هل يتغير تفسير القرآن بتغير الأزمان

بــــــسم الله الرحمـــــــ'ــ� �ـــــــن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


اما بعد : فالموضوع ظاهر من عنوانه فلن اطيل الكتابة ...

اجتهد المفسرون في القديم في تفسير القرآن الكريم و كانوا اهلا لذلك و كانوا من الراسخين في العلم جزاهم الله عن الامة كل خير مثل ابن عباس رضي الله عنهما و تلميذه مجاهد و ابن كثير و غيرهم ..

لكن مع تقدم الزمن و التطور الذي نشهده ... نكتشف كل يوم اعجازا علميا في القرآن الكريم .. مثبت بالعلم و بالدلالة اللغوية للايات يقينا لا شك فيه مع ذلك نجد ان المفسرين فسروه بقول اخر ربما لانهم لم يصلوا لما وصلنا اليه اليوم من الوسائل التي مكنتنا من فهم نصوص القرآن بطريقة اخرى

فهل يمكن او هل يجوز ان نفسر القرآن بخلاف ما اتى به المفسرون ؟ و اقصد بعض الايات و ليس كل القرآن
ام انه وجب علينا الوقوف على ما ذكروه فقط ؟

ارجو ان يتفاعل الجميع مع الموضوع فهو مهم

بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الاستاذ /بيرم الغانمي
قولك :

لكن مع تقدم الزمن و التطور الذي نشهده ... نكتشف كل يوم اعجازا علميا في القرآن الكريم .. مثبت بالعلم و بالدلالة اللغوية للايات يقينا لا شك فيه مع ذلك نجد ان المفسرين فسروه بقول اخر ربما لانهم لم يصلوا لما وصلنا اليه اليوم من الوسائل التي مكنتنا من فهم نصوص القرآن بطريقة اخرى

هل ممكن تعطينا امثلة ؟ بارك الله فيك

والسلام عليكم ورحمة الله

بارك الله فيك اخي الغالي على مرورك الطيب

اما بالنسبة للأمثلة فسأذكر ما يلي :
قال تعالى : ان الله لا يظلم مثقال ذرة .
و الذرة هي التي نعرفها كلنا
ثم قال تعالى : و لا يظلمون نقيرا .
فالبروتون الذي هو اصغر من الذرة بألف مرة يقع ضمنه الكوارك و هو اصغر من البروتون بمائة مرة و هو من الدقائق التحت ذرية .. و الالكترون المعروف يتحرك و يدور ضمن فلك مثل الكواكب تقريبا اما الكوارك فهو ينقر نقرا اي انه يقوم بحركة جيبية اهتزازية فربما والله اعلم يكون هذا هو النقير المذكور
أي ان الله لا يظلم مثقال ذرة و لا أقل من الذرة بمائة الف مرة
ثم يقول الله تعالى : و لا يظلمون فتيلا.
ظهر ماخرا اكتشاف ان هذا الكوارك هو عبارة عن كرة فارغة بداخلها قرابة الف خيط من خيوط الطاقة و بينها فراغات
فربما والله اعلم يكون خيط الطاقة هو الفتيل ... لذلك الله سبحانه و تعالى كرر هذا الفتيل اكثر من مرة في سورة الاسراء و سورة النساء و ترك النقير و الذرة و حسب الدراسات فإن هذا الفتيل هو اصغر من الذرة بمائة مليون مرة
و هذا اكتشاف اسلامي لم يسبق الغرب اليه
فأصغر جسيم لكتشفه الغرب هو الجسيم اكس او ما سمي بالرب اكس
لكن تسقط هذه النظرية بهذا الاكتشاف الاسلامي و هو الفتيل استنادا الى النظرية الخيطية و خيوط الطاقة في الكون

و هناك الكثير من الامثلة لكن نكتفي بهذا المثال
و لو بحثنا في التفاسير فسنجد أقوالا أخرى تفسر النقير و الفتيل
كما في تفسير الطبري فالنقير هو النواة في القلة
أما الفتيل فقد قال بعضهم : هو ما خرج من بين الإصبعين والكفين من الوسخ ، إذا فتلت إحداهما بالأخرى

والله تعالى اعلم
أفيدونا بارك الله فيكم

أظن الجواب على سؤالك بالنهي المطلق خطأ وبالقبول المطلق خطأ أيضاً , وإنما الصحيح التفصيل , وأما ماحدود مانقبله ومانرفضه فأترك الجواب لأهل الاختصاص .

السلام عليكم أرى أن ما شأنه الثبات كالعقائد ومعظم العبادات لا يتغير في تفسيره إلا من حيث تبسيطه وتقريبه وبيان أهميته وفوائده بناء على ما توصلت إليه بعض العلوم كعلم النفس وعلم الاجتماع مثلا. أما ما شأنه التغير فلا بأس أن يتغير تفسيره. ثم هناك ما يتعلق "بالإعجاز" أو الآيات التي تم تفسيرها في ضوء العلوم المعاصرة فهذه قد يستأنس بتفسيرها كذلك بناء على ما توصلت إليه هذه العلوم بشرط أن نتعامل مع الأمر بكثير من الحيطة والحذر والنسبية.

تغيير التفسير لا يُقصد منه إسقاط ما وصل الينا من تفاسير بالكلية
بل تغيير ما توصلنا اليه اليوم بالعلم اليقيني لا الظنّي - و التغيير ليس كبيرا انما هو في بعض المصطلحات كما سبق و بينت في المثال .

و بارك الله فيكم و جزاكم كل خير على تفاعلكم

لعلّ هذا هو محور نقاشنا في الأساس :

فتح الأستاذ خالد كمال خضر مذاكرة حول : هل يجوز للمتأخّر أن يحدث فهما جديدا للنصّ الشرعي لم يسبق اليه ؟

علّق عليه الأستاذ وليد أبو إبراهيم بكلام جميل يحتمل الصواب و الخطأ :

هل المقصود: فهم جديد لواقعة أو نازلة جديدة ، أم فهم جديد لواقعة قديمة أفتى فيها علماء الأمة بقول أو أقوال محصورة؟؟

أظن والله أعلم

إذا أجمع العلماء على أقوال محصورة في مسألة مطروقة ؛ فلا يجوز الخروج عن أقوالهم إلى قول جديد مخترع بالزيادة أو النقصان خصوصا في العبادات التي هي توقيفية بطبعها

الفهم الجديد للنصوص والذي ينشأ عنه أقوال جديدة = لا يكون إلا في النوازل المستحدثة

أما الفهم الجديد لمعالجة نازلة أو حادثة جديدة ، أو الفهم الذي لا يتصل بأعمال المكلفين بل يضيف تفسيرا جديدا فلا شيء في ذلك ، فصلاحية النصوص الشرعية لكل زمان ومكان تجعل تجدد الأفهام سنة كونية

_______
والله تعالى أعلم

ما دام أن التفسير الحديث لا يتصادم مع تفسير المتقدمين من العلماء ، وهو يصب في الأمر نفسه ، والاختلاف فيه إنما يكون من باب التنوع ، وليس التضاد ، فلا بأس به ، والعلم الحديث يكشف أمورا كثيرة ، ولا يتصادم مع كلام المفسرين بل يؤكده ، ويزيد من الفوائد التي تؤكد لنا إعجاز القرآن على مدار الزمن ، فهو المعجزة الخالدة ، وهو: الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد .

​بارك الله فيكم جميعا