حديث نبوي صحيح : " إنه ليس بقتلكم الكفار، ولكنه قتل بعضكم بعضا "
قال الإمام أحمد رحمه الله في مسنده :
19636 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ الْحَسَنِ، أَنَّ أَسِيدَ بْنَ الْمُتَشَمِّسِ قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ أَبِي مُوسَى مِنْ أَصْبَهَانَ فَتَعَجَّلْنَا، وَجَاءَتْ عُقَيْلَةُ فَقَالَ أَبُو مُوسَى: أَلَا فَتًى يُنْزِلُ كَنَّتَهُ؟ قَالَ:، يَعْنِي أَمَةَ الْأَشْعَرِيِّ، فَقُلْتُ: بَلَى. فَأَدْنَيْتُهَا مِنْ شَجَرَةٍ فَأَنْزَلْتُهَا ، ثُمَّ جِئْتُ فَقَعَدْتُ مَعَ الْقَوْمِ. فَقَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُنَاهُ فَقُلْنَا: بَلَى يَرْحَمُكَ اللهُ. قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُنَا " أَنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ الْهَرْجَ ". قِيلَ: وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: " الْكَذِبُ وَالْقَتْلُ ". قَالُوا: أَكْثَرُ مِمَّا نَقْتُلُ (1) الْآنَ. قَالَ: " إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمُ الْكُفَّارَ، وَلَكِنَّهُ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضًا حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ، وَيَقْتُلَ أَخَاهُ، وَيَقْتُلَ عَمَّهُ، وَيَقْتُلَ ابْنَ عَمِّهِ ". قَالُوا: سُبْحَانَ اللهِ ومَعَنَا عُقُولُنَا ***؟ قَالَ: " لَا. إِلَّا أَنَّهُ يَنْزِعُ عُقُولَ أَهْلِ ذَاكُم (2) الزَّمَانِ حَتَّى يَحْسَبَ أَحَدُكُمْ أَنَّهُ عَلَى شَيْءٍ وَلَيْسَ عَلَى شَيْءٍ " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ تُدْرِكَنِي وَإِيَّاكُمْ تِلْكَ الْأُمُورُ، وَمَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مِنْهَا مَخْرَجًا فِيمَا عَهِدَ إِلَيْنَا نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا أَنْ نَخْرُجَ مِنْهَا كَمَا دَخَلْنَاهَا، لَمْ نُحْدِثْ فِيهَا شَيْئًا. (3)
__________
وقال محققو المسند :
(1) في (ظ13) : يُقتَل.
(2) في (ق) : ذلك، وفي (م) : ذاك.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أسِيد بن المتشمس، فمن رجال ابن ماجه، وهو ثقة. إسماعيل: هو ابن عُلية، ويونس: هو ابن عبيد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/12 من طريق يزيد بن زُريع، عن يونس بن عبيد، بهذا الإسناد، ولم يَسُقْ لفظه.
وأخرجه ابن المبارك في "مسنده" (260) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/12، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (17) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/226 من طريق مبارك بن فضالة، وقرن أبو الشيخ به أبا حُرَّة، وأخرجه ابن أبي شيبة 15/105-106، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/12 أيضاً، وابن ماجه (3959) من طريق عوف الأعرابي، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" كذلك من طريق قتادة، أربعتهم عن الحسن، به.
وأبو حُرة- وهو واصل بن عبد الرحمن- كان يدلس عن الحسن، لكنه متابع .
واختُلف فيه على يونس بن عبيد:
فرواه عبدُ الوهّاب الثقفي- فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 7/237- عنه، عن الحسن، عن أبي موسى، لم يذكر بينهما أحداً، وكذلك قال حزم بن أبي حزم القُطَعي عند أبي يعلى (7255) عن الحسن، عن أبي موسى، والحسن لم يسمع من أبي موسى.
واختُلف فيه على قتادة أيضاً:
فرواه أبو عوانة- كما عند أبي يعلى (7247) ومن طريقه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (18) - عن الحسن، عن أبي موسى.
وقد قال الدارقطني في "العلل" 7/237: ومن قال: عن الحسن، عن أبي موسى، فإنه أرسل الحديث، فلا حُجَّة له ولا عليه.
قال ابنُ أبي حاتم- كما في "علل الحديث" 2/426- سألت أبي عن حديث رواه حزم، عن الحسن، عن أبي موسى ... قال أبي: هذا وهم بهذا الإسناد. رواه عوف بن الحسن عن أَسيد بن المتشمس، عن أبي موسى، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قلت: سمع الحسن من أبي موسى؟ قال: لا.
وسلف مختصراً برقم (19497) .
قال السندي: قوله: ألا بالتخفيف، للعرض والتحضيض.
كَنَّتة: بفتح كاف وتشديد نون، زوجة الابن، يُريد بها عقيلة.
أكثر: بالنصب: أي: أنقتل أكثر.
مما نقتل: بالنون على بناء الفاعل.
والذي نفس محمد بيده: من كلام أبي موسى يحلف برب محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رد: حديث نبوي صحيح : " إنه ليس بقتلكم الكفار، ولكنه قتل بعضكم بعضا "
وفي سنن ابن ماجة :
3959 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسِيدُ بْنُ الْمُتَشَمِّسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ لَهَرْجًا» ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: «الْقَتْلُ» ، فَقَالَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَقْتُلُ الْآنَ فِي الْعَامِ الْوَاحِدِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ بِقَتْلِ الْمُشْرِكِينَ، وَلَكِنْ يَقْتُلُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ، وَابْنَ عَمِّهِ وَذَا قَرَابَتِهِ» ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَعَنَا عُقُولُنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا، تُنْزَعُ عُقُولُ أَكْثَرِ ذَلِكَ الزَّمَانِ، وَيَخْلُفُ لَهُ هَبَاءٌ مِنَ النَّاسِ لَا عُقُولَ لَهُمْ» ثُمَّ قَالَ الْأَشْعَرِيُّ: «وَايْمُ اللَّهِ، إِنِّي لَأَظُنُّهَا مُدْرِكَتِي وَإِيَّاكُمْ، وَايْمُ اللَّهِ، مَا لِي وَلَكُمْ مِنْهَا مَخْرَجٌ، إِنْ أَدْرَكَتْنَا فِيمَا عَهِدَ إِلَيْنَا نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَّا أَنْ نَخْرُجَ كَمَا دَخَلْنَا فِيهَا»
__________
[شرح محمد فؤاد عبد الباقي]
[ش - (لا) أي لاعقل معكم ذلك اليوم ثم بين ذلك بقوله تنزع. أي لا يكون ذلك مكع عقولهم. بل تنزلع عقول أكثر ذلك الزمان لشدة لحرص والجهل. (هباء) الهباء الذرات التي تظهر في الكوة بشعاع الشمس. والمراد الحثالة من الناس. (إني لأظنها) أي تلك الحالة.]
[حكم الألباني]
صحيح
رد: حديث نبوي صحيح : " إنه ليس بقتلكم الكفار، ولكنه قتل بعضكم بعضا "
الحديث من رواية ( أسيد بن المتشمس بن معاوية التميمي البصري ابن عم
الأحنف .)
والقول بتوثيقه كما نقل المحقق فيه اهمال للقول الآخر فيه
وإليك النقل
قال المزي في تهذيب الكمال في أسماء الرجال
قال علي ابن المديني: والذين روى عنهم الحسن البصري من المجهولين: أحمر السدوسي، وأسيد بن المتشمس
وفي تهذيب التهذيب للحافظ
قال ابن أبي خيثمة في تاريخه سمعت ابن معين يقول: "إذا روى الحسن البصري عن رجل فسماه فهو ثقة يحتج بحديثه"
وفي ميزان الاعتدال للذهبي
أسيد بن المتشمس ، ابن عم الاحنف بن قيس.
له عن أبى موسى.
وعنه الحسن، والمهلب بن أبى صفرة.
محله الصدق.
وقال ابن المدينى: مجهول.
وقال في المغني في الضعفاء
اسيد بن المتشمس
عن ابي موسى الأشعري وعنه الحسن قال ابن المديني مجهول
ونقل صاحب إكمال تهذيب الكمال
وفي «تاريخ أصبهان» لأبي نعيم: قدم مع أبي موسى أصبهان غازياً، وزعم أن أبا موسى حدثه بحديث الهرج بالدير من أصبهان، قال: وهو ابن أخي الأحنف بن قيس شهد (فتح) أصبهان مع أبي موسى.
وما في تاريخ أصبهان
أسيد بن المتشمس بن معاوية:
قدم مع أبي موسى الأشعري غازياً وهو ابن عم الأحنف بن قيس حدث عنه الحسن بن أبي الحسن.
وفي طبقات المحدثين بأصبهان
18 - أسيد بن المتشمس بن معاوية بن عم الأحنف بن قيس قدم أصبهان غازيا مع أبي موسى الأشعري
وهو ليس من المعروفين بكثرة الرواية عن أبي موسى
رد: حديث نبوي صحيح : " إنه ليس بقتلكم الكفار، ولكنه قتل بعضكم بعضا "
إذا اختلف العلماء في التصحيح والتضعيف فطالب العلم بين أمرين :
أ / إن كان طالب العلم متمكنا فلينظر إلى حجة الفريقين ، ثم يأخذ ما أدى إليه اجتهاده بعيدا عن الهوى وتقليد الأشخاص .
ب / وإن كان طالب العلم من المبتدئين فليقلد الأعلم والأتقى في نظره الخاص لكن بلا تعصب .
والله تعالى أعلم .
والتصحيح والتضعيف من الأمور الاجتهادية ، لكن بشرط أن يكون المشتغل في هذا الفن من أهل التخصص ، وكل علم يسأل عنه أهله .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : ’’…
فمتى وجدنا حديثا قد حكم إمام من الأئمة المرجوع إليهم بتعليله، فالأولى اتباعه في ذلك كما نتبعه في تصحيح الحديث إذا صححه، وهذا الشافعي مع إمامته يحيل القول على أئمة الحديث في كتبه فيقول : وفيه حديث لا يثبته أهل العلم بالحديث
( النكت 2/711) .
وقال الإمام السخاوي رحمه الله :
فمتى وجدنا في كلام أحد المتقدمين الحكم به كان معتمدا لما أعطاهم الله من الحفظ الغزير وإن اختلف النقل عنهم عدل إلى الترجيح
اهـ ( فتح المغيث 1/237)
رد: حديث نبوي صحيح : " إنه ليس بقتلكم الكفار، ولكنه قتل بعضكم بعضا "
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المتأني
الحديث من رواية ( أسيد بن المتشمس بن معاوية التميمي البصري ابن عم
الأحنف .)
والقول بتوثيقه كما نقل المحقق فيه اهمال للقول الآخر فيه
لعل المحقق اعتمد قول الحافظ ابن حجر في التقريب حيث قال عن الرواي المذكور : ثقة .
رد: حديث نبوي صحيح : " إنه ليس بقتلكم الكفار، ولكنه قتل بعضكم بعضا "
لاحول ولا قوة الا بالله
رايت ذلك بالعراق والان ما يحدث بمصر اللهم احقن دماء المسلمين