العالم أعظم أجرا من الصائم القائم الغازي في سبيل الله

وعن علي رضي الله عنه قال : العالم أعظم أجرا من الصائم القائم الغازي في سبيل الله
ما صحة هذا الأثر؟

للرفع.

أخرج الخطيب البغدادي في الجامع [ ج 1 : ص 301 ] والشجري في الأمالي الخميسية وعزاه السخاوي إلى الموقفيات للزبير بن بكار.
من طريق الزُّبَيْرُ يَعْنِي ابْنَ بَكَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سَلامٍ الْجُمَحِيَّ، يَقُولُ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ:
" مِن حقِّ العالِم عليك أن تُسَلِّم على القوم عامة وتَخُصه دونهم بالتحية، وأن تَجلِس أمامه، ولا تُشِيرنَّ عنده بيدك، ولا تَغمِزن بعينيك، ولا تقولن: قال فلان خلافا لقوله، ولا تَغتابنَّ عنده أحدا، ولا تُسَارَّ في مجلسه، ولا تأخذ بثوبه، ولا تُلِحَّ عليه إذا كسل، ولا تعرض مِن طول صحبته؛ فإنما هو بمنزلة النَّخلة تنتظر متى يسقط عليك منها شيء، وإنَّ المؤمن العالِم لأعظم أجرا مِن الصائم القائم الغازي في سبيل الله، وإذا مات العالِم انثلمت في الإسلام ثلمة لا يَسُدها شيء إلى يوم القيامة ".اهـ.
وهذا إسناد منقطع، فبين الجمحي - وهو من طبقة شيوخ أحمد بن حنبل أو من أقرانه - وعلي رضي الله عنه بون شاشع من الانقطاع.
وهو "معضل" كذا قال السمهودي في الغماز على اللماز (١٨)، والسخاوي في المقاصد الحسنة (٦٦)، والعجلوني في كشف الخفاء (١/١٠٥)، ومحمد جار الله الصعدي في النوافح العطرة (٣٩)، والفتني في تذكرة الموضوعات [100]، وذكره الشوكاني عنه بصيغة التمريض في الفوائد المجموعة (٢٨٧).
وله طريق أخرى:
أخرج المعافى بن زكريا في الجليس الصالح [3 : 77] ومن طريقه الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه فقال:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الأَنْبَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الأَعْرَابِيِّ، وَسَهْلُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ: فذكره.
وهذا منقطعٌ أيضًا إلا أن سهل بن هارون وابن الأعرابي مجهولان لم أجد لهما ترجمة وأحمد بن عبيد النحوي "لين الحديث" كذا قال الحافظ ابن حجر في التقريب.
وقد روي موصولا بسند موضوع:
أخرجه ابن عبد البر في الجامع (841) والقاضي عياض في الإلماع كلاهما من طريق سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو النَّخَعِيُّ، عَنْ شَرِيكٍ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: فذكره.
وهذا إسناد موضوع، فيه سليمان بن عمرو أبو داود النخعي.
يكفي أن قال عنه شريك: "كذاب النخع"، ومرة : "ذاك كذاب"، ومرة : "ما لقينا من ابن عمنا سليمان بن عمرو يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم". اهـ.
وكذبه الحافظ ابن حجر ونسبه إلى الوضع فوق ثلاثين نفسا.
قال ابن عدي في الكامل: "أجمعوا على أنه يضع الحديث". اهـ.
وتوبع أيضًا بسند موضوع:
فورد في كتاب من حديث أبي بكر أحمد بن علي بن لال عن شيوخه (ص: 10) من طريق أبي عبد الله محمد بن زكريا بن دينار الغلابي بالبصرة قال حدثنا يحيى بن بسطام قال أخبرنا عمر بن هارون قال حدثنا الضحاك بن عيسى عن سعيد بن المسيب عن علي بن أبي طالب أنه قال: فذكره.
وهذا إسناد موضوع، مسلسل بالعلل إلى عمر بن هارون فيه:
الغلابي متهم بالوضع، قال عنه الدارقطني: "يضع الحديث"، وتكلم فيه.
وكذا قال يحيى بن معين، وذكره البيهقي في شعب الإيمان ، وقال : "متروك"، وذكره في دلائل النبوة ، وقال : "متهم بالوضع".
وأورد الحاكم حديثا، وقال: "رواته ثقات إلا الغلابي وهو آفته"، واتهمه الذهبي بالوضع.
وهناك طريقان ءاخران لهذا الأثر لم أذكرهما؛ لتلفهما.
وآخر جملة في الحديث وهي:
(موتُ العالِمِ ثُلْمَةٌ فِي الإسلامِ لا تُسَدُّ، ما اختُلِفَ الليلُ والنهارُ).
أوردها الألباني في ضعيف الجامع [٥٨٩٤] مرفوعًا من حديث عائشة وعبد الله بن عمر وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم، وقال: " موضوع". اهـ.
ووردت بلفظ مرفوعا من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه :
( موتُ العالمِ مصيبةٌ لا تجبرُ، وثُلمةٌ لا تُسدُّ، ونَجمٌ طُمِسَ، موتُ قبيلةٍ أيسرُ من موتِ عالمٍ).
قال الألباني في السلسلة الضعيفة [٤٨٣٨] "ضعيف جداً". اهـ.
وأخرج وكيع في الزهد [82] فقال:
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، قَالَ:
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " مَا مَاتَ مُسْلِمٌ إِلا ثُلِمَ فِي الإِسْلامِ ثَلْمَةً لا تُسَدُّ بَعْدَهُ أَبَدًا ". اهـ.
والله أعلم.

جزاكم الله خيراً.

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس

جزاكم الله خيراً.

---

وجزاكم الله خيرا.