ـ أيها العالم لا بد أن تقدم شيئا جديدا ..

ـ أيها العالم لا بد أن تقدم شيئا جديدا ..

في ظل الانفتاح الهائل في الحصول على المعلومات ... ما تقوله في الندوات والدروس والمحاضرات ... الشباب والعوام يحفظونه ويستطيعون بسهوله أن يحصلوا عليه ...
ـ أيها العالم أنت لم تستغل طاقاتك وقدراتك وإمكاناتك بعد ..
قدراتك ليست مجرد أقوالا وخطبا ودروسا وندوات ومحاضرات تلقيها على الناس كل يوم أو كل أسبوع أو كل شهر وفقط..
ـ أيها العالم قدراتك قيادية ، والجديد عندك خطوات إيجابية ...
أنت تعلم هذه الآية وتعلم كيفية تطبيقها (وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ).
ـ أيها العالم أنت من ( أولي الأمر ) فلا بد من تطبيق ما كان يفعله عمر بن الخطاب أمير المؤمنين بمفهومه الشامل .. ( كان عمر رضي الله عنه إذا أمسى أخذ درّتَه ثم طاف بالمدينة فإذا رأى شيئاً يُنكره أنكره ) ..
ـ أيها العالم هلا خرجت وجددت روح تلاميذك وتفاعلت مع ما تقوله لهم وعرضتَ لهم كلامك بإيجابية وبواقعية متاحة اليوم ...
ـ أيها العالم عليك أن تخرج بتلاميذك إلى الطريق إلى المقاهي إلى المتنزهات إلى النوادي .. تدخل على الناس وينظر إليك تلاميذك ماذا ستفعل مع هؤلاء القوم ...
أنت تأمر تلاميذك وروادك والمستمعين لك بفعل الخير والدعوة إلى الله والأمر والنهي وتحليل الحلال وتحريم الحرام ... وتلاميذك يتشوفون منك الجديد وإيجابيتك نحوهم لتقودهم إليها ..
ـ أيها العالم بإمكانك إحياء سنة الإيجابية والواقعية بين تلاميذك ، وأن تغرس في كل شارع تلميذا من تلاميذك يقوم بهداية الناس ..
ـ أيها العالم أنت المجدد لتلاميذك .. عليك أن تقودهم وتبصرهم بثمرة العلم ...
اخرج إلى الناس للنصيحة ومعك التلاميذ في كل أسبوع يوما ...
اخرج مع أبنائك لتربيهم وتعلمهم الجرأة في الحق والصدع به والجهر به ..
واخرج لوحدك لتكتسب الخبرة والجرأة المغيبة بسبب سيطرة الظالمين على البلاد سابقا ...
فبهذا تختلف عن تلاميذك والعوام والشباب ...
فالعلم اليوم والمعلومات .. الكل يتحدث بها ويرددها ويقولها ليل نهار .. ولكن العمل بها من أولويات العالم الرباني ...

بارك الله فيك

عنوان الموضوع ذكّرني بأبي المعالي الجويني في "غياث الأمم"، وكيف بدت منه الأنفة والاشمئزاز من الاقتباس المجرّد الذي نعى به على الماورديّ، فقال: (والشكوى إلى الله ثم إلى كل مُحَصِّل مُميِّز، من تصانيف ألّفها مرموق، مُتَضَمَّنُها ترتيب وتبويب، ونقْل أعيان كلام المهرة الماضين، والتنصيص على ما تَعِبَ فيه السابقون .. ولا يرضى بالتلقُّب بالتصنيف، مع الاكتفاء بالنّقل المجرّد - حصيف).