رد: هل هناك حدٌ للتقدير ؟
وفقك الله
الأصل هو عدم التقدير، وهذا الأصل متفق عليه بين النحويين على جميع مشاربهم.
ومن يقول: التقدير كذا وكذا بما يخالف ظاهر اللفظ مطالب بدليل يدل على هذا التقدير.
ولكن هذا الدليل لا يشترط أن يكون من اللفظ نفسه؛ بل قد يكون من قرائن السياق والسباق واللحاق، وقد يكون من استقراء كلام العرب والنظر في مجاري الاستعمالات، وقد يكون مما عرف من طريقة المتكلم نفسه، وقد يكون غير ذلك.
هذا أولا، وأما ثانيا، فقولك (الجنةَ غاليةً) لا يمكن أن يقدر فيه (أرى الجنة غالية)؛ لأنه ليس في اللفظ ما يدل عليه، ولا يشير إليه (بافتراض أن الجملة هكذا فقط ولم يسبقها ما يدل على ذلك)، ولكن يمكن أن يقدر (الزموا الجنةَ حالة كونها غالية)، أو (اطلبوا الجنة ...) أو نحو ذلك؛ لأن مثل هذه الأفعال (الزم) (اطلب) قد عهد حذفها عند العرب، ومن ذلك (الصلاةَ جامعةً)، {وامرأته حمالةَ الحطب}، وقول الشاعر:
إلى الملك القرم وابن الهمام .................... وليثَ الكتيبة في المزدحم
وأما ثالثا: فقولنا (المسلمين فائزون) بتقدير (إن المسلمين) مخالف لإجماع النحويين فيما أعلم.
والله أعلم.
رد: هل هناك حدٌ للتقدير ؟
أهلا بك أبا مالك مرة أخرى : )
بارك الله فيك ،
هل باستطاعتي القول ؛ أن التقدير سماعيٌ مما أثر عن العرب ؟
رد: هل هناك حدٌ للتقدير ؟
أهلا بك يا أخي الفاضل
التقدير يعرف بالدليل، بناء على استقراء كلام العرب، ولا يشترط أن يكون هو بعينه مسموعا من العرب.
رد: هل هناك حدٌ للتقدير ؟
أبا مالكٍ نحويٌّ جِهبذٌ !
رد: هل هناك حدٌ للتقدير ؟
تلميذًا لك يا شيخٌ الفاضل (ابتسامة)
رد: هل هناك حدٌ للتقدير ؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك العوضي
تلميذًا لك يا شيخٌ الفاضل (ابتسامة)
بارك الله فيكم.
رد: هل هناك حدٌ للتقدير ؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك العوضي
تلميذًا لك يا شيخٌ الفاضل (ابتسامة)
بل أنا تلميذك يا شيخ ، وتخريج كلامي سهل ، لكن ما هو تخريج ردك هذا ، بارك الله فيك ؟
هل رفعت (شيخ) لأنها نكرة مقصودة ، لو كان كذلك لكانت مبنية على الضم ولم تكن منونة، ما هو تخريجها يا شيخُ ؟
رد: هل هناك حدٌ للتقدير ؟
أخي أبا مالك ، قرأتُ ما كتبتَ مرة أخرى .. لكن هناك شيئا استغلق علي :
اقتباس:
ولكن هذا الدليل لا يشترط أن يكون من اللفظ نفسه؛ بل قد يكون من قرائن السياق والسباق واللحاق، وقد يكون من استقراء كلام العرب والنظر في مجاري الاستعمالات، وقد يكون مما عرف من طريقة المتكلم نفسه، وقد يكون غير ذلك
هلا وضحت أكثر بارك الله فيك .؟
رد: هل هناك حدٌ للتقدير ؟
وفقك الله
= السياق: ما جاء دليله أو الإشارة إليه في الكلام نفسه، كما قال ابن مالك:
فالسابقَ انصبه بفعل أضمرا .......... حتما موافق لما قد أظهرا
فقوله (السابق) مفعول لفعل مقدر تقديره (انصبه) بدلالة (انصبه) الواردة في الكلام نفسه.
= السباق ما جاء سابقا على الكلام، كما قال ابن مالك:
ويرفع الفاعلَ فعلٌ أضمرا .............. كمثل (زيد) في جواب (من قرا)
= اللحاق ما جاء لاحقا بالكلام، نحو:
وما أدري إذا يممت أرضا ........... أريد الخير أيهما يليني
أألخير الذي أنا أبتغيه ........... أم الشر الذي هو يبتغيني
= استقراء كلام العرب والنظر في مجاري الاستعمالات، نحو تقدير الفاعل ضميرًا مستًترا؛ فإنه قد علم بالاستقراء من كلام العرب أنه لا يكون فعل بغير فاعل.
ونحو تقدير وصف محذوف لتسويغ الابتداء بالنكرة في قولهم (شر أهر ذا ناب)، أي شر عظيم؛ فإنه قد علم من استقراء كلام العرب أنهم لا يبتدئون بالنكرة إلا لمسوغ.
= طريقة المتكلم نفسه، كأن يكون من عادة المتكلم أن يقول: (أبدأ باسم الله)، فإذا قال في موضع آخر (بسم الله) لم يصلح أن نقدر له (ابتدائي باسم الله).
= غير ذلك؛ كأن يكون أحد التقديرين أقل من الآخر فيرجح الأقل؛ أو أحدهما أفصح من الآخر فيرجح الأفصح، وهكذا، وقد تكلم على ذلك السيوطي في الإتقان وغيره.
ومن ذلك تقدير تاء التأنيث في الأسماء الخالية من العلامة، كما قال ابن مالك:
************** ................. وفي أسامٍ قدروا التا كالكتف
ويعرف التقدير بالضمير ................. وغيره كالرد في التصغير
رد: هل هناك حدٌ للتقدير ؟
أحسنتَ ، بارك الله فيك .
اقتباس:
وما أدري إذا يممت أرضا ........... أريد الخير أيهما يليني
أألخير الذي أنا أبتغيه ........... أم الشر الذي هو يبتغيني
وقبله :
فإما أن تكون أخي بحـقٍ *** فأعرفَ منك غثي من سميني ..
وإلا فاطرحني واتخـذني *** عدواً أتقيك وتتــقيني ..
شكرا لك أخي المبارك (ابتسامة).