين من المحدثين كالإمام أحمد، وابن معين، وأبي حاتم الرازي، وغيرهم من المتقدمين، وكالنووي، والذهبي، والزيلعي، والعسقلاني، ونحوهم من المتأخرين.

وهذه الطريق ميسرة لكل راغب في الحق، ولكنه يحتاج إلى شيء من الجهد في المراجعة والتنقيب عن الحديث، وهذا أمر لا بد منه، ولا ينبغي أن يصدف عنه من كان ذا غيرة على دينه، وحريص على شريعته أن يدخلها ما ليس منها، ولذلك قال الفقيه ابن حجر الهيثمي في كتابه "الفتاوى المدينية" (ص: 32):

« وسئل -رضي الله عنه- في خطيب يرقى المنبر في كل جمعة، ويروي أحاديث كثيرة، ولم يبين مخرجيها ولا رواتها فما الذي يجب عليه؟

فأجاب بقوله: ما ذكره من الأحايث في خطبته من غير أن يبين رواتها أو من ذكرها، فجائز بشرط أن يكون من أهل المعرفة في الحديث، أو ينقلها من (كتاب) مؤلفه من أهل الحديث، أو من خطب ليس مؤلفها كذلك، فلا يحل ذلك! ومن فعله عزر عليه التعزير الشديد، وهذا حال أكثر الخطباء، فإنهم بمجرد رؤيتهم خطبة فيها أحاديث حفظوها وخطبوا بها من غير أن يعرفوا أن لتلك الأحاديث أصلاً أم لا، فيجب على حكام كل بلد أن يزجروا خطباءها عن ذلك... ».

ثم قال:

« فعلى هذا الخطيب أن يبين مستنده في روايته، فإن كان مستنداً صحيحاً، فلا اعتراض عليه، وإلا ساغ الاعتراض عليه، بل وجاز لولي الأمر أن يعزله من وظيفة الخطابة زجراً له عن أن يتجرأ على هذه المرتبة السنية بغير حق.. ».


المصدر: مجلة التمدن الإسلامي (19/ 529-530).

,والاكاديمية الاسلامية