" اسألوا الله الفتنة فإن فيها حصاد المنافقين " هذا الحديث لا يصح .

قال الإمام بدر الدين العيني الحنفي رحمه الله تعالى في عمدة القاري شرح صحيح البخاري :

15 -( باب التعوذ من الفتن )
أي هذا باب في بيان التعوذ من الفتن قال ابن بطال في مشروعية ذلك الرد على من قال اسألوا الله الفتنة فإن فيها حصاد المنافقين وزعم أنه ورد في حديث لا يثبت رفعه بل الصحيح خلافه وقد أخرج أبو نعيم من حديث علي رضي الله تعالى عنه بلفظ لا تكرهوا الفتنة في آخر الزمان فإنها تعبير المنافقين وفي سنده ضعيف ومجهول .

منقول من عمر الزهيري

جزاك الله خيراً شيخ خالد
ومتن حديث ( إسألوا الله الفتن فإن فيها حصاد المنافقين ) متنٌ منكر فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم الأمر بالتعوذ منها ما ظهر منها وما بطن فقد قال عليه الصلاة والسلام: ( تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، قالوا: نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن . ) قال المحدث الألباني في السلسلة الصحيحة ح 156: ( أخرجه مسلم (8 / 160 - 161) ..) إنتهى

أما حديث ( لا تكرهوا الفتنة في آخر الزمان فإنها تُبِيرُ المنافقين .) فمنكر كسابقه لنفس السبب وفي نقلكم شيخنا خالد عن بدر الدين العيني وقع لفظه ( تعبير المنافقين ) وهذا تصحيف لعله من مطبوعه فصوابه ( تُبِيرُ المنافقين ) كما جاء في لفظه وهذا تخريج الحديث والله المستعان:

أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في ( طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها ) في ( الطَّبَقَةُ الْعَاشِرَةُ وَالْحَادِيَةَ عَشْرَةَ ) ح 931 قال: ( حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ ، قال : ثنا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ زِيَادٍ الأَزْدِيُّ الزَّعْفَرَانِي ُّ بِمَهْدَانَ (1) ، قال : ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ قُتَيْبَةَ ، قال : ثنا قَيْسٌ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ ذَرِيحٍ ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ ، عَنْ عَلِيٌّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا تَكْرَهُوا الْفِتْنَةَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ ، فَإِنَّهَا تُبَيِّنُ الْمُنَافِقِينَ " .
(1) هذا تصحيف وصوابه ( بهمدان ) ودليل ذلك تصريحه بأن محمد هذا هو الهمداني في السند نفسه في أخبار أصبهان وهو الذي بعده.
وأخرجه أيضاً أبو نعيم في أخبار أصبهان ح 1684 قال: ( حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الزَّعْفَرَانِي ُّ الْهَمَذَانِيُّ (2)، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ قُتَيْبَةَ ، ثنا قَيْسٌ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ ذَرِيحٍ ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا تَكْرَهُوا الْفِتْنَةَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ ، فَإِنَّهَا تُبِيرُ الْمُنَافِقِينَ " .
(2) الظاهر أنه بالدال فصوابه ( الهمداني ) ومحمد بن زياد الزعفراني هو الباهلي صدوق حسن الحديث
وقال الإمام المحدث الشوكاني في الفوائد المجموعة ح 1195 قال: : ( " لا تَكْرَهُوا الْفِتْنَةَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ ، فَإِنَّهَا تُبِيرُ ، أَيْ تُهْلِكُ ، الْمُنَافِقِينَ " ، قال ابن بطال ، وابن حجر : إنه باطل مردود . ) إنتهى

قلت: ومر نقل الإمام بدر الدين العيني في ( عمدة القاري شرح صحيح البخاري ) في 15 -( باب التعوذ من الفتن ): ( أي هذا باب في بيان التعوذ من الفتن قال ابن بطال في مشروعية ذلك الرد على من قال اسألوا الله الفتنة فإن فيها حصاد المنافقين وزعم أنه ورد في حديث لا يثبت رفعه بل الصحيح خلافه وقد أخرج أبو نعيم من حديث علي رضي الله تعالى عنه بلفظ لا تكرهوا الفتنة في آخر الزمان فإنها تبير المنافقين وفي سنده ضعيف ومجهول .) إنتهى.

قلت: عبد الرحمن بن أحمد بن أبي يحيى الزهري الأصبهاني المعروف بالأعرج مجهول الحال
وإبراهيم بن قتيبة هو الأصفهاني مجهول الحال

5835 - ( لا تكرهوا الفتنة في آخر الزمان ؛ فإنها تبير المنافقين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة "
منكر . أخرجه أبو الشيخ في " طبقات الأصبهانيين ) لم ( 342 / 463 ) ، ومن طريقه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 113 - 114 ) ، وعلقه عليه الديلمي
في " مسند الفردوس " ( 3 / 154 ) قال أبو الشيخ : حدثنا عبد الرحمن بن أحمد قال : حدثنا أبو حفص عمر بن زياد الأزدي الزعفراني - ب ( همذان ) - قال : حدثنا إبراهيم بن قتيبة قال : حدثنا قيس عن العباس بن ذريح عن شريح
ابن هانئ عن علي مرفوعا .
أورداه في ترجمة عبد الرحمن بن أحمد الزهري أبي صالح الأعرج ، وذكرا أنه توفي سنة ثلاث مئة ، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا .
وأبو حفص عمر بن زياد " وقع في " الأخبار " : ( محمد بن زياد ) الزعفراني ،
ولم أجد له ترجمة .
وإبراهيم بن قتيبة ؛ الظاهر أنه الذي في " اللسان " :
" إبراهيم بن قتيبة الأصبهاني ؛ ذكره الطوسي في مصنفي الشيعة الإمامية " .
قلت : فهو مجهول أيضا .
وقيس : هو ابن الربيع ، ضعيف ؛ قال في " التقريب " :
" إسناده ضعيف ".
قلت: بل هو أشد من ذلك ؛ فإن ( عمرو بن ثابت ): متروك.
واللذان فوقه: لم أعرفهما، ويحتمل أن جابراً هو: الجعفي ؛ وهو متروك أيضاً.
و ( محمد بن عمارة بن صبيح ): لم أجد له ترجمة أيضاً.

جزاك الله خيرا .