شبهة جهمية خطــيــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــرة من لها ؟

السلام عليكم
كنت اتناقش مع أفراخهم فقال لي أحدهم انتم تقولون إن الله أثبت أن له يد وعين فأنتم تاخذون النصوص على ظاهرها وانه ذكرها من صفاته دون تأويل
قلت له نعم
قال الله يقول عن القران لاياتيه الباطل بين يديه فهل القران له يد ؟
فإن قلت لا لماذا لم تقل لا عند الله ولماذا أولت هنا
المهم انا انحرجت ولكنه لم يلاحظ هذا الشي علي لنه طرح عدة أسئلة عقدية وكنت أجيب عنها وتوفقت والله الحمد وهذا لم اجب عنه فهو لم ينتبه من كثرة الأسئلة وتعقيبه على كل جواب
فكيف الرد عن هذه الشبهه لنها خطيرة

على الإنسان أن يجتنب الفتن وأهلها والجدل والخوض مع المعاندين المكابرين ومثل هؤلاء ينطبق عليهم قول الله: فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغاً.

فهم يحتاجون للموعظة وليس إلى الجدال والتعليم إذا كانوا معاندين وإلا فالاعراض عنهم أولى.

والجواب عن هذه الشبهة هو الجواب عن أصل شبه الجهمية في التحريف والتعطيل:
وهو أن الأصل هو حمل الكلام على ظاهره إلا إذا وجد صارف، فإن وجد صارف يقيني فالحمد لله مثل قطعنا يقيناً أن القرآن ليس له يد حقيقية، فعلمنا أن المراد هو من بين يديه أي: من أمامه، وكذلك إذا قلت فلان أسد علمنا يقيناً أن الله لم يمسخه إلى أسد وإنما أردت أنه شجاع.
فهل لديه صارف على كل صفات الله أنها ليست على ظاهرها، وهذه قاعدة أساسية هي حمل الكلام على ظاهره ما لم يكن هناك صارف صحيح واضح.

هل إن قلت فلان أسد انا ذهبت الى التأويل

نعم، تأويل كلامك يكون أنك أردت فلان شجاع كالأسد، وهذا تأويل صحيح لوجود الصارف الصحيح، فإن لم يوجد كأن تقول فلان مسخه الله إلى أسد، فمعناه أنك أردت الأسد الذي هو الحيوان.

أشعر بصحة كلامك ولكن التقصير في فهمي فتحملني احسن الله اليك مالفرق بين التأويل والتشبيه لن القضية تكمن في التلاعب باللغة على ااجهله أمثالي

ليس في هذا التركيب تأويل بل هو على حقيقته و حقيقته لا تعني اليد البتة فالقرآن يفسر بعض بعضا ، قال تعالى : فجعلناها نَكالاً لما بين يَدَيْها وما خَلْفَها. اهــ و ليس للقرية يدين. وقال عز وجل : ولا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتِرِينَه بين أَيديهن وأَرْجُلِهِنَّ. اهــ وقال عز وجل : وجعلنا من بين أَيديهم سدّاً ومن خلفهم سدّاً. اهــ و في الحديث : إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ. اهــ و في الحديث "فَرَكَزَ الْعَنَزَةَ ، ثُمَّ صَلَّى الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ الْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ. اهــ و في الحديث عن أنس رضي الله عنه : " وَجَدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ مَعَهُ نَاسٌ ، فَقُمْتُ ، فَقَالَ لِي : أَأَرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، فَقَالَ : لِطَعَامٍ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، فَقَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ : قُومُوا ، فَانْطَلَقَ ، وَانْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ " فالألفاظ تثبت على حقيقتها مقرونة بتراكيبها لا بمفردها فالذي يثبت على حقيقته هو التركيب بأكمله لا مجرد اللفظ، و التركيب هنا هو بين يديه لا مجرد اليد مفردة و هذا التركيب عند العرب لا يعني كلاما عن اليدين بل العرب تجوز أن تقول مررت بين يدي فلان و فلان هذا مبتور اليدين و التركيب على حقيقته و لا يعتبر مجازا البتة فإذا أردت إثبات قول العرب "بين يديه على حقيقته" فهذا القول لا يعني اليدين البتة و من جعل هذا التركيب حقيقة في الموضع الموجود بين اليدين ومجازا في غير ذلك فهو جاهل بلغة العرب بل ذهن السامع لا يذهب لذلك و الله أعلم.

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن و الاه
وبعد :
فان كلام الاخ عبد الكريم هو الصواب وقد قرره ابن القيم رحمه الله في النونية اتم تقرير ووضحه اكمل توضيح وبين ان الالفاظ انما يعتريها الاجمال والاشتراك في حال انفرادها وتجردها عن التركيب اما في حالة تركيبها فانها تكون نصوصا فيما يدل عليه السياق الذي ركبت فيه وبتعبير اخر
اللفظ له حقيقتان : افرادية وتركيبية يدل عليها السياق
ولا مجال للمجاز البتة لاسيما في امور الغيب ومنها ايات الصفات
الحاصل ان الرد على هذا الجهمي تجده في نونية ابن القيم رحمه الله لكن يحتاج الوصول اليه الى صبر والله اعلم

كيف تجادل أهل البدع وأنت لا تعرف هذه المسائل